وفـد دبلوماسي أوروبــي يتعــرّض لإطــلاق نــار بجنـين
لم يتوقف الاحتلال الصهيوني عن تصعيد عدوانه على قطاع غزة المحاصر بالنار، غير آبه بالتحركات والمناشدات الدولية المتكررة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية، وشنّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة استهدفت منازل ومناطق سكنية في مختلف أنحاء القطاع، وسط عمليات نسف لأحياء بأكملها، ما يزيد من أعداد الضحايا والدمار. وبالمقابل أطلق الاحتلال النار في سابقة خطيرة في مخيم جنين، مستهدفا بشكل مباشر 25 سفيرا ودبلوماسيا عربيا وأوروبيا.
وفي ظل الحصار المفروض، يتدهور الوضع الإنساني بسرعة، مع تعمّق أزمة الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في معظم المناطق. ورغم الإدانات الدولية، مازال الاحتلال الصهيوني ماض في توسيع عملياته العسكرية. وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بوقوع عشرات الشهداء، أمس الأربعاء، في قصف صهيوني على مناطق القطاع، لا سيما جباليا شمالاً وخانيونس جنوباً.
أطباء بلا حدود تستنكر
على الصعيد الإنساني، قالت الأمم المتحدة إنّ المساعدات لم تصل إلى الفلسطينيين بعد يومين من بدء دخول الإمدادات الجديدة إلى قطاع غزة. ووفقاً للأمم المتحدة، لم تصل أي من المساعدات فعلاً للفلسطينيين. ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك العملية الأمنية الجديدة للسماح بدخول المساعدات إلى المخازن بأنها “طويلة ومعقدة وخطيرة”، وأشار إلى أن طلبات الاحتلال الصهيوني المتعمدة من عمال الإغاثة إنزال المساعدات من الشاحنات وتحميلها مجدداً تعرقل جهود توزيع المساعدات.
قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن الاحتلال الصهيوني يسمح بدخول مساعدات “غير كافية بشكل مثير للسخرية” إلى غزة لتلبية حاجات القطاع، وذلك لتجنب اتهامها “بفرض التجويع على السكان”. وقالت باسكال كواسار، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، في خانيونس، في بيان “هذه الخطة هي وسيلة لتحويل المساعدات إلى أداة لخدمة الأهداف العسكرية للاحتلال الصهيوني”.
من جهتها، نفت الجبهة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، صباح أمس الأربعاء، دخول أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع، على عكس ما يروّج له الاحتلال الصهيوني بشأن فتح معبر كرم أبو سالم. وفي بيان رسمي، شددت الجبهة على أهمية تحرّي الدقة في تداول المعلومات، داعية الصحفيين والنشطاء إلى الاعتماد على القنوات الرسمية، وعدم الانجرار وراء روايات قد تُستغل لتضليل الرأي العام. وأكد البيان أن المكتب الإعلامي الحكومي سيكون المصدر المعتمد للإعلان عن أي مستجدات بخصوص دخول المساعدات.
مجزرة بجباليا والمقاومة صامدة
أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 98 فلسطينيا في قصف الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ فجر أول أمس الثلاثاء، في وقت تكبد فيه الاحتلال خسائر بشرية بعمليات جديدة للمقاومة وأقر بمقتل جندي بمعارك جنوب القطاع. وارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال، إذ ارتفع عدد الشهداء إلى 12 فلسطينيا، إثر قصف جوي صهيوني على منزلين في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة. كما استشهد 6 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال، وإصابة آخرين في غارات صهيونية استهدفت منزلا جنوبي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية وأخرى في الدفاع المدني استمرار عمليات البحث عن مفقودين بين ركام المنزل المستهدف في دير البلح. في حين نقلت سيارات الإسعاف المصابين وجثامين الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وفي جنوب غزة استشهد 4 أشخاص في قصف جوي للاحتلال على منزل في خان يونس، كما استشهد فلسطيني وجرح آخر إثر قصف صهيوني على منزل في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة. وتزامن ذلك مع مواصلة مدفعية الاحتلال قصفها بكثافة على المناطق الشمالية لمدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
العدوان على جنين يدخل شهره الخامس
واصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم 121 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
صباح أمس الأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي في مدينة جنين بعد محاصرة قوات خاصة لمقهى ومنزل غسان السعدي مالك المقهى في الحي الشرقي. ونشر الاحتلال آلياته عند مداخل الحي وبالقرب من محطة للمحروقات ومنعت حركة مرور المواطنين ومركباتهم، واعتقلت كلا من غسان السعدي واياد العزمي من داخل المقهى بعد مداهمته وتفتيشه.فيما أصيب فجر أمس الأربعاء شاب برصاص الاحتلال في البطن خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة قباطية جنوب جنين، حيث جرف الاحتلال البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء في البلدة ونشر جنوده على أسطح المنازل وداهم عدداً من البنايات وحولها لثكنة عسكرية وشن حملة اعتقالات في البلدة، كما دمرت جرافات الاحتلال مركبات المواطنين على الشارع الرئيس الذي يربط قباطية بمدينة جنين. كما خلف الاحتلال في مدينة جنين أضرارا كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحيين الشرقي والهدف.
الاحتلال يهدم القرى والتجمعات السكانية
هدمت قوات الاحتلال قرى وتجمعات سكنية بأكملها في الضفة الغربية المحتلة، رافقتها حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل المواطنين منذ فجر أمس الأربعاء.
وهدمت قوات الاحتلال قرية خلة الضبع في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بأكملها. وهي مكونة من 25 منشأة، بين منزل وكهف وحظيرة أغنام وبئر مياه. ويأتي هذا تزامنا مع قرار بتهجير وإخلاء 8 تجمعات سكنية في المنطقة.كما اقتحمت قوات الاحتلال بعدد كبير من الآليات العسكرية منطقة دائرة السير في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية. ودمرت قوات الاحتلال منزل الشهيد عبد القادر القواسمي الذي نفذ مع اثنين من رفاقه عملية إطلاق نار عند حاجز النفق قرب بيت لحم قبل عام ونصف وأسفرت عن مقتل جندي صهيوني وإصابة 7 آخرين.