شاركت الجمهورية الصحراوية، عبر وفد رسمي رفيع المستوى، في أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة الوزارية الثالثة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، وعقد اجتماع وزراء الشؤون الخارجية للمنظمتين أمس الأربعاء.
مثل الجمهورية الصحراوية في هذه الاجتماعات وفد يضم عمر منصور، المكلف بالعلاقات مع المؤسسات الأوروبية، والسفير لمن أباعلي، الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب السفير ماء العينين مفتاح، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ببلجيكا.
تنسيــق المواقـــف
وشارك الوفد الصحراوي قبل هذا اللقاء، في اجتماع مشترك بين سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وسفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى بلجيكا، في مقر البعثة الإفريقية ببروكسل، حيث تم تبادل المعلومات وتنسيق المواقف تحضيراً لاجتماعات اليوم. وكانت قد انطلقت سلسلة من الاجتماعات المتوازية، خصص أحدها لسفراء الاتحاد الإفريقي، بينما عقد الاجتماع الآخر لسفراء الاتحاد الأوروبي، تبعه اجتماع مشترك بين الجانبين حضره الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب المكلف الصحراوي بالمؤسسات الأوروبية. وتركزت أشغال هذه الاجتماعات على مراجعة الوثائق التحضيرية، وعلى رأسها البيان المشترك بين الاتحادين، وتنسيق مواقف الدول الأعضاء بشأن أبرز ملفات القمة.
ويهدف الاجتماع الوزاري المرتقب، الذي وزير الخارجية الصحراوي، محمد يسلم بيسط، إلى تقييم التقدم المحرز منذ القمة السادسة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي التي عقدت في فيفري 2022، كما يأتي في سياق مميز يصادف الذكرى الخامسة والعشرين للشراكة الأوروبية-الإفريقية، وهي شراكة توصف بأنها فريدة ودائمة. وتأتي مشاركة الجمهورية الصحراوية في هذه الاجتماعات في إطار تأكيد حضورها ودورها ضمن مؤسسات الاتحاد الإفريقي كعضو مؤسس وفاعل، وللمساهمة في بلورة مواقف القارة من الشراكات الدولية، خاصة في ظل التنافس الجيوسياسي المتزايد على إفريقيا.
ومازالت القضية الصحراوية تفتك الدعم الدول حيث أكد كاي رالا شانانا غوسماو، الوزير الأول لجمهورية تيمور الشرقية، على أن الصحراء الغربية محتلة منذ خمسة عقود، وأن نصف قرن من إرث الاستعمار والمصالح التجارية حرمت الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، مشدداً على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبالٍ بمحنة الصحراء الغربية.
جاء هذا التأكيد خلال الكلمة التي ألقاها الوزير الأول التيموري خلال أشغال “ندوة تضامن آسيا ومنطقة المحيط الهادئ مع الصحراء الغربية”، التي نُظمت بالعاصمة التيمورية ديلي وبحضور عدد كبير من ممثلي المجتمع المدني التيموري وجمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي، بما فيها ممثلين عن اليابان وأستراليا.
رسالة ثقة ودعم من روسيا
وبعث رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي “شيوعيو روسيا” سيرغي مالينكوفيتش رسالة تهنئة لرئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي، عبر له فيها عن تهانيه بمناسبة حلول الذكرى 52 لتأسيس جبهة البوليساريو .
ومما جاء في الرسالة “ لقد ظلت جبهة البوليساريو طيلة فترة النضال الوطني التحرري المستمر منذ سنوات طويلة، طليعة نضال الشعب الصحراوي” .
وأضاف سيرغي مالينكوفيتش: “نحن قريبون جدًا من رغبة الشعوب المحبة للحرية في العيش على أرضها وممارسة أنشطتها المحلية والدولية بحرية. مشيرا إلى أن حزبه ظل منذ تأسيسه، داعمًا ثابتًا وموثوقًا به لجبهة البوليساريو، ومواصلا لدعم النضال العادل للشعب الصحراوي، وينشر المعلومات حول هذا النضال في وسائل إعلام الحزب على أراضي الاتحاد الروسي. وكما أشار إلى أن الحزب تربطه علاقة شراكة قوّية وحقيقية مع جبهة البوليساريو.
52 عاما من الكفاح والصمود
ومن جهة أخرى، فإن الجيش الصحراوي، نظم استعراضا عسكريا بمناسبة اليوم الوطني للجيش والذكرى52 لاندلاع الكفاح المسلح بالمركز الخلفي للناحية العسكرية السابعة. وحضر مراسم الاستعراضات الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، وأعضاء من الأمانة الوطنية للجبهة والحكومة والأركان العامة للجيش وإطارات عسكرية من مختلف النواحي والتشكيلات الخاصة. وأكد الأمين العام لوزارة الدفاع الصحراوية، محمد الأمين محمد أحمد، في كلمة له، على أهمية اليوم الوطني للجيش وذكرى اندلاع الكفاح المسلح بالنسبة للشعب الصحراوي، مشددا على أن “52 سنة من الكفاح المسلح تؤكد بسالة المقاومة الصحراوية من أجل استكمال السيادة الوطنية على كامل أراضي الجمهورية الصحراوية”.
واستحضر محمد أحمد، “الإنجازات الباهرة” التي حققتها الجمهورية الصحراوية خلال مسيرة الكفاح الوطني، مؤكدا في السياق ذاته تصميم الشعب الصحراوي على مواصلة الكفاح حتى تحقيق النصر. وشدّد على أن هذه المناسبة فرصة لاستذكار معاناة المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، الصف الطلابي وكل جماهير الشعب الصحراوي الصامدة في المناطق المحتلة.وتزامن الاستعراض مع ذكرى اندلاع الكفاح المسلح في 20 ماي 1973، “بهدف إبراز الجاهزية القتالية ومواكبة التطورات العسكرية الحديثة خاصة في ظل واقع الحرب واحتدام الصراع مع العدو” المغربي.
وبالموازاة مع ذلك، نفذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، قصفا مركزا استهدف مقر قاعدة لجيش الاحتلال المغربي، بحسب ما أفاد به البيان العسكري الصادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية للجيش.
وأفاد البيان، بأن وحدات متقدمة من الجيش الصحراوي نفذت فجر اليوم، “قصفا مركزا استهدف قاعدة للجيش المغربي تابعة لفيلق معادي بقطاع أم أدريكة”.وتتوالى هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستهدفة معاقل قوات الاحتلال المغربي، مخلّفة “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، وفقا لذات البيان.