طالب إسبانيا باستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية

مؤتمر تينيريفي.. تضامن مطلق مع الشعب الصحراوي وإدانــة قوّية للاحتـلال المغربي

صادق المؤتمر الثالث عشر للجان العمالية الكنارية، في ختام أشغاله بمدينة تينيريفي الاسبانية، على توصية مهمة تؤكد على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وتطالب بالانسحاب الفوري لكل قوات الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية.
وشارك في المؤتمر المنظم تحت شعار “تحديات جديدة ونفس الكفاح”، وفد من جبهة البوليساريو وأكثر من 130 مندوبا من جزر الأرخبيل الكناري وتم فيه انتخاب قيادة جديدة والموافقة على برنامج عمل المنظمة للفترة القادمة.
كما حضر جلسات المؤتمر، عدد كبير من السلطات الجهوية والمحلية تمثل كلا من الحكومة الجهوية والبرلمان الكناري وعدد من مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات العمالية، حيث تم بالمناسبة التعبير عن دعمهم للقضية الصحراوية وإعلان تضامنهم مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.

الضغط علــى المغــرب

وأدان المؤتمر بـ«قوّة” الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية من طرف المغرب، مطالبا كذلك اسبانيا، “بصفتها القوّة المديرة للإقليم من الناحية القانونية، استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ودعم المجهودات الدولية، لضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال”.
ووجه المؤتمر، دعوة إلى المجتمع الدولي والإتحاد الأوروبي بالخصوص لاتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على المغرب من أجل احترام وتطبيق القانون الدولي وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مع الوقف الفوري لاستنزاف وسرقة الثروات الطبيعية الصحراوية من طرف المغرب والمطالبة بتطبيق قرارات المحكمة الأوروبية التي تمنع استيراد المنتجات الصحراوية بدون موافقة الشعب الصحراوي.
وبالموازاة مع ذلك، شاركت السفارة الصحراوية في أديس أبابا والبعثة الدائمة للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، بشكل فعّال في الاحتفالات الرسمية لإحياء يوم إفريقيا 2025، والتي أقيمت بمقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتُخلّد هذه المناسبة الذكرى الثانية والستين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تُعدّ السلف التاريخي للاتحاد الإفريقي، تحت شعار هذا العام: “استحضار تاريخنا، وصياغة مستقبلنا.”
وانضمت البعثة الدبلوماسية الصحراوية إلى ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ولجنة الممثلين الدائمين، وأجهزة الاتحاد الإفريقي، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، والمهجر الإفريقي، في إحياء هذه المحطة التاريخية. وشكلت المشاركة الصحراوية تجديدًا للالتزام الثابت للجمهورية الصحراوية بمبادئ الوحدة الإفريقية، وتحرير الشعوب، وحقها في تقرير المصير والعدالة.

استكمـال مســار التحـــرّر

وتضمن البرنامج الرسمي، كلمات رفيعة المستوى ألقاها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد محمود يوسف، إلى جانب عدد من المسؤولين الإثيوبيين وممثلين دبلوماسيين ومجتمع مدني. وسلطت الفعالية الضوء على أهمية جبر الضرر التاريخي، وتحقيق العدالة التعويضية، والحاجة إلى ترسيخ التراث الثقافي والذاكرة الإفريقية ضمن استراتيجيات تنموية مستقبلية. كما دعت إلى تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء وتوسيع الحوار بين الأجيال، لا سيما بمشاركة الشباب الإفريقي والأفارقة بالمهجر.
واستغلت البعثة الصحراوية الفرصة للتواصل مع نظرائها من الدبلوماسيين الأفارقة، والتأكيد مجددًا على مواصلة الشعب الصحراوي كفاحه من أجل استكمال مسار التحرر وتحقيق السيادة الكاملة، تماشيًا مع مبادئ ميثاق الاتحاد الإفريقي وإرث منظمة الوحدة الإفريقية في مناهضة الاستعمار.
وقد تضمن الركن الصحراوي المشارك في المعرض تقديم معلومات موجزة عن الدولة الصحراوية، ووضعها القانوني، وثرواتها الطبيعية، وثقافتها وشعبها. كما عرضت السفارة الصحراوية بعض اللوحات الفنية، ووزّعت هدايا رمزية من بينها قمصان وقبعات. وقد تم بث الفعالية مباشرة عبر منصتي زوم وفيميو، مما أتاح مشاركة قارية ودولية واسعة.

الحلـول البديلـة لتسويـة النزاعـــات

يشارك وفد من المجلس الدستوري الصحراوي بالعاصمة الأوغندية كمبالا، في منتدى المحاكم التجارية والتحكيم في إفريقيا 2025. وقد شهدت أشغال اليوم الثاني نقاشات مكثفة حول عدة مواضيع ذات الصلة بتسوية المنازعات (التحكيم، الوساطة، الصلح) حيث عرفت الفترة الصباحية تقديم مداخلة باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف رئيس المجلس الدستوري محمد بوزيد الحسين تناول خلالها التجربة الصحراوية في هذا المجال وإستراتيجية تدريب القضاة والمحامين الصحراويين في ميدان الحلول البديلة لتسوية المنازعات. وفي الختام أصدر المنتدى مجموعة من التوصيات من أجل مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون بين الدول الأعضاء في المنتدى.
فيما شاركت السنية البشير عبد الرحمن، ممثلة جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج، في فعالية “يوم التضامن” التي نُظّمت بالعاصمة السويدية ستوكهولم بـ “مقر التضامن” بالعاصمة السويدية، وذلك بمبادرة من جمعية “أفريكا كروبنا” وبالتعاون مع لجنة التضامن السويدية مع الشعب الصحراوي.
وافتُتح الحدث بكلمة للأمينة العامة لمنظمة “أفريكا كروبنا”، لويس لينفوش، التي رحّبت بالمشاركين وأكدت على الأهمية الرمزية والسياسية لهذا اللقاء، مشيدةً بالحضور البارز للقضية الصحراوية في وجدان الأحرار حول العالم.
وشدّدت لينفوش على ضرورة تعزيز وتكثيف الجهود السويدية لدعم نضال الشعب الصحراوي، خاصة في ظل المتغيرات الدولية التي تشهد انحرافاً عن الشرعية والقانون الدوليين.

قمع ممنهـج ومضايقــات

من جهتها، استعرضت السنية البشير عبد الرحمن، في مداخلتها أمام الحضور آخر تطورات القضية الصحراوية، مركزةً على الوضع المتأزم في المنطقة بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، وهو ما أعاد المنطقة إلى حالة الحرب. كما نددت بمحاولات الاحتلال المغربي فرض أمر واقع يتناقض مع حق الشعب الصحراوي المشروع في تقرير المصير والاستقلال.
وأكدت ممثلة الجبهة على تمسك الشعب الصحراوي، من خلال ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، بمواصلة كفاحه المشروع في وجه ما وصفته بالتواطؤ الدولي مع الاحتلال المغربي، ومحاولات الالتفاف على الشرعية الدولية التي تُصنّف الصحراء الغربية كآخر مستعمرة في أفريقيا.
وسلطت السنية الضوء على الأوضاع الصعبة التي تعيشها المدن الصحراوية المحتلة، مشيرة إلى ما يتعرض له الصحراويون من قمع ممنهج ومضايقات واعتقالات تعسفية، تطال المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء، إلى جانب الظروف القاسية التي يكابدها المعتقلون السياسيون الصحراويون في سجون الاحتلال المغربي.
وفي ختام كلمتها، جدّدت ممثلة الجبهة تقديرها العميق لجهود المتضامنين مع نضال الشعب الصحراوي، ولا سيما فعاليات المجتمع المدني السويدي التي حافظت، بحسب تعبيرها، على مواقفها الثابتة في دعم قضايا التحرر، وعلى رأسها القضيتان الصحراوية والفلسطينية.
أستعرض رئيس المجلس الدستوري محمد بوزيد التجربة الصحراوية في مجال تدريب القضاة والمحامين، وذلك في مداخلة خلال أشغال اجتماع منتدى المحاكم التجارية والتحكيم في إفريقيا.  وتناول محمد بوزيد التجربة الصحراوية والإستراتيجية المتبعة في تدريب القضاة والمحامين خاصة في مجال الحلول البديلة لتسوية النزاعات. وناقش المنتدى عدّة مواضيع ذات الصّلة بالوسائل البداية لتسوية المنازعات (التحكيم، الوساطة ، الصلح)، كما خرج بعدّة توصيات تشدّد على مواصلة العمل على تعزيز علاقات التعاون بين الدول الأعضاء في المنتدى.
وفي خطوة جديدة تعكس التزام الشباب الديمقراطي العالمي بدعم القضايا العادلة حول العالم، انتخب مؤتمر الشباب العالمي الشيوعي (WFDY) منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب عضو مجلس الشباب العالمي الشيوعي.
ويأتي هذا الانتصار بعد جهود دبلوماسية متواصلة واتصالات مكثفة قادها اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب (UJSARIO)، الذي عمل على مدى سنة كاملة على إيصال صوت الشعب الصحراوي داخل المحافل الدولية، والتعريف بمعاناة الشباب الصحراوي تحت الاحتلال، إضافة إلى تعزيز التضامن مع حركات التضامن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025
العدد19780

العدد19780

السبت 24 ماي 2025
العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025