قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الناس يواجهون في غزة أزمة بقاء ونصفهم من الأطفال، من جهته قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن استهداف فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات لا يطاق.
وبحسب المكتب الأممي فإنّ أكثر من 632 ألف شخص أجبروا على النزوح مرة أخرى منذ 18 مارس الماضي. من جهته اعتبر وزير الدفاع البريطاني إنّ استهداف فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات لا يطاق ويعزّز وجوب أن توقف الاحتلال عن عملياته، وأضاف هيلي أن على الاحتلال الصهيوني فتح البوابات لدخول المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين. وشدّد على ضرورة أن يبدأ الكيان الصهيوني المحتل بالعمل على المفاوضات للتوصل إلى سلام طويل الأمد. وأوضح أن بلاده تقدم كل الدعم للجهود الأميركية القطرية المصرية لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة.
الإجراءات الحالية لا تفي بالمتطلّبات
قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إيناس حمدان، إنّ “ما يحتاجه قطاع غزة على الفور، هو إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا وبشكل عاجل ومستمر”. وأضافت حمدان، في تصريح إعلامي: “ما يتم السماح بإدخاله حاليا إلى قطاع غزة يتجاهل حاجات السكان الذين عانوا الأمرين من ويلات الحرب وهم على شفا مجاعة طاحنة”.
ولفتت المتحدثة باسم “الأونروا”، إلى أنّ “التقارير تشير إلى أنه تم إدخال 900 شاحنة خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا لا يُمثّل سوى ما يزيد قليلا عن 10 % فقط من احتياجات الناس اليومية في غزة”. وذكرت أنّ “آلية توزيع المساعدات الغذائية التي يتم إتباعها الآن لا تتماشى مطلقا مع المبادئ الإنسانية، والتي تتبناها منظمات الإغاثة الأممية والدولية، كما أنّها لا تضمن إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان، ناهيك عن الفئات الأكثر حاجة مثل النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة”.
وتابعت: “الأصل في المساعدات ألاّ تُستخدم كورقه مساومة، ولا أن يتم استخدام التجويع كسلاح في حرب طاحنة وحالة جوع متفشية تسبّبت بكارثة إنسانية من صنع الإنسان. لو كانت إدارة توزيع المساعدات بيد منظمات الأمم المتحدة لما شهدنا حالة الفوضى التي شاهدناها جميعا”.
”الأغذية العالمي” يعلّق عمله في غزّة
وأشارت إلى أنّه “خلال فترة الهدنة تمكّنت الأونروا من توزيع الدقيق والطرود الغذائية على أكتر من 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، ولم يُبلغ عن سوء استخدام المساعدات. لذلك، فالحل الأمثل هو السماح بتدفق منتظم وفعّال ومستمر للمساعدات الحيوية ومن خلال الآليات التي تُديرها منظمات الأمم المتحدة، والتي لديها خبرة طويلة في هذا المجال، وهذا هو السبيل الأمثل لمنع تفاقم الكارثة الحالية”.
وشدّدت المتحدثة باسم “الأونروا”، على أن “إنقاذ سكان غزة من هذا العقاب الجماعي يجب أن يتقدم على الأجندات العسكرية والسياسية”.
ومن جهته أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، عن وقف عقود 77 سائق شاحنة تجارية عن العمل، بشكل “مؤقّت”، إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووجود آلية تضمن عمل المؤسسات الأممية والإنسانية بشكل آمن، داخل قطاع غزة، الذي يشنّ ضدّه الاحتلال الصهيوني حرب إبادة جماعية منذ 19 شهرًا.