ارتكبت قوات الاحتلال الصّهيوني، أمس الأحد، مجازر جديدة بحق نازحين في قطاع غزة، في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى المفاوضات المرتقبة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار، وقتل الجيش الصّهيوني 41 فلسطينياً وأصاب العشرات، في غارات جوية فجر أمس الأحد، استهدفت منازل وخياماً تؤوي نازحين شمالي قطاع غزة وجنوبه.
ونقل مراسلون عن مصادر طبية، أنّ 25 فلسطينياً على الأقل استشهدوا في غارتين من الطيران الصّهيوني استهدفتا منزلين تقيم بهما عوائل من النازحين في حيي الشيخ رضوان والنصر بمدينة غزة. وأفاد شهود عيان أنّ عشرات النازحين، معظمهم نساء وأطفال، كانوا نياماً في المنزلين حين باغتهم القصف الصّهيوني وأوقعهم بين شهيد وجريح، فيما قالت مصادر بالخدمات الطبية إنّ عدداً من النازحين بقي عالقاً تحت أنقاض المنزلين دون معرفة مصيرهم، كما قصفت مسيرة صهيونية خيمة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أسفر عن وقوع 3 شهداء وعدد من المصابين تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء بالمدينة. وفي وقت سابق ليلاً، ارتقى 3 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف صهيوني على منزل لعائلة الصفدي في حي الدرج بمدينة غزة، وفق مصدر طبي بمستشفى المعمداني.
جنوبا وفي خان يونس، أدّت غارتان للاحتلال على خيام للنازحين بمنطقة المواصي، إلى استشهاد 10 فلسطينيّين بينهم أطفال وسيدة حامل، وإصابة عدد آخر، بحسب مصادر طبية بمستشفيي الكويت الميداني وناصر بالمدينة. كما استشهد مواطن وأطفاله الأربعة، 12 عاما، و10 أعوام، و7 أعوام، و6 أعوام، جراء قصف من مسيرة صهيونية استهدف خيمتهم في مخيم حياة غربي مدينة خان يونس.
في الأثناء، واصل الجيش الصهيوني عمليات قصف ونسف طالت منازل ومنشآت في أحياء شرق مدينة غزة وشمالي القطاع، وفي المناطق التي تشهد عمليات برية للقوات الصّهيونية، حيث أبلغ شهود عيان عن سماع أصوات انفجارات ضخمة طوال الليل وفجر الأحد.
تفاؤل بشأن الهدنة
هذا، وفي ظل تصاعد القصف الصّهيوني على قطاع غزة، تواصلت التحرّكات الدبلوماسية المكثفة لإحياء جهود التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط رفض الاحتلال للتعديلات التي تقدّمت بها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” على المقترح الأخير المطروح من الوسطاء. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الصّهيوني، السبت، أنّ هذه التعديلات “غير مقبولة”، لكنه في الوقت نفسه، أوعز بالمضي قدماً في المحادثات، إذ غادر وفد تفاوض صهيوني، أمس، إلى الدوحة لبحث التفاصيل مع الوسطاء. وفي المقابل، أكّدت “حماس” أنّ ردها جاء بعد مشاورات مع فصائل المقاومة، وأنّ التعديلات تهدف إلى ضمان الانتقال السريع نحو مفاوضات تنهي الحرب بشكل كامل، وليس الاكتفاء بهدنة مؤقّتة.
تتزامن هذه التطورات مع زيارة رئيس وزراء الكيان يقوم بها لواشنطن، وهي الثالثة له خلال ستة أشهر، لكنها تحمل هذه المرة أبعاداً مختلفة، لأنها تأتي في ظل “خطة أميركية محكمة وضغط غير مسبوق” على حكومة الاحتلال للتجاوب مع جهود إنهاء الحرب. وتشير التقديرات إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس ضغوطاً على نتنياهو لإبداء مرونة أكبر أمام مقترحات الوسطاء، في وقت تواجه فيه حكومته انتقادات داخلية متزايدة بشأن إدارة الحرب ومصير الأسرى الصّهاينة لدى المقاومة.
تعديلات حماس
ويرسم الإعلام الصّهيوني بعض التوقّعات، حول الجدول الزمني المقدّر للتوصل إلى صفقة في غزة. ويقول إنه من المتوقّع أن يعلن ترامب عن اتفاق غزة، الثلاثاء -أي أثناء زيارة نتنياهو- وذلك إذا سارت الأمورُ على ما يرام في المفاوضات.
ومن المتوقّع أن تصادق الحكومة الصّهيونية عن بُعد على الاتفاق يومي، الأربعاء أو الخميس، بينما لا يزال نتنياهو في الولايات المتحدة. وقد يبدأ العمل بالصفقة الأسبوع المقبل، ربما يوم الأحد القادم، كما تقول المصادر، إلّا أنه رغم هذه الأنباء الإيجابية، فقد قال مكتب نتنياهو إنّ تعديلات حماس التي طلبتها “غير مقبولة”. وتحدّدت مطالب حركة “حماس” في 3 نقاط أساسية: أولا، وقف القتال بشكل دائم. ثانيا، أن ينسحب الاحتلال إلى المواقع التي احتلها في 2 مارس الماضي. ثالثا، أن تتولى الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية.
وقال مسؤول في “حماس” في وقت سابق، إنّ الحركة “مستعدة لإعادة الأسرى الصّهاينة في يوم واحد، بشرط واحد أساسي.. ضمان عدم عودة الحرب”.