تتواصل حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الصّهيوني على قطاع غزة المحاصر، ما يؤدي إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى يومياً، إذ خلّفت الحرب حتى اليوم أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، فيما يظل الترقّب سيد الموقف بخصوص ما قد تفضي إليه المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار.
أفادت وسائل إعلام صهيونية بأنّ رئيس حكومة الاحتلال الذي أنهى زيارة استعراضية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن بأنه لا يمكن إبرام “صفقة شاملة”. وتعليقاً على ذلك، قالت حركة “حماس إنّ تصريحاته “تؤكّد النيات الخبيثة والسيئة بوضعه العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة”.
وشدّدت حركة “حماس” على أنها تواصل “تعاملها الإيجابي والمسؤول في المفاوضات، للتوصّل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال، وتدفّق المساعدات دون عوائق، حتى يتمكّن شعبُنا من إعادة الإعمار والحياة بكرامة، مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل”.
مزيد من المجازر والشّهداء
في الأثناء ، ووفقا لمصادر في مستشفيات غزة، ارتقى 15 شهيدا بنيران جيش الاحتلال بالقطاع، فجر أمس، بينهم 10 من منتظري المساعدات.
وأفاد مجمّع ناصر الطبي باستشهاد فلسطينيّين اثنين إثر قصف على منطقة السطر شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. من جهتهم، أفاد مراسلون بإصابة عدد من الفلسطينيّين في قصف مدفعي صهيوني على حي الصفطاوي شمالي غرب مدينة غزة، مشيرين إلى أنّ مسيّرة صهيونية قصفت منازل في حيي الصبرة والزيتون جنوبي مدينة غزة.
كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إنّ قوات الاحتلال نفّذت، فجر الجمعة، عمليات نسف كبيرة للمنازل في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
تكدّس حديثي الولادة بالمستشفيات
وقد نشرت وسائل إعلام فلسطينية صورة تظهر تكدّس أطفال حديثي الولادة (خدج)، في حضانة واحدة داخل أحد مستشفيات قطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقّف عمل المولدات جراء نفاد الوقود.
وكان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال إنه سُمح للمنظمة بإدخال 75 ألف لتر من الوقود إلى غزة، مشيرا إلى أنّ هذه الكمية لا تكفي لتغطية يوم واحد من متطلبات الطاقة في القطاع. ويتزامن ذلك مع ما تعانيه مستشفيات قطاع غزة من نقص حاد في توفير وحدات الدم ومكوّناته للجرحى والمرضى. وقد أكّدت وزارة الصحة في غزة أنّ ما يتم توفيره من وحدات أقل بكثير من الاستهلاك الشهري، مطالبة بضرورة تعزيز أرصدة بنوك ووحدات الدم للاستجابة الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة.
ارتقاء ضحايا المساعدات
من ناحية ثانية، ذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أنّ 798 شخصا على الأقل استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ نهاية ماي.
وقال متحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للصحافيّين، إنّ 615 شخصا منهم ارتقوا في محيط مواقع تابعة لمؤسّسة غزة الإنسانية أثناء تلقيهم المساعدات الغذائية منذ 27 ماي الماضي. يأتي ذلك فيما أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأنّ غارات الاحتلال أسفرت، الجمعة، عن استشهاد 6 أشخاص على الأقل شمال القطاع، بينهم 5 في مدرسة تؤوي نازحين. وقال الجهاز في بيان إنّ الغارة الصّهيونية استهدفت “مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة، شمال غزة”.
مقتـل ضابــط صهيونـــي
هذا وأعلن الجيش الصهيوني، صباح أمس الجمعة، مقتل أحد ضباطه في معارك مع المقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد ساعات من تفجير المقاومة مبناً مفخّخًا في قوة للاحتلال بمدينة خان يونس ممّا أسفر عن مقتل وجرح عساكر، في حين ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق نازحين بمنطقة جباليا.
والخميس، بثت الصّحافة مشاهد حصرية أظهرت محاولة كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- أسر عسكري صهيوني قبل قتله والاستحواذ على سلاحه في منطقة عبسان الكبيرة (شرقي خان يونس). وقد تصاعدت عمليات المقاومة ضدّ قوات الاحتلال في محاور التوغّل، إذ قُتل 39 عسكريا وضابطا صهيونيا منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس الماضي.