سجلت الأمانة الوطنية للبوليساريو تجاوب جماهير الشعب الصحراوي في كل مواقع الفعل الوطني وانخراطها الفعال في إنجاز البرامج والاستحقاقات الوطنية بروح عالية من المسؤولية ووعي متجدد بالرهانات التي تطرحها المرحلة.
وتوجهت الأمانة الوطنية بالتحية والإجلال إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذين يواصلون معركة التحرير على ميدان الشرف، مكبدين قوات الاحتلال المغربي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ومقدمين أروع الأمثلة في التضحية والإخلاص.
كما حيّت الأمانة الوطنية للبوليساريو صمود ومقاومة الصحراويين في الأرض المحتلة، ونددت بقوة بما يتعرضون له من قمع وترهيب على أيدي قوات الاحتلال المغربي، بما في ذلك مصادرة الأراضي والممتلكات ونهب الثروات والتهجير القسري. وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة لأبطال ملحمة اقديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين، مسجلةً -في نفس الوقت- الاستجابة الكبيرة مع نضالاتهم عبر المسيرة الوطنية والدولية المطالبة بإطلاق سراحهم. كما جددت مطالبتها للأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية، بالعمل على ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير المفقودين.
الخطـــة الأمميــــة- الأفريقية حـــل عملــــي
وثمنت الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو المكاسب الدبلوماسية التي تعزز مكانة ودور الدولة الصحراوية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي. وطالبت من جديد المنظمة القارية بفرض احترام مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد، بما فيها احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال واحترام سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية.
وشددت على مسؤولية الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا. كما أعادت التأكيد على تعاون الطرف الصحراوي مع جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ وأهداف الاتحاد الإفريقي.
وف هذا الإطار، أكدت الأمانة الوطنية من جديد على أن خطة التسوية الأممية الأفريقية لسنة 1991، التي قبلها طرفا النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، وصادق عليها مجلس الأمن الدولي بالإجماع، هي الحل الوحيد العملي والواقعي القائم على التوافق لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر ونزيه بإشراف أممي وأفريقي.
المقاومــة حــق مشـروع
وبعد تجديدها التزام الطرف الصحراوي بخيار السلام العادل والدائم، شددت الأمانة الوطنية للبوليساريو من جديد، على تمسك الشعب الصحراوي بحقه غير القابل للتصرف ولا المساومة ولا التقادم في تقرير المصير والاستقلال وبحقه في المقاومة بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوقه واستعادة سيادته على كامل ترابه الوطني.
وبعد تذكيرها بالأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم الدولية والقارية، بما فيها قرار محكمة العدل الأوروبية، المؤرخ في 04 أكتوبر 2024، جددت الأمانة الوطنية مطالبتها جميع الدول والقطاع العام والخاص باحترام الوضع الدولي للصحراء الغربية، وبالامتناع عن أي عمل من شأنه المساس بحق الشعب الصحراوي في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية، وبالتالي التورط المباشر في عملية تمويل الحرب العدوانية ضده، وبعوائد ثرواته.
الأطروحـة التوسعيــة فاشلـــة
ونددت الأمانة الوطنية بأشد العبارات بالمواقف القائمة على منطق المقايضة مع المحتل المغربي التي اتخذتها بعض الحكومات، والداعمة لأطروحاته العدوانية التوسعية، في تناقض تام مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
في هذا الإطار، جددت الأمانة الوطنية مطالبة فرنسا بمراجعة موقفها المشين، الراعي للسياسات التوسعية المغربية التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتوتير العلاقات بين دول المنطقة. كما دعت من جديد الدولة الإسبانية، بصفتها القوة المديرة للإقليم، إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي وتجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
وطالبت الأمانة الوطنية حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالعودة إلى موقف الحياد لكي تتمكن من المساهمة البناءة في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
لا سيـادة للمغـرب على الصحــراء الغربيــة
وحذرت الأمانة الوطنية مجدداً، من خطورة ما تقوم به دولة الاحتلال المغربي من أعمال مخربة للأمن ومدمرة للأجيال، ودورها الموثق في ضخ المخدرات ودعم عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، مما يعرض حاضر المنطقة ومستقبلها لأكبر المخاطر.
وأدانت بكل قوة مؤامرات المحتل المغربي التي تعمل على استهداف الوضع القانوني للقضية الصحراوية العادلة، ومحاولة إلصاق التهم الباطلة بالكفاح التحرري المشروع الذي يخوضه الشعب الصحراوي منذ أزيد من خمسة عقود، وتشويه ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. كل ذلك في خضم، تعتمد فيه دولة الاحتلال المغربي على شراء الذمم والرشاوى وتجنيد اللوبيات المأجورة، في مواجهة بائسة مع قرارات وأحكام المنظمات والمحاكم الدولية والإقليمية، التي لا تعترف بأية سيادة مغربية على الصحراء الغربية.
اليقظــة لإفشـال مخططـات العــدو
وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة إلى حلفاء وأصدقاء الشعب الصحراوي وأعضاء الحركة التضامنية في أرجاء العالم.
كما وجهت نداء إلى جماهير الشعب الصحراوي قاطبةً للاعتصام بحبل الوحدة الوطنية والتحلي باليقظة لإفشال مؤامرات العدو ولرفع مستوى الأداء على جميع الواجهات، وإنجاح الاستحقاقات الوطنية الكبرى المقبلة، وجعلها محطات لشحذ الهمم وتجديد الوفاء لعهد الشهداء والمضي على دربهم حتى انتزاع حقوق شعبنا كاملة في الحرية والاستقلال.