طالب معظم أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، بضرورة وقف الكيان الصّهيوني اعتداءاته على سوريا، وذلك خلال جلسة طارئة للمجلس دعت إليها دمشق، وسط دعم أميركي لاستقرار البلاد.
وخلال الجلسة، عبّر الأعضاء عن قلقهم بشأن الأحداث الجارية في السويداء جنوبي سوريا، مشدّدين على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة البلاد.
وقال خالد خياري -مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي- إنّ أفعال الكيان الصّهيوني تقوّض جهود بناء سوريا جديدة متصالحة مع نفسها والمنطقة.
كما أدانت مجموعة “أ3+” بمجلس الأمن، التي تضم الدول الإفريقية الثلاث التي تحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي (الجزائر، سيراليون والصومال)، بالإضافة إلى غيانا من منطقة البحر الكاريبي، العدوان الصّهيوني الذي استهدف الأربعاء مناطق عدة في سوريا والذي يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي، محذرة من أن زعزعة الاستقرار بشكل مستمر قد يفاقم التطورات في منطقة الشرق الأوسط “الهشة أصلا”.
وفي كلمته، أدان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الهجمات على سوريا، مؤكّدا أنّ موسكو تدعم باستمرار سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
كما انتقد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، غينغ شوانغ، الغارات الصّهيونية على سوريا، داعيا الكيان إلى وقفها فورا، والانسحاب من الأراضي السورية، بما فيها الجولان، في أقرب وقت ممكن.
من جهتها، أكّدت دوروثي شاي -القائمة بأعمال المندوبة الأميركية الدائمة لدى مجلس الأمن- أنّ الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الصّهيونية الأخيرة على دمشق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إنّ ترامب لا يزال يدعم سوريا في مسارها نحو السلام والاستقرار.
سبب التصعيد
والأحد الماضي، اندلعت مواجهات دامية بين أطراف بدوية ودرزية بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، تدخّلت على إثرها قوات من الجيش والأمن لإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
وتحت ذريعة “حماية الدروز”، استغل الكيان الصّهيوني تلك الأوضاع حيث صعّد عدوانه على سوريا، بما شمل الأربعاء، غارات مكثفة على 4 محافظات تضمّنت قصف مقرّ هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
لا قوات نظامية في السويداء
هذا، وقد نفت وزارة الداخلية السورية، أمس الجمعة، الأخبار التي تناقلتها وكالات للأنباء والتي مفادها أن قوات الأمن السوري تستعد لإعادة الانتشار في السويداء لفض الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا: “نؤكّد عدم صدور أي تصريح رسمي بهذا الخصوص، وننفي بشكل قاطع صحة ما نُشر”، لافتا إلى أنّ قوات وزارة الداخلية في حالة جاهزية طبيعية، دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتى اللحظة.
مساعدات صهيونية للدروز
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الصّهيوني جدعون ساعر أنه أمر بإرسال مساعدات إنسانية بشكل عاجل للدروز في محافظة السويداء في جنوب سوريا.
يذكر أنّ سلطات الاحتلال الصّهيوني طالبت الحكومة السورية بالانسحاب من الجنوب وحذّرت من أنها لن تسمح لحكومة البلاد بتعزيز تواجدها على حدودها.