واصل المغاربة تصعيدهم الاحتجاجي بالخروج في مسيرة شعبية حاشدة جدّدت المطالبة بإسقاط كل أشكال التطبيع المخزي وفك الارتباط مع الكيان الصّهيوني، الذي يمعّن في إبادة الفلسطينيّين في قطاع غزة ويفرض عليهم التجويع كوسيلة لتهجيرهم قسرا.
استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، وانخراطا في الحراك العالمي ضدّ التجويع في قطاع غزة، انطلقت المسيرة التي شاركت فيها مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية من ساحة “باب الأحد” ومرّت بأكبر شوارع العاصمة الرباط، لتتجمهر أمام مقر البرلمان.
وصدحت الحناجر بهتافات تؤكّد إيمان المحتجّين بواجبهم الإنساني ومسؤوليتهم التاريخية كـ “نخب وفاعلين” إزاء جريمة التجويع، والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصّهيوني في حق الشعب الفلسطيني أمام صمت وتواطؤ المنتظم الدولي.
وفي السياق، ندّد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحّد، المنسّق الوطني السابق للجبهة المنظمة، بصمت المجتمع الدولي والدولة المغربية على المجازر الصّهيونية اليومية، مستنكرا الاتفاقيات التطبيعية مع “كيان مجرم قاتل الأطفال والنساء”.
وقال نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، فتح الله أرسلان: “هل يستحق الكيان المجرم أن نحافظ على علاقات معه؟ هل من المعقول أن نطبع مع كيان يبث إرهابه يوميا على شاشات التلفزيون أمام أعين الجميع؟”.
وطالب في ذات الصّدد، الدولة المخزنية بـ«وقف التطبيع مع الكيان الصّهيوني والكفّ عن مدّ اليد لمن يقتل ويذبح ويجوّع أطفال ونساء غزة، لأنّ الشّعب المغربي - كما قال - يكرّر اليوم بصوت عال بأنّ التطبيع جريمة خيانة والشّعوب لن تغفر لمن يضع يده في يد القتلة”.
وبالمناسبة، أكّدت نقابة الاتحاد الوطني للشغل المنضوية تحت لواء حزب العدالة والتنمية، أنّ مسيرة الأحد التي شاركت فيها فعاليات حقوقية ومدنية، “تعبير عن الموقف الرافض لكل أشكال التطبيع وصمت المنتظم الدولي على جرائم الاحتلال الصّهيوني، وفي مقدمتها إمعانه في الإبادة الجماعية وسياسة التجويع والتهجير القسري”.
أما رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سعاد براهمة، فاعتبرت أنّ “ما يرتكبه الاحتلال في غزة من جرائم ليست مجرّد اعتداءات بل أنها إبادة جماعية”، مضيفة بالقول: “باعتبارنا في الجمعية مكوّنا رئيسيا من مكونات الجبهة التي دعت إلى هذه المسيرة الشعبية العارمة، فإننا نعبّر عن موقف الشّعب المغربي بكل فئاته في إدانة جرائم الاحتلال ورفض التطبيع مع الكيان الغاصب”.