لترسيخ آلام الفلسطينيين ودفعهم للهجرة

الاحتلال يتعمّد تدمير الأحياء السكنية في غزة

مع استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة، تظهر يومياً ملامح التدمير الممنهج في البنية التحتية والمربعات السكنية والأحياء، على نحو لم يكن من قبل في أي حرب أو عدوان صهيوني، وبكثافة توحي بأن سلطات الاحتلال ترغب في تعقيد الحياة في القطاع المحاصر عندما تنتهي الحرب، ولإطالة أمد الإعمار واستخدام الملف كأداة ابتزاز للفلسطينيين.
ومنذ اليوم الأول للحرب، ظهرت ملامح هذا التدمير، لكنها أخذت مع أيام العدوان التي تخطت المائة بعداً أكبر لجهة التدمير وزيادة أعداد المناطق والأحياء السكنية التي تدمرها آلة الحرب الصهيونية وتمحوها عن الوجود، وكأن غزة عادت للعصر الحجري.
وتظهر شهادات وصور وفيديوهات ومشاهد حية، حجم الدمار غير المسبوق والهائل في المناطق الغربية من مدينة غزة ومحافظة الشمال. حتى إن الأحياء التي انسحبت منها قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة في المناطق الشمالية وتمكّن أهلها من العودة إليها، وُجدت كومة ركام وحطام، على الرغم من أنها كانت بحالة أفضل خلال تواجد القوات الصهيونية في المكان، ما يعني أن التدمير حديث الوقت، ووقع بعد انتهاء العمليات العسكرية للاحتلال هناك.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، تشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إلى أن هناك نحو 280 مربعاً سكنياً تمّ تدميره بشكل كامل في قطاع غزة، ما يعني أن قوات الاحتلال دمرت 75 ألف وحدة سكنية تدميراً كاملاً، ونحو 200 ألف وحدة سكنية تمّ تدميرها بشكل “جوهري”، أي لا تصلح للسكن فيما بعد.
وتظهر هذه الإحصائيات، والتي تبقى أولية لحين انجلاء غبار الحرب والقدرة على توثيق دقيق للتدمير، أنّ سياسة الاحتلال لإيلام الفلسطينيين وابتزازهم لم تتغير، بل توسّعت في هذه الحرب، وأن مشاهد الدمار ستتواصل إلى أن تنتهي الحرب.
وبينما يقول الفلسطينيون، إنّ ما يجري من قبل الاحتلال لجهة التدمير الممنهج للأحياء السكنية ومحوها “عقاب جماعي يستدعي تحركات قانونية دولية”، يتفاخر عساكر الاحتلال في تصوير وبث مقاطع لعمليات تفجير المنازل، والمؤسسات، والأعيان المدنية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول مراقبون إنّ التدمير الذي تقوم به قوات الاحتلال منذ بدء حربها على قطاع غزة لا يمكن تبريره بضرورات حربية، إذ يظهر أنه متعمد لترسيخ آلام الفلسطينيين، ودفعهم للهجرة والبحث عن حياة أفضل، خاصة أن الإعمار في الحروب السابقة لم يكن سهلاً، وخضع لعشرات الاشتراطات والإعاقة والتأخير، ما يعطي ملمحاً لكيفية تفكير المسؤولين الصهاينة الذين يعطون أوامر التدمير الممنهج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024