رائحة المـوت تملأ الأجواء فـي قطاع غـزة

العـدوان الصهيوني الهمجـي يحـرم الفلسطينـيين فرحة العيـد

لأوّل مرّة، لن يحتفل الفلسطينيون في قطاع غزة بالعيد وهم الذين يواجهون منذ ستة أشهر حرب إبادة مروّعة قتلت الآلاف وأصابت ويتّمت الآلاف وبات الدمار الشامل يسود كلّ الأمكنة ورائحة الموت تفوح في كلّ الأرجاء.
اعتاد أطفال غزّة عشية كلّ عيد على اقتناء الملابس والأحذية والحلويات والزينة، لكن هذا العيد كلّ شيء تغيّر، فالبيوت هدّمت والخيم باتت المأوى الوحيد لنحو مليون ونصف مليون فلسطيني، والفرحة غابت بعد أن استشهد الأحبّة وأصبحت الأولويات تتحدّد في إيجاد رغيف الخبز والماء الصالح للشرب والدواء.
لقد باتت الأولوية، كما قال أحد النازحين، “تتركز على الطعام والشراب، خاصة في وقت لا يملك الناس فيه القدرة على توفير المال لشراء الملابس”. ويضيف: “المواطنون لا يمكنهم التسوّق رغم اقتراب عيد الفطر بسبب عدم توفر أي قدرة شرائية لديهم”.
أما الطفلة ليان مكاوي (10 سنوات) النازحة إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة فتقول: “اعتدنا في كل موسم عيد على شراء الملابس والأحذية والحلويات والزينة، لكن هذا العيد لم نجد فيه أي شيء”.
بدورها، تقول الطفلة ريمان أبو شعبان (9 سنوات) إن الحرب الصهيونية حرمت سكان قطاع غزة فرحة العيد ومتعة الاستعداد لاستقباله.
وتضيف: “في هذا الوقت من العام، نستعد لاستقبال العيد بشراء الملابس والاحتياجات الأخرى”.
وتُبين عدم توفر البضائع في الأسواق لشرائها في وقت تفتقر فيه العائلات إلى القدرة على شراء احتياجاتها بسبب ظروف الحرب والنزوح.
وتتفق الطفلة منة الله شاهين (11 عاما) مع سابقاتها بأن الحرب المدمرة على قطاع غزة حرمت المواطنين فرحة العيد.
وتقول شاهين: “لو لم نكن نعيش حربًا الآن، كنا قد اشترينا ملابس العيد واحتياجاته، وعشنا أجواءً من الفرح والبهجة”.
وتأمل في أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في أيام العيد حتى يتمكن الأطفال من اللّعب واللّهو، على غرار باقي أطفال العالم.

”وصمـة عار على الإنسانيــة”

في السياق، ندّدت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية بالحصيلة المدمّرة الناجمة عن ستة أشهر من الحرب في غزة، محذّرة من أنّ الوضع “أكثر من كارثي”.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن “ستة أشهر عتبة فظيعة”، محذّراً من أنّه “تمّ التخلّي عن الإنسانية”.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مجددا أن القصف والحصار المروّع المتواصل وتدمير الاحتلال للنظام الصحّي في غزة وقتل وجرح وتجويع مئات آلاف المدنيين من بينهم عمال إغاثة غير مبرّر”. ورأى أن “الحرمان من الاحتياجات الأساسية، الغذاء والوقود والصرف الصحّي والمأوى والأمن والرعاية الصحّية، غير إنساني ولا يطاق”.
ومن بين 36 مستشفى رئيسي في غزّة، لا تزال عشرة منها فقط تعمل بشكل جزئي، وفقا لمنظمة الصحّة العالمية.
وعبّر تيدروس بشكل خاص عن غضبه إزاء “الوفيات والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال في غزة”، معتبرا أنها “ستظل وصمة عار على الإنسانية جمعاء”.
وقال: “هذا الاعتداء على الأجيال الحالية والمستقبلية يجب أن ينتهي”.
بدوره رأى المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن “الجحيم في غزّة يتعمّق يوما بعد يوم”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024