نازحـون بالآلاف واجهوا الرصـاص والقذائف

الجيـش الصهيونـي يَئِدُ محاولات عـودة سكان شمال غــزة

مع الهجوم الإيراني غير المسبوق على الكيان الصهيوني، ليل السبت إلى الأحد، وانشغال العالم بتداعياته وتطوراته، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي على قطاع غزة لليوم 193 على التوالي، مرتكباً كل أشكال جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فضلاً عن التجويع ومنع إدخال إلا النزر اليسير من المساعدات التي لا تسد رمق سكان القطاع المحاصر.
استهل جيش الاحتلال الصهيوني يومه الدموي الجديد بشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، لاسيما مخيم النصيرات الذي يحاول الاحتلال السيطرة عليه.
 وقد قصف الاحتلال محيط المستشفى الأوروبي وأراضٍ زراعية جنوبي القطاع، كما استهدفت مدفعيته جنوب شرق مدينة غزة.
وفي أبرز التطورات خلال الساعات القليلة الماضية، قصفت الطائرات الصهيونية منزلاً في بلدة الفخاري جنوب شرق خان يونس. وأطلقت قذائف مدفعية شمال مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، في أرض المفتي وشمال غرب المخيم الجديد وسط القطاع، ومناطق جنوب شرق مدينة غزة، في حين أصيب عدد من الفلسطينيين جراء استهداف الاحتلال أرضا زراعية في حي المنارة جنوب شرق مدينة خان يونس.

طريق العودة إلى الشمـال.. مميـــت

 يأتي التصعيد غداة استهداف الاحتلال للنازحين العائدين إلى الشمال والذين جوبهوا بالرصاص والقصف. فبعدما نجح عدد محدود من العائلات الغزاوية النازحة في جنوب قطاع غزة في العودة إلى شماله، وأدت القوات الصهيونية بالرصاص وقذائف المدفعية محاولات آلاف الفلسطينيين بلوغ مناطقهم التي نزحوا منها قسرا وفتحت نيرانها عليهم على امتداد شارع الرشيد.
وقد أفادت مصادر محلية، أن زوارق الاحتلال الحربية أطلقت النار، أمس، صوب مئات النازحين الذين حاولوا العودة إلى منازلهم في مدينة غزة ومحافظة الشمال عبر جسر وادي غزة عند شارع الرشيد، ما أدى لإصابة إثنين منهما على الأقل.
وأضافت، أن طفلة استشهدت متأثرة بجروح أصيبت بها، أمس الأول، جراء استهدافها وعائلتها من قبل قوات الاحتلال خلال محاولتهم العودة إلى الشمال.
وكان خمسة مواطنين بينهم امرأة، قد استشهدوا، الأحد، جراء استهداف مدفعية الاحتلال، النازحين على شارع الرشيد أثناء محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة.
وأعلن الناطق باسم الجيش الصهيوني، الأحد، أن “الحديث عن سماح قوات الاحتلال بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة هي إشاعات كاذبة وعارية عن الصحة تماماً”.
وأضاف، أن “الجيش الصهيوني لا يسمح بعودة السكان، لا عن طريق شارع صلاح الدين، ولا عن طريق شارع الرشيد (البحر)”. وزاد: “من أجل سلامتكم لا تقتربوا من القوات العاملة هناك. منطقة شمال القطاع لاتزال منطقة حرب ولن نسمح بالعودة إليها”.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، عادت بضع عائلات مكونة من نساء وأطفال فقط، ولا يتعدى عددها 15، إلى مناطق الشمال بعد أن وصلت بشكل ارتجالي إلى نقطة تمركز القوات الصهيونية. وخلال ساعات صباح، الأحد، «تمكنت نحو 30 إلى 40 عائلة بالوصول إلى المنطقة نفسها، وسمح للأطفال ما دون 14 عاماً، والنساء بالمرور، بينما سمح لبعض الرجال ما فوق 50 عاماً بالدخول بعد أن تم تفتيشهم”.

لا التـزام بوصـول المساعـدات

 في الأثناء، كشفت الأمم المتحدة أن الاحتلال منع 41٪ من بعثات المساعدات المنسقة التابعة لها، من الوصول إلى شمالي قطاع غزة في الفترة ما بين 6 و12 من الشهر الجاري.
وأكدت المنظمة الأممية، أن التزام الاحتلال بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لا ينتهي، إلا عندما تصل المساعدات إلى المدنيين.
وأواخر الشهر الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الطريقة الوحيدة ذات الكفاءة والفعّالة لنقل البضائع الثقيلة من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، هي عن طريق البر، وبما يشمل زيادة هائلة في عمليات التسليم التجارية.
وأضاف: “الاعتداء اليومي على كرامة الفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي”.
وسبق أن وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكثر من عشرين هجوما، شنه الاحتلال الصهيوني على المدنيين في قطاع غزة الذين ينتظرون المساعدات.
ورغم ارتكاب الاحتلال عديد المجازر التي باتت تعرف بـ«مجازر المساعدات”، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت عن إحصائها 26 هجوما، لكن دون إلقاء اللوم على الاحتلال بذلك.
وقال المكتب الأممي إن الرقم 26، هو لعدد الهجمات التي ارتكبت منذ منتصف جانفي الماضي، ومن بينها المجزرة التي وقعت في 14 مارس، بحق الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون عند دوار الكويت في مدينة غزة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024