بعد مفاوضات عسيرة استمرت 12 شهرا

اتفاق تاريخي يطوي الملف النووي الإيراني

فضيلة دفوس - الوكالات

نهاية عقود من الشد والجذب بين الغرب وطهران

بعد 12 عاما من الشد والجذب بشأن النووي الايراني وبعد مفاوضات ماراطونية عسيرة استمرت 21 شهرا بين القوى الدولية (مجموعة 5+1) (التي تضم كل من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين، فضلا عن ألمانيا) مع إيران، تم أمس في فيينا التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الملف، الامر الذي  سيغير حتما ملامح منطقة الشرق الأوسط.
يقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي الذي يزعم الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
أما عن الرابح والخاسر من وراء هذا الاتفاق، فالأكيد أن جميع الأطراف مستفيدة منه كونه يمثل نقطة تحول في علاقات طهران بالدول الغربية، وخطوة للتهدئة، وهو فوق ذلك يسمح بإلغاء العقوبات الاقتصادية والمالية والنفطية وتلك المفروضة على الطيران المدني الايراني، كما يسمح لطهران بتصدير منتجات نووية كاليورانيوم المخصب والماء الثقيل، ورفع الحجز عن عشرات المليارات من أرصدتها في البنوك الأجنبية، الأمر الذي يحقق انفراجة اقتصادية واجتماعية في الجمهورية الاسلامية بعد عقود من العقوبات والضغط.
والغرب هو الآخر خرج مستفيدا من مفاوضات فيينا بعد أن وضع قيودا تفرض سلمية البرنامج النووي الايراني.
ردود الفعل العالمية رحبت كلها بهذا الانجاز التاريخي ووحدها اسرائيل  كعادتها أبدت خيبة أمل كونها تشكك دائما في النوايا الايرانية وتعتبر التزامات الجمهورية الاسلامية مجرد وعود لا تتجسد في الواقع.
أما في إيران التي رأت في الاتفاق صفقة مربحة، فوقف الشعب كله إلى جانبه واعتبره في مجمله متوازنا ويرفع عنهم العقوبات التي ظلت تخنق الاقتصاد وتلقي بظلالها الداكنة على حياته المعيشية اليومية.
من جهته يرى الغرب أن الإيرانيين حصلوا على كل ما يريدون حيث ستظل كل منشآتهم مفتوحة وترفع عنهم العقوبات، أما هو  فقد حقق مبتغاه إذ بات بامكانه مراقبة تخصيب اليورانيوم بشكل صارم، الأمر الذي يجعل تصنيع سلاح نووي إيراني أمرا صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا.
هذا ومن المقرر أن يتم رفع اتفاق إيران النووي إلى الكونغرس الأمريكي للتصويت عليه عليه في  غضون 60 يوما من أجل التصديق عليه تمهيدا لرفع العقوبات التي يفرضها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024