رحلته تنتهي من حيث بدأت

كوبا تعيد رماد كاسترو إلى سانتياغو مهد الثورة ليدفن الأحد

تجمع آلاف الكوبيين في ساحة الثورة في قلب العاصمة هافانا، لتوديع قائدهم وزعيمهم فيدل كاسترو.
من أمام تمثال رفيق دربه تشي غيفارا، أقيمت مراسم تأبين استمرت يومين بحضور شعبه وقادة الدول الصديقة، قبل أن ينقل، أمس الأربعاء، الوعاء الذي يحوي رماده إلى مدينة سانتياغو دي كوبا حيث سيدفن، الأحد.
بعد حفل تأبيني دام يومين، نقل رماد فيدل كاسترو، أمس الأربعاء، نهائيا من العاصمة هافانا إلى سانتياغو دي كوبا (شرق)، مهد الثورة الكوبية، حيث سيدفن الأحد.
وسينقل الوعاء الخشبي الذي يحوي رماد “الكومندنتي” المعروض في قاعة تابعة لوزارة القوات المسلحة الكوبية منذ حرق جثمان كاسترو، في موكب مهيب يضم عدة سيارات سيقطع مسافة 950 كلم في الاتجاه المعاكس الذي سلكه فيدل كاسترو إثر انتصار الثورة التي قادها في 1959.
وبعد رحلة تستمر أربعة أيام، سيدفن رماد كاسترو، الأحد، في مقبرة سانتا إيفيغينيا دي سانتياغو قرب ضريح خوسيه مارتي مهندس استقلال كوبا.
وستنهي هذه الجنازة فترة الحداد الوطني لتسعة أيام منذ إعلان الرئيس راؤول كاسترو، مساء الجمعة، وفاة شقيقه فيدل.
ومن الثاني إلى الثامن من جانفي 1959، تنقل فيدل كاسترو “المنتصر” في كافة مناطق البلاد في “قافلة الحرية” بعد فرار الدكتاتور باتيستا إلى الخارج، إثر محاصرته في هافانا، في حين تولى كاسترو الحكم في سانتياغو دي كوبا.
وروج كاسترو لبرنامجه الثوري في سائر مناطق البلاد ومنها مسقط رأسه هولغين في جنوب شرق كوبا.
والمرحلة الأساسية في هذه المسيرة ستكون في سانتا كلارا، حيث دفن رماد رفيقه في السلاح، الأرجنتيني إرنيستو تشي غيفارا الذي قتل في 1967.

جنازة في مستوى عظمته

رغم انتقاده من الأمم المتحدة ومعارضيه واتهامه بانتهاك حقوق الإنسان، يبقى كاسترو في نظر الكثير من الكوبيين شخصية عظيمة وكان إعلان وفاته بمثابة الصدمة لهم رغم بلوغه التسعين.
بعد إعلان الحداد الوطني، من الجمعة إلى الأحد، ألغيت التجمعات والاستعراضات وعلقت المباريات الرياضية وأغلقت الملاهي الليلية وحظر بيع الكحول.
وخصص الإعلام الوطني برامجه لوفاة كاسترو وبثت بشكل متواصل لقطات عن نضاله على أنغام موسيقى ألفها المغني الشعبي راؤول توريس.
ومساء الثلاثاء، إلى جانب مئات الآلاف من سكان هافانا، كرم قادة يساريون من أمريكا اللاتينية وإفريقيا كاسترو ودعوا إلى استمرارية إرثه.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، “لم يرحل. مازال هنا بيننا وقد أنصفه التاريخ”، في إشارة إلى العبارة الشهيرة التي أطلقها كاسترو لدى محاكمته بعد الهجوم على ثكنة مونكادا “التاريخ سينصفني”.
ثم وجه راؤول كاسترو رسالة إلى شقيقه جاء فيها، “عزيزي فيدل ونحن نحتفل هنا بانتصاراتنا، نقول لك مع شعبنا المخلص والمقاتل والبطل: دائما حتى النصر!”.
وأمسية التكريم التي طغى عليها الخطاب السياسي، لم يشارك فيها العديد من الرؤساء الغربيين، بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مهندس التقارب التاريخي منذ نهاية العام 2014 بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024