13 قتيلا 100 جريح بلبنان وحرب طائفية بالعراق

أكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن النزاعات المسلحة لا يقتصر تأثيرها المباشر على تأمين الخدمات لكافة السكان، بل أنه يتعدى إلى البلاد المجاورة، نظرا لتدفق اللاجئين وما يترتب عن ذلك من عواقب، والأزمة السورية خير دليل على ذلك، حيث إنعكست سلبياتها على العراق ولبنان والأردن وتركيا وفلسطين وغيرها.
فتدفق اللاجئين على دول الجوار هروبا من نار القتال أحدث أزمة أمنية واجتماعية بها.
فقد تواصلت الإشتباكات، أمس الأربعاء، بمدينة طرابلس اللبنانية بين مؤيدي نظام بشار الأسد وفي غالبيتهم من حزب اللّه، وبين معارضيه ومؤيدي المعارضة المسلحة بسوريا وخارجها ـ من جماعة ١٤ آذار ـ حيث أسفر القتال على سقوط ١٣ قتيلا وأكثر من ١٠٠ جريح، وحسب مصادر أمنية لبنانية فإن حصيلة الإشتباكات الجارية في مدينة طرابلس، قد بلغت ٣٣ قتيلا كون السلاح بيد الأفراد، أما رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، فقد جدد تأكيده على أن الموقف اللبناني الرسمي إلتزام بسياسة النأي بالنفس عن الأحداث في سوريا.
كما أن الأزمة السورية، كان لها إنعكاس على العراق، حيث أرجع المالكي تدهور الوضع الأمني العراقي إلى ما يجري في بلاد الشام من نزاع طائفي، وتعني الطائفية: التعصّب لمذهب معيّن بالتبعية السلبية واستيلاب لإرادة الطائفي. وتشكل الطائفية سوقا موازية للسياسة، كما يقول برهان غليون في مؤلفه «الطائفية في الدولة والمجتمع»، حيث يقدم الولاء الطائفي على الولاء للدولة، لأن الطائفية لا تبنى على الإختلاف في الرأي، وإنما تبنى على التعصّب المبتذل للرأي وترفض التعايش مع الآخر، وتهدف إلى إقصائه وتهميشه وتمارس الاستحواذ على كل شيء، إضافة إلى الأزمات الداخلية وموروث الاستعمار الأمريكي.
فالعنف في سوريا يهدد أمن المنطقة ويؤدي إلى الإنقسام الطائفي وتزايد الخطر على الأمن الإقليمي، كما أن تركيا غلقت معبرا حدوديا مع سوريا بعد تفجيري ريحانلي، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى المخابرات السورية، ولذلك على المجتمع الدولي، أن لا يتماطل حيال ما حديث في بلاد الشام، ويمدد في طول عمر الأزمة، بل عليه أن يسارع في عقد مؤتمر دولي للسلام لتوقيف حمام الدم.