التصويت المكثف غايته فتح صفحة جديدة

مالي: من الانقلاب إلى الانتخاب

أمين بلعمري

تأكد فوز إبراهيم أبوبكر كايتا في الرئاسيات المالية، التأكيد جاء هذه المرة من خصمه في هذه الإنتخابات (صومايلا سيسي) الذي أقرّ بهزيمته وهنأ الوافد الجديد إلى إقامة كولوبا الرئاسية، الرئيس المنتخب ديمقراطيا عبر إقتراع عام ومباشر في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مالي في دورتين الأولى في ٢٨ جويلية ٢٠١٣ التي شهدت تنافس ٢٧ مترشحا وإنسحاب مرشح واحد هو درامي تيبيلي برّره بعدم التحضير الكافي لخوض غمار الانتخابات، والسبب الثاني هو التدخل الفرنسي الذي سرّع الجدول الزمني لها. وانتهى الدور الأول منها إلى بروز إسمين لخوض غمار الدور الثاني من الانتخابات ويتعلق الأمر بابراهيم أبو بكر كايتا المعروف إختصارا بـ(إيبيكا) أو (الحاجي) بعد آدائه لمناسك الحج، وقد تصدّر كل المترشحين حيث حصد ٣٩ ٢ ، من الأصوات المعبّر عنها خلال الدور الأول، بفارق ٢٠ نقطة عن منافسه صومايلا سيسي المعروف بـ(سومي) والذي تحصّل على ١٩ ٧٩ ، من الأصوات المعبّر عنها خلال الدورة الأولى يوم ٢٨ جويلية ٢٠١٣، وعرف هذا الدور مشاركة قياسية، حيث وصلت إلى ٥٣٪ وهي سابقة في التجارب المالية مع الانتخابات، حيث لم تتعد النسبة خلالها ما نسبته ٤٠٪ على أكثر تقدير.
الانتخابات المالية في دورها الأول والثاني لم تشهد أية حوادث تذكر رغم تهديدات الجماعات الإرهابية التي توعدت باستهداف مراكز ومكاتب الإقتراع، تهديدات لم تنل من عزيمة الماليين من التوجه بقوة إليها للتصويت في تحد مباشر لتلك الجماعات الإرهابية، الذي أجهض مخططاتها كذلك، التأطير الأمني لهذه العملية الذي بلغ قوامه حوالي ١٢٠٠٠ جندي من القوة الدولية (مينيسما) المدعومة بأفراد الجيش المالي، بالإضافة إلى ٣٠٠٠ عسكري فرنسي يتواجدون في البلاد في إطار عملية (سيرفال) ضد الجماعات الإرهابية في الشمال، التي باشرتها هذه القوات بداية السنة من أجل وقف زحف تلك الجماعات نحو العاصمة باماكو، حيث يتواجد ٦٠٠٠ رجل أبيض من جنسيات أوروبية مختلفة أغلبهم فرنسيون.
وقد عاثت تلك الجماعات الإرهابية فسادا في الشمال المالي، خاصة بعد الانقلاب العسكري على الرئيس أمادو توماني في مارس ٢٠١٣، الإنقلاب الذي قاده النقيب آمادو سانوغو بسبب المواقف المتراخية والليونة في التعاطي مع الجماعات الإرهابية من قبل توماني توري، ما قوّى شوكة تلك الجماعات التي وجدت في الأوضاع التي شهدتها المنطقة في كل من تونس وليبيا والإفلات شبه الكلي للرقابة على الحدود ما مكن تلك الجماعات من الحصول على أسلحة متطورة بالخصوص من ليبيا والحصول على كميات معتبرة من الذخائر والعتاد، وقد عمّق الإنقلاب الوضع المتردي للبلاد دخلت على إثره في أزمة سياسية وعسكرية مستمرة على مدى ١٨ شهرا، يعلق الماليون على هذه الانتخابات كل أمالهم في وضع حدّ لها من خلال العودة إلى تفعيل العمل بنظام الشرعية الدستورية وفتح صفحة جديدة ومالي جديد يتسع للجميع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024