الكرة الجزائرية تفقد أحد أعمدتها في التدريب

نور الدين سعدي يغادر ويخلّف رصيدا ثريّا

عمار حميسي

مازال فيروس كورونا يحصد أرواح العديد من الشخصيات المعروفة في مختلف المجالات منها المجال الرياضي الذي فقد قبل يومين واحدا من أفضل المدربين، الذين مروا على الكرة الجزائرية، ويتعلق الامر بنور الدين سعدي الذي وافته المنية بمستشفى بني مسوس بعد صراع مرير مع الفيروس، حيث اعلن بصفة رسمية عن وفاة المدرب المعروف من طرف عائلته.
غادر نور سعدي الكرة الجزائرية دون رجعة بعد وفاته متاثرا بإصابته بفيروس كورونا، حيث اعلنت عائلته عن وفاته بصفة رسمية في مستشفى بني مسوس بعد ان كان في غيبوبة بسبب تأثره الكبير من اصابته بكورونا، ولم يستطع جسمه المقاومة وكانت النهاية محزنة لعائلته ولكل محبي الراحل.
قبل أيام من ذلك انتشرت شائعة وفاة سعدي، إلا أن عائلته نفت الامر وأكدت أن سعدي متواجد بمصلحة الانعاش التابعة لمستشفى بني مسوس، ولم يمت لكنها لم تخف أن حالته الصحية حرجة لينزل خبر وفاته زوال يوم عيد الاضحى المبارك كالصاعقة على الجميع بالنظر الى شعبية الرجل وحب الجميع له.
يعد سعدي من المدربين القلائل الذين عاشروا ثلاث اجيال للكرة الجزائرية وهم جيل الثمانينات وجيل التسعينات اضافة الى جيل الالفية ورغم تقدمه في السن الا انه حافظ على روحه المرحة وحبه في العمل التدريبي الذي اعتزله في 2016، حيث كان فريق جمعية وهران اخر فريق دربه قبل ان يعلن اعتزاله المجال بسبب رفضه المجازفة باسمه في ظل تعفن محيط الكرة الحالي.
عرفت المسيرة التدريبية للمدرب سعدي العديد من النقاط المضيئة التي تأبى أن تختفي إلا وتنير مرة اخرى، حيث يبقى الانجاز الاهم في مسيرته المساهمة في تتويج الجزائر باول لقب قاري في 1990 بعد التتويج بكاس امم افريقيا رفقة المنتخب الوطني وكان حينها مساعدا للمدرب الراحل عبد الحميد كرمالي.
انتقل سعدي فيما بعد الى مجال التدريب كمدرب رئيسي، حيث يعد من المدربين القلائل الذين دربوا أكبر الاندية الجزائرية وأعرقها في صورة اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، اضافة الى مولودية الجزائر ووفاق سطيف ومولودية بجاية وغيرها من الاندية المحلية التي مر عليها الراحل كمدرب.
مسيرة سعدي التدريبية لم تقتصر على التدريب في الجزائر، حيث ساهمت الانجازات التي حققها مع الاندية التي دربها في تسويق اسمه، وهو ما شجع بعض الاندية العربية على الاتصال به والتعاقد معه في صورة الاهلي الليبي والبنزرتي التونسي، وحقق معها العديد من الانجازات المحلية.
نجح سعدي في كسب ود أنصار جميع الاندية التي دربها بفضل دبلوماسيته الكبيرة وذكائه في التعامل مع الاخر، وحسن الاتصال والتواصل مع الانصار واللاعبين ووسائل الاعلام، ولم يسبق ان عرف عنه اطلاق تصريحات مسيئة في حق اشخاص معينين او اندية معينة، وهو ما زاد من شعبيته.
نجح سعدي المدرب في التتويج مع الاندية التيدربها بالكثير من الالقاب على غرار البطولة والكأس مع اتحاد العاصمة، إضافة الى كاس السوبر، واستطاع اعادة البريق لاندية اخرى دربها الراحل في فترة معينة لكنه لم ينجح في التتويج معها باي لقب، الا انه استطاع النجاح من الناحية الفنية.
بقي التذكير ان فيروس كورونا حصد ارواح الكثير من الشخصيات الرياضية المعروفة، وهو ما يؤكد ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من خلال اتباع النصائح والارشادات الوقائية لتفادي ما لا يحمد عقباه، في ظل الانتشار الرهيب للفيروس وتشبع المستشفيات باعداد المرضى، حيث يتوجب على الجميع اخذ الحيطة لتفادي الاسوء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024