اليوم على الساعة 21:00 بكورتيبا / الجزائر – روسيا

“الخضر” على بعد خطوة من تحقيق إنجاز تاريخي في بلاد الصامبا

مبعوث “الشعب” الى البرازيل حامد حمور

تتجه أنظار كل الجزائريين  اليوم إلى ملعب ارينا بايسادا لمدينة كوريتيبا الذي يحتضن القمة الفاصلة بين المنتخب الوطني و نظيره  الروسي في إطار المباراة الثالثة للمجموعة الثامنة لمونديال البرازيل ،  و يكون هدف “ الخضر “ تحقيق إنجاز تاريخي و التأهل لأول مرة إلى الدور الثاني من كأس العالم بعد الإبداع الذي قدمه أشبال هاليلوزيتش في المباراة الثانية أمام كوريا الجنوبية و الرباعية التاريخية التي سجلوها و أبهروا العالم بفنيات و أهداف جعلت الكل يرشّح الفريق الجزائري لمواصلة المشوار المونديالي بكل ثبات .

فالتحدي سيكون كبيرا اليوم على أرضية الملعب لتأكيد المستوى و تسجيل محطة أخرى لكرة القدم الجزائرية على الصعيد العالمي ،  و لاعبونا سيدخلون المباراة بمعنويات مرتفعة و في ارتياح و بدون ضغط كبير مقارنة بالمنافس ، كون الفريق الجزائري يكفيه التعادل للمرور إلى الدور القادم .. و هذا بالرغم من أن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق الروسي الذي لم يقل كلمته بعد ، رغم الخسارة أمام بلجيكا .. و كما قال هاليلوزيتش : “ ستكون مباراة فاصلة و نحن مستعدون لتحقيق إنجاز تاريخي آخر و أنتظر مباراة بطولية من أشبالي “
الجانب المعنوي .. نقطة هامة فوق الميدان
فهذه الكلمات هي تحضير بسيكولوجي قام به “ الكوتش وحيد “ الذي تحدّث كثيرا مع اللاعبين و أعطى لهم الشحنة المعنوية التي جعلتهم في ظروف جيدة بالنظر إلى أن المهمة هي محطة لكتابة صفحة أخرى لتاريخ الكرة في بلادنا .
لكن التساؤل الذي ما فتئ يفرض نفسه قبل ساعات من انطلاق المباراة أمام روسيا هو ، هل أن الناخب الوطني سوف يقدم نفس التشكيلة أو سيجري تغييرات على التشكيلة و الاستراتيجة ؟  .. و يبدو أن هاليلوزيتش قد فصل في الأمر و يكون قد اختار نفس الخطة التي لعب بها المباراة الماضية ، مع تغيير طفيف على التشكيلة التي تتدعم بلاعب وسط دفاعي إضافي و حذف مهاجم .. و الغاية هي الحذر بنسبة أكثر من الفريق الروسي الذي سيبحث منذ البداية عن الوصول إلى مرمى مبولحي الأمر الذي يستلزم تحصين المنطقة دون إعطاء الطابع الدفاعي للفريق ، هذا الطابع الذي أثر على المردود في المباراة الأولى أمام بلجيكا .. قبل أن يحدث “ وحيد” التغييرات المنتظرة التي أعطت الوجه الذي ارتاح له الجميع و أسعد كل الجزائريين .
و لذا يمكن القول أن  لعب الهجوم و الحذر بتأمين منطقتي الوسط و الدفاع .. كيف يكون ذلك ؟ يكون باللعب على الهجمات المعاكسة باستخدام سرعة كل من فغولي و براهيمي و الاعتماد على الكرات الطويلة التي يمكن لسليماني استغلالها بشكل محكم .. و هذا دون ترك فراغات كبيرة للفريق الروسي الذي سيكون خطيرا في حالة وجود مساحات .. و بالتالي ، فإن عملا خاصا قام به عناصر الدفاع في الأيام التي سبقت المباراة و هذا من أجل إحداث التنسيق الضروري بين لاعبي هذه المنطقة والذي كان غائبا في بعض فترات اللعب أمام بلجيكا و كوريا الجنوبية .
لحسن : نحن على أتم الاستعداد
وفي هذا الاطار أوضح مهدي لحسن أن التشكيلة الوطنية مستعدة لهذا الموعد الهام من أجل تحقيق الفوز الذي سيعطينا الفرصة للمرور إلى الدور الثاني ، قائلا :« الفريق على أتم الاستعداد و اقتربنا من تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور القادم ونحن نعرف أنه في حالة عدم تحقيق الفوز فإن ما فعلناه أمام كوريا الجنوبية لن يكون نافعا .. و سوف نقدم وجها مميّزا ، خاصة وأننا نعرف أن الفريق المنافس أي الروسي فريق قوي و منظم بشكل جيد من الناحية التكتيكية و يدربه ناخب يتمتع بتجربة كبيرة و هو كابيلو .. و أظن أن المباراة ستلعب على الناحية المعنوية “  
في حين أن غيلاس الذي دخل في الدقائق الأخيرة من لقاء كوريا الجنوبية ، لن يكون اليوم كذلك في ثوب اللاعب الأساسي بالنظر لمستوى سليماني ، لكنه قد يلعب لدقائق حسب وضعية المباراة و سير النتيجة ، و قال من جهته :« الفوز على كوريا الجنوبية أعطانا ثقة كبيرة في قدراتنا التي سنحاول استغلالها في مباراة روسيا التي لابد من اللعب فيها من أجل تحقيق الفوز و الوصول إلى إنجاز تاريخي و لن نلعب بخطة دفاعية لأن لدينا إمكانيات هجومية كبيرة سوف نقدمها على الميدان “.
براهيمي :التضامن في المجهود هو مفتاح الفوز
من جهته ياسين براهيمي أحد النجوم الكبار الذين أبدعوا في اللقاء الماضي ، والكل ينتظر لتأكيد هذا المستوى اليوم ، يقول في هذا الأمر : “ مفتاح مباراة اليوم أمام روسيا هو التضامن فيما بيننا و يكون كل المجهود في صالح المجموعة ، و بالرغم من أن التعادل حسابيا سيكون كافيا لتحقيق التأهل إلا أن الاستراتيجية لابد أن  لا تعتمد على الدفاع فقط لأن ذلك يشكل خطرا في مباراة كهذه .. و سنعمل على تحقيق مباراة كبيرة عشية اليوم “و الكل متفق على أن استراتيجية متوازنة هي التي تعطي الأشياء الإيجابية في كرة القدم التي تتماشى مع مميزات “ الخضر “ و الدليل على ذلك هو الوجه الذي قدمه الفريق الوطني في المباراة الماضية و التي أعطت آمالا كبيرة للجمهور الجزائري .
كابيلو .. مرة أخرى أمام الفريق الجزائري
 أما الفريق الروسي الذي يدربه الايطالي فابيو كابيلو ، فإنه سيبحث عن تحقيق الفوز في مباراة اليوم ، بعد خسارته أمام بلجيكا ، و التي فاجأ المدرب بعدها جميع المتتبعين عندما قال في الندوة الصحفية مباشرة بعد الهزيمة :« أنا جد مرتاح لمردود اللاعبين الذي لعبوا مباراة في المستوى و أكدوا أن الفريق في تطور و لم تبق لنا سوى اللمسة الأخيرة “ .. تصريح حيّر الكل هنا بالبرازيل .. لكن يبدو أن كابيلو بخبرته أراد أن يرفع من معنويات اللاعبين أكثر من أي شئ آخر خاصة و أن علامات وجهه كانت عكس الارتياح تماما ، خاصة وأنه سيلاقي الفريق الجزائري الذي كان قد تعثر معه في المونديال الماضي عندما كان على رأس المنتخب الانجليزي .
لكن الفريق الروسي ، رغم هذا يتمتع بقوة كبيرة من الناحيتين البدنية و التكتيكية ، أين تألق في التصفيات المونديالية و احتل المركز الأول قبل المنتخب البرتغالي الذي أرغم على الجولة الفاصلة ، و يعتمد كابيلو على مجموعة من اللاعبين الذين لهم خبرة في المواعيد الكبرى من خلال مشاركة نادي زينيث و سيسكا موسكو و دينامو موسكو في رابطة الأبطال الأوروبية.. و بالرغم من أن الحارس اكينفاف ارتكب خطأ أمام كوريا الجنوبة إلا أنه يبقى الحارس الأساسي لتشكيلة كابيلو ، في حين أن الهجوم يعتمد على كل من كيركوف و كيرزكوف .. هذا الأخير الذي لابد من حراسته بشكل جدي في منطقة العمليات للحد من فعاليته بالنظر للإمكانيات الفنية و البدنية التي يتمتع بها .
فالدب الروسي لن يكون منافسا سهلا للفريق الوطني ، لكن الناحية المعنوية هي التي ستصنع الفارق بوجود الخضر في ظروف مناسبة و يكون الناخب الوطني قد عمل على تأمين جانب الاسترجاع بالنسبة للاعبينا الذين عليهم لعب 3 مقابلات في 10 أيام فقط .. و الكل مستعد لرؤية المواجهة التكتيكية بين المدربين هاليلوزيتش و كابيلو ؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024