صادف تواجدنا بالبرازيل مع بداية شهر رمضـان

الأنصار تناولوا وجبات الفطور بمسجد بورتو أليغــري

محمد فوزي بقاص

خلال تواجدنا بالبرازيل حلّ شهر رمضان المعظم ورغم تواجد أزيد من 10 ملايين مسلم غالبيتهم من الجالية العربية المقيمة بالبرازيل من اللبنانيين والفلسطينيين الذين يشكلون أكبر جالية عربية هناك، و إدراكنا بأن في البرازيل يوجد أكثر من 100 مسجد، جعلنا نبحث عن بيت من بيوت الله في مدينة بورتو أليغري، وبالصدفة التقينا شابا تونسيا مقيما بالبرازيل منذ سنتين طاف بنا المدينة ودلنا على مكان تواجد المسجد.

ما إن استوقفنا “مهران علوي” الشاب التونسي الذي تعرف علينا بمجرد رؤيته للقميص الوطني الجزائري، وراح يحدثنا عن المنتخب الوطني الجزائري الذي شرف كل العرب والمسلمين بمروره للدور الثمن النهائي من كأس العالم ومواجهة ألمانيا، سألناه عن شهر رمضان بالبرازيل وكيف يقضيه المسلمون هناك، فأكد لنا بأن الصيام في البرازيل جد صعب لكن المسلمون بالمدينة يلتقون بالمسجد ويفطرون سويا ويؤدون الصلوات كلها وصلاة التراويح خصوصا السبت والأحد في عطلة نهاية الأسبوع، ودعانا لزيارة المسجد المحاذي للسوق الكبير وسط المدينة، مسجد على شكل مصلى في الطابق التاسع، وما إن دخلنا إليه وألقينا تحية الإسلام اقترب منا الإمام عبد الله من المغرب والمؤذن بلال من الموزمبيق رفقة برازيليين اعتنقا الإسلام منذ سنوات، وما أن أدركوا أننا جزائريين حتى استقبلونا بحفاوة كبيرة ورددوا عبارة “مسلمين ... الله أكبر ... الله أكبر”، في صورة توحي إلى أن المسلمين في البرازيل يشتاقون لرؤية أشقائهم المسلمين، بعدها طالبونا بالعودة عند وقت الإفطار للالتقاء بكل الجالية العربية والمسلمة والإفطار رفقة الجميع بالمسجد، كما قدّموا مبلغا من المال لمهران وطالبوه بشراء كل اللوازم التي يحتاجونها لتحضير الإفطار الذي تعده الأخت عائشة برازيلية اعتنقت الإسلام منذ ثلاث سنوات وكانت تحمل اسم “إيستال دي روزا”.
تنقلنا مع مهران للسوق أين اقتنى لوازم الإفطار بعدها عدنا إلى الفندق لإعلام كل الأنصار والبعثة الصحفية المتنقلة إلى البرازيل رفقة متعامل الهاتف التاريخي “موبيليس”، و أخذنا الشاب التونسي الذي يعمل دهانا لحسابه الخاص في نزهة بالمدينة، وعندما حل وقت الإفطار تنقلت مجموعة من الأنصار إلى المسجد للإفطار، فيما قرر البعض الآخر تلبية دعوة العائلات الفلسطينية المقيمة بالمحاذاة للفندق للإفطار معها في أجواء عائلية جد مميزة، ما يؤكد مرة أخرى عمق العلاقة بين الفلسطينيين والجزائريين.
تأدية صلاة التراويح...
  وعند الوصول إلى المسجد وجدنا 40 مسلما بالإضافة إلى أنصار الخضر الذين بلغ عددهم 30 شخصا، وسألنا الإمام عن عدد الوجبات التي يتم تقديمها يوميا، حيث أكد لنا عبد الله أن المسجد يوفر يوميا للمسلمين المقيمين بالبرازيل ما لا يقل عن 60 وجبة، وأن أغلب الصلوات يكون فيها المسجد خاليا بسبب التزامات العمل لكن صلاة المغرب والتراويح يحضرها الجميع رفقة أفراد عائلتهم من النساء والأطفال، وحضرت الأخت عائشة أطباق شرقية للإفطار، حيث زيّنت مختلف المأكولات المائدة، زيادة عن الحلويات الشرقية، وأكدت لنا بأن الله هداها لدين الحق وتقوم الآن منذ اعتناقها الإسلام بطبخ وجبات الإفطار لكل المسلمين المتنقلين إلى المسجد، مؤكدة بأنها تقوم بذلك بسعادة كبيرة، معبرة عن فرحها بتنقلنا لمقاسمتهم وجبة الإفطار، وتمنت لنا الفوز أمام المنتخب الألماني.
مباشرة بعد الإفطار شرع الجميع في تنظيم المسجد للشروع في صلاة التراويح، حيث قرر كل الجزائريين الحاضرين في المسجد تأدية صلاة التراويح ، حيث أدى أغلبيتهم الصلاة مثلما هو الحال عند تواجدهم في أرض الوطن، رفقة البرازيليين والأشقاء العرب، وفي السهرة فضل البعض الخروج في نزهة رفقة الجالية العربية هناك والبعض الآخر عاد للفندق، قبل المباراة الهامة المصيرية التي كانت ستجمعنا بالمنتخب الألماني، وفي لحظة الوداع قال علي الشاب البرازيلي الذي كان يسمى “إيفو إيدواردو إيسون”، بأن الجزائر ستحقق المفاجأة وتؤدي مباراة كبيرة سيتذكرها الألمان، متمنيا التأهل للجزائر ليتفارق الجميع بالأحضان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024