عزّز فريق مولودية الجزائر صدارته لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، حين فاز سهرة أول أمس، على فريق مولودية وهران، بميدان هذا الأخير، ليعمّق الفارق بينه وبين ملاحقه المباشر فريق شباب بلوزداد إلى 7 نقاط، مستغلّا التعادل الذي عاد به “أبناء العقيبة” من تنقلهم إلى البيض لمواجهة المولودية المحلية.
واصل فريق مولودية الجزائر سلسلة نتائجه الإيجابية، محقّقا فوزه الرابع تواليا في بطولة الرابطة المحترفة، أمام فريق مولودية وهران بنتيجة هدفين دون رد، في المواجهة التي احتضنها الملعب الأولمبي ميلود هدفي بوهران، لحساب الجولة 19 ليؤكّد العميد بأنه يخوض المباريات في ثوب البطل، الذي يبحث عن الاحتفاظ بلقبه الذي توّج به الموسم الماضي.
قام المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية خالد بن يحيى، بتغييرين اثنين على التشكيلة الأساسية التي واجهت مولودية وهران، مقارنة بالتشكيلة التي خاضت مواجهة شباب قسنطينة خلال الجولة المنصرمة، أين عاد الحارس عبد اللطيف رمضان لحراسة مرمى الفريق مكان توفيق موساوي، بعد تعافيه من الإصابة التي كان يعاني منها، واضطرّته للغياب عن المواجهتين المنصرمتين أمام نادي أتليتيك بارادو وشباب قسنطينة على التوالي، وأبقى الجهاز الفني للمولودية المهاجم أمين مسوسة على دكة الاحتياط، وأقحم مكانه المهاجم سفيان بايزيد، مع القيام بتغيير في المناصب بإعادة زكريا نعيجي على الرواق الأيسر لتنشيط هجومي أكبر على الرواق.
دخل أصحاب الزي الأحمر والأخضر المواجهة دون مقدّمات، حيث تمكّنوا من ترجمة أول فرصة إلى هدف السبق بعد عمل جماعي مميّز، الكرة تصل إلى الظهير الأيسر خليف، يوزّع كرة في ظهر دفاع مولودية وهران، وهي الكرات التي يحبّذها كثيرا المهاجم سفيان بايزيد، الذي سجّل هدف السبق برأسية رائعة بعد متابعة جيّدة للكرة، مفتتحا باب التهديف في الدقيقة 7، مسجّلا هدفه التاسع منذ انطلاق الموسم الكروي في جميع المنافسات والثالث في البطولة.
بعد هدف السبق سيطر رفقاء القائد أيوب غزالة على الكرة وصنعوا نسوجا كروية مميّزة، أين خلقوا عديد الفرص السانحة للتهديف، لكن سوء الحظ أحيانا وبراعة الحارس شمس الدين رحماني أحيانا أخرى، حرمت بايزيد من تسجيل أهداف أخرى، بعدما صدّ حارس “الحمراوة” كرة هدف محقّق وارتطمت بالعارضة في فرصة أخرى، قبل أن يهدر أكرم بوراس فرصة هدف حقيقية، بعد هجمة سريعة قادها على الرواق يتوغّل ويسدّد لكن كرته خارج المرمى.
بداية المرحلة الثانية دخلها محمد رضا حلايمية وزملائه بقوة على غرار شوط المباراة الأول، باحثين عن تسجيل هدف الأمان مبكّرا، وهو ما حدث في (د 48) بعد عمل جميل بين متوسط الميدان محمد بن خماسة، الذي مرّر كرة في ظهر لاعبي وسط الميدان لصالح الإيفواري كيبري زينون، الأخير يتوغّل داخل منطقة العمليات، يمرّر كرة قصيرة ناحية زكريا نعيجي وبثنائية مميّزة تعود الكرة لكيبري، يسدّد يصدها المدافع كروم تعود لنعيجي الذي كان الأول على الكرة الثانية، ووضعها بإحكام في الشباك مسجّلا الهدف الثاني في اللقاء، والخامس له منذ انطلاق الموسم، ليصبح بذلك ثاني هدافي الفريق برصيد 4 أهداف في الرابطة المحترفة، خلف الظهير الأيمن حلايمية الهداف بـ 5 إحرازات.
أبهر أشبال المدرّب التونسي خالد بن يحيى عشاق العميد وكرة القدم الجزائرية، بنسوج كروية راقية فيما تبقى من أطوار المواجهة، بعد سيطرتهم بالطول والعرض على كامل أطوار المواجهة، أين حافظوا على نسق عالي وخلقوا فرصا كثيرة ولم يتمكّن لا نعيجي ولا البدلاء (حميدي، زوغرانا، دراوي، مزياني، بانغورا)، الذين تحصّلوا على فرص أمام المرمى من إنهاء اللقاء بنتيجة عريضة، بعدما أخلطوا بين السرعة والتسرّع أمام المرمى.
بايزيد: سنخوض كل المباريات بهدف الفوز
أكّد مهاجم مولودية الجزائر سفيان بايزيد عند نهاية المواجهة للصفحة الرسمية للفريق على فيسبوك، بأنّ المواجهة كانت صعبة على الورق أمام منافس يبحث عن استعادة نغمة الانتصارات بعد سلسلة من النتائج السلبية، وقال: “كنا مركّزين وحضّرنا جيّدا للمواجهة طوال الأسبوع”.
وأضاف: “دخلنا لقاء مولودية وهران بقوة وحقّقنا الأهم بالتسجيل مبكّرا بالدقائق الأولى، وسيّرنا جيّدا المرحلة الأولى وفي الشوط الثاني وبتوجيهات من الطاقم الفني ضاعفنا النتيجة، وهو ما أعطانا بعض الأريحية وجعلنا ننهي المواجهة بنفس النسق”.
وتابع بايزيد قائلا: “هدفنا الآن هو الحفاظ على لقب الموسم الفارط، والمجموعة واعية بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، والأنصار يدعموننا”.
وختم: “سنخوض كل المباريات بجدية وبنية الفوز، وكل لقاء لديه تفاصيله ولما لا نحافظ على اللّقب المحصّل الموسم المنصرم”.
يعتبر فريق مولودية الجزائر الفائز الأكبر من مخلّفات الجولة 19 للرابطة المحترفة، بعدما تمكّن من تعميق الفارق إلى 7 نقاط عن الوصيف شباب بلوزداد، المتعادل خارج الديار أمام مولودية البيض بدون أهداف، وبرصيد 8 نقاط عن صاحب المركز الثالث اتحاد العاصمة، الفائز على حساب ضيفه ترجي مستغانم بهدفين نظيفين.
أضحى العميد بعد الفوز المحقّق على مضيفه مولودية وهران بنتيجة هدفين دون ردّ، أفضل هجوم رفقة هجوم شبيبة القبائل برصيد 25 هدفا، قبل خوض الأخير مواجهته أمام شباب قسنطينة بملعب حملاوي بقسنطينة اليوم، وهو ما يؤكّد العمل الكبير الذي قام به خالد بن يحيى وطاقمه الفني، بعدما حوّلوا الخط الأمامي للمولودية من ثالث أضعف هجوم إلى أقوى هجوم في الرابطة المحترفة.
كان هجوم مولودية الجزائر ثالث أضعف هجوم برصيد 13 هدفا، عند مغادرة المدرّب الفرنسي باتريس بوميل العارضة الفنية للمولودية منتصف شهر ديسمبر المنصرم، قبل أن يعيد المدرّب التونسي المحنّك القوة للهجوم الذي يقوده سفيان بايزيد، بعدما تمكّنوا من تسجيل 17 هدفا في 7 لقاءات بالرابطة المحترفة، من توقيع 11 لاعبا مختلفا بينهم 3 مدافعين (حلايمية، عبد اللاوي، منزلة).
سيستقبل متصدّر ترتيب الرابطة المحترفة الأولى، فريق اتحاد خنشلة خلال الجولة العشرين، في سهرة رمضانية بداية من الساعة 22:00 ليلا. وتجدر الإشارة أنّ الجولة المقبلة من الرابطة المحترفة، ستشهد خوض لقاء الداربي العاصمي بين شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، وهو اللقاء الذي يمكن للمولودية في حالة فوزها استغلاله لتعميق الفارق عن الملاحقين، خصوصا في حالة انتهائه بنتيجة التعادل.
