بعثت المنافسة على لقب بطولة الرابطة المحترفة الأولى من جديد، قبل نهاية الموسم الكروي (2024 - 2025) بـ 5 جولات، حيث استغل فريق شبيبة القبائل التعثّرات الأخيرة التي سجّلها رائد الترتيب مولودية الجزائر ووصيفه شباب بلوزداد، ليخطف المركز الثاني في جدول الترتيب بنفس رصيد النقاط مع “العميد”، الأمر الذي يعد بنهاية موسم مثيرة.
ستشهد نهاية الموسم الكروي الجاري إثارة وحماسا كبيرا، وصراعا كرويا محتدما بين الثلاثي (مولودية الجزائر، شبيبة القبائل، شباب بلوزداد)، لمعرفة هوية بطل النسخة الحالية في سيناريو لم نشاهده منذ سنوات في الرابطة المحترفة الأولى.
تغيّرت المعطيات في بطولة الموسم الكروي الجاري، حيث أنّ فريق مولودية الجزائر الذي يتواجد في صدارة بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم منذ الجولة الأولى، أضحى أمام منافسة شديدة من فريق شبيبة القبائل العائد بقوة في الجولات الأخيرة، بعدما عادل عدد نقاط العميد برصيد 46 نقطة، لكن بناقص مواجهة للمولودية أمام الغريم اتحاد العاصمة في لقاء مقرّر عقب مجريات الجولة 26.
كثرت الحسابات والتكهّنات بين المحلّلين وعشاق الأندية الجزائرية المعنية بسباق اللّقب، الأمر الذي زاد من حماس الأنصار ورفع الإثارة الكروية، حيث أنه في حالة ما إذا انتهت البطولة على ما هي عليه الآن، بتعادل الفريقين في عدد النقاط، فإنّ نادي مولودية الجزائر سيتمكّن من الاحتفاظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي وللمرة التاسعة في خزائنه، خصوصا أنّ فارق الأهداف لصالح العميد، بالإضافة إلى أنّ أصحاب الزّي الأحمر والأخضر تمكّنوا من الإطاحة بـ “الكناري” ذهابا وإيابا، بنتيجة (5 - 3) في مجموع اللقاءين، وهو ما سيكون في صالح مولودية الجزائر للفصل في هوية البطل.
ومن الصدف أنّ رائد الترتيب مولودية الجزائر ووصيفه شبيبة القبائل، سيواجهان نفس الأندية خلال الجولات الخمسة الأخيرة من عمر الموسم الكروي الجاري، يتعلّق الأمر بكل من أندية (وفاق سطيف، شبيبة الساورة، جمعية الشلف، نجم مقرة، ترجي مستغانم)، وأنّ رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي سيلعبون مواجهة إضافية ضدّ اتحاد العاصمة، وهو ما قد يقلب الموازين في النهاية.
سيستقبل أشبال المدرب التونسي خالد بن يحيى منافسيهم بملعب 5 جويلية خلال أربعة مباريات، اثنتان منها متتالية ضدّ وفاق سطيف يوم الإثنين 19 ماي، وبعدها ضدّ الاتحاد يوم الجمعة 23 ماي الجاري، وهي فرصتهم لإعادة الهدوء وفارق النقاط إلى ثلاثة، وسيتنقل رفقاء المتألّق محمد رضا حلايمية في مناسبتين خارج الديار، إلى الشلف لمواجهة الجمعية المحلية وإلى مدينة بشار لمقابلة شبيبة الساورة، في حين أنّ أشبال المدرب جوزيف زينباور، سيلعبون خارج الديار أمام فريقي نجم مقرة وترجي مستغانم اللّذان يصارعان بقوة على ضمان البقاء في حظيرة الكبار، وهو ما قد يرجّح كفة المولودية للتتويج باللقب.
سيكون فريق شباب بلوزداد الذي تدحرج إلى المركز الثالث في الترتيب العام، بعدما فرض عليه التعادل أمام مولودية الجزائر في الداربي العاصمي، الذي احتضنه ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بنتيجة (1 - 1)، أمام مأمورية أصعب نوعا ما مقارنة بفريقي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل لإنهاء الموسم بطلا، هو الذي سيقوم بثلاثة تنقّلات صعبة جدا، الأولى إلى مدينة الشلف لمواجهة الجمعية المحلية التي لم تضمن البقاء بعد، والثانية إلى قسنطينة لمواجهة الشباب المحلي الباحث عن تسلّق سلم الترتيب العام، بعد إقامة المباريات الأربعة المتأخّرة في الرابطة المحترفة، لمحاولة ضمان مشاركة قارية الموسم المقبل بعد مسيرة مشرّفة هذا الموسم في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، بالإضافة إلى التنقل في الجولة الأخيرة إلى ملعب الوحدة المغاربية ببجاية لمواجهة أولمبيك أقبو، الذي ينافس على البقاء وقد يكون في مقابلة مصيرية حين يستقبل الشباب بهدف البقاء.
العميد المرشّح الأول على الورق..لكن..
حسابات التتويج باللّقب على الورق كلها في صالح مولودية الجزائر، بما أنه سيلعب خارج الديار في مناسبتين ويستقبل في ثلاثة لقاءات، بالإضافة إلى كونه يملك مواجهة متأخّرة أمام اتحاد العاصمة، وكلها معطيات تجعله المرشّح الأول لنيل اللقب مرة أخرى، لكن مشكلة المولودية أنها تمر بفترة فراغ كبيرة حاليا في النتائج الفنية، أدخلت الشكّ في نفوس اللاعبين الذين يعانون في المباريات الأخيرة من نقص الفعالية الهجومية.
سجّل رفقاء المهاجم سفيان بايزيد خلال المباريات الستة الأخيرة محليا وقاريا هدفين فقط، وهو ما يعد أمرا متواضعا جدا لفريق يلعب على لقب البطولة، كما أنّ نقطة ضعف المولودية هذا الموسم في استقبال المنافسين بملعب 5 جويلية الأولمبي، أين فقد فيه رفقاء أيوب غزالة هيبتهم، هم الذين فرض عليهم التعادل بالملعب الأولمبي خلال الموسم في 6 مناسبات كاملة، ومع فرق وسط وذيل الترتيب وهي: (نادي بارادو، اتحاد بسكرة، أولمبيك أقبو، جمعية الشلف، اتحاد خنشلة، مولودية البيض).
يسعى رفقاء محمد بن خماسة لاستعادة قواهم، بداية من المواجهة المقبلة التي سيستقبل فيها العميد العائد بقوة في الجولات الأخيرة وفاق سطيف، الباحث عن إنهاء الموسم في مرتبة مؤهّلة لإحدى المنافسات القارية، هو الذي يتواجد حسابيا أيضا في سباق اللّقب، حيث يمكنه التتويج بالبطولة في حال تمكّن من مواصلة سلسلة انتصاراته وانتظار تعثرات أصحاب المقدمة.
في ذات السياق، يبحث رفقاء القائد كسيلة بوعالية تحقيق أكبر عدد من الانتصارات إلى غاية آخر جولة من الموسم الكروي، واستغلال المرحلة الزاهية التي يتواجدون فيها والفعالية أمام المرمى، بعدما ظهرت لمسة المدرب الألماني زينباور، الذي أثّر إيجابيا على طريقة لعب الشبيبة وتمكّن من إنعاش حظوظ الفريق في التتويج، عن طريق تضييق الخناق في كل جولة عن الثنائي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، إلى غاية خطفه مركز الوصافة من شباب بلوزداد في الجولة الماضية ومعادلة نقاط العميد، ما قد يسمح للفريق من معانقة اللقب، الذي ينتظره عشاق الشبيبة منذ 17 عاما كاملا، حيث فارقوا منصة التتويج بلقب البطولة منذ الموسم الكروي (2007 – 2008).
دهاء راموفيتش التكتيكي قد يقلب الموازين
تبقى حظوظ فريق شباب بلوزداد كاملة في معانقة لقب البطولة هذا الموسم، هو الذي أثبت بأنه فريق يملك تعدادا ثريا وقادرا على إيجاد الحلول في أصعب الظروف، أين تمكّن المدرب الألماني راموفيتش من البصم على أسلوب لعب للفريق منذ قدومه على رأس العارضة الفنية لفريق الشباب، وقام بترقية 3 لاعبين من فئة الآمال منذ وصوله لإيجاد الحلول، بعد احتراف المدافعين معاد حداد ومحمد عزّي وكذا المهاجم إسلام سليماني خلال الميركاتو الشتوي، وكذا كثرة الإصابات والعقوبات في صفوف الفريق. قام راموفيتش بإعطاء الفرصة لمتوسط الميدان بلال بوكرشاوي، الذي تمكّن في ظرف وجيز من البروز وحمل ألوان المنتخب الوطني للاعبين المحليّين، بعد خوضه 15 مواجهة في منصبي وسط الميدان وظهير أيمن محليا، بالإضافة إلى المهاجم لطفي بوصوار الذي عدّل نتيجة المباراة أمام مولودية الجزائر، رفقة الشاب بن أحمد الذي تمت ترقيته الأسبوع الماضي، وخاض أول لقاء له مع الأكابر الإثنين في الداربي أمام مولودية الجزائر، وأدى مواجهة قوية جدّا في وسط الميدان، وغادر اللّقاء بعد تلقيه البطاقة الحمراء قبل نهاية المواجهة بـ 12 دقيقة.
جرأة المدرّب راموفيتش ودهائه التكتيكي وعدم تخوفه من إقحام اللاعبين الشباب، بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة لبعض عناصره يتقدمهم الخماسي (كداد، خاسف، بن غيث، مزيان، محيوص)، ستكون في الموعد هي الأخرى، وقد تخلط الحسابات في نهاية الموسم، خصوصا بعد عودة جميع اللاعبين المصابين والمعاقبين بداية من لقاء الجولة 27 ضد فريق أتليتيك بارادو، المقرّر إقامتها بملعب نيلسون مانديلا ببراقي. تجدر الإشارة أنّ فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد يبحثان عن معانقة لقبهم 23 في جميع المنافسات نهاية الموسم، في حين أنّ شبيبة القبائل تريد بلوغ لقبها 29.
ومن جهة أخرى، سيستقبل فريق وفاق سطيف ضيفه شباب قسنطينة في مواجهة متأخّرة عن الجولة 21، أين يسعى أبناء عين الفوارة لتأكيد صحوتهم وتحقيق خامس نتيجة إيجابية تواليا، عن طريق الاحتفاظ بالنقاط الثلاثة، وتقليص الفارق عن المتصدر مولودية الجزائر إلى 5 نقاط مؤقّتا، في لقاء يبحث فيه رفقاء المتألق نور الدين بلحوسيني، العودة إلى قسنطينة بفوز يسمح لهم من الاقتراب من ثلاثي المقدمة، وإنهاء الموسم في مركز مؤهّل لإحدى المنافسات القارية.
وتنطلق فعاليات الجولة 26 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى غدا الجمعة، بإجراء مباريات فرق ذيل الترتيب، حيث أنّ اللّقاء الأول يستقبل فيه أولمبيك أقبو ضيفه اتحاد خنشلة، في مواجهة جدّ مهمة لكلا الفريقين الباحثين عن ضمان البقاء لموسم آخر في الرابطة المحترفة، كما أنّ فريق مولودية وهران سيسعى لتحقيق فوز جديد بملعب أحمد زبانة، حين يستقبل أحد المنافسين على البقاء نجم مقرة، الباحث هو الآخر عن نقاط المقابلة.
وسيكون فريق شبيبة القبائل بداية من يوم السبت المقبل، مع فرصة للانفراد مؤقّتا بصدارة ترتيب بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، حيث يستقبل شبيبة الساورة الباحثة هي الأخرى عن تحقيق نتيجة إيجابية، للاقتراب من ضمان البقاء في موسم متذبذب من ناحية النتائج الفنية. في حين أنّ قمة الجولة سيحتضنها ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بين نادي أتليتيك بارادو وضيفه اتحاد العاصمة، في لقاء يجمع الاتحاد صاحب المركز الخامس ونادي بارادو صاحب المركز السادس بفارق نقطة واحدة، وهو ما يعني أنها قمة كروية واعدة، يسعى خلالها الفريقان لتأكيد الفوز المحقّق خلال الجولة الماضية لتسلّق سلم الترتيب.
