يختتم المنتخب الوطني للاعبين المحليين، مساء اليوم، مبارياته في دور المجموعات لبطولة إفريقيا للاعبين المحليّين “شان 2024”، من خلال مواجهة منتخب النيجر، في مباراة يسعى من خلالها أشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة إلى تحقيق الفوز، وبنتيجة عريضة وانتظار نتيجة المباراة الأخرى بين جنوب إفريقيا وأوغندا (البلد المنظم)، لمعرفة المرتبة التي سيتأهّل بها المنتخب المحلي لربع النهائي، بعد أن ضيع فرصة الإنفراد بالصدارة عقب تعادله في المواجهة الماضية أمام منتخب غينيا.
يواجه المنتخب الوطني للمحليّين، مساء اليوم، بداية من الساعة السادسة مساء، بملعب نيايو بالعاصمة الكينية نيروبي نظيره منتخب النيجر، في مباراة سيكون فيها “الخضر” مطالبين بضمان الفوز أو التعادل على الأقل، من أجل التأهل رغم أنّ هدف أشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة هو ضمان الصدارة، من أجل العودة من جديد إلى أوغندا للعب مباراة ربع النهائي.
تحضيرات المنتخب المحلي جرت في ظروف جيّدة، حيث عمل المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للمحليّين، كثيرا مع لاعبيه ورفع من معنوياتهم، بعد التعادل المخيب خلال الجولة الماضية أمام المنتخب الغيني، وهي النتيجة التي عقدت نوعا ما من وضعية المنتخب وأدخلته في الحسابات، خصوصا أنه كان يمكن أن يكون “الخضر” في وضعية أفضل بكثير، من التي يتواجد عليها الآن في حال حقّق الفوز.
من الناحية الفنية عمل الجهاز الفني للمنتخب المحلي كثيرا مع اللاعبين رفقة الخط الهجومي، بعد الكمّ الهائل من الفرص الضائعة في مواجهتي منتخبي جنوب إفريقيا وغينيا، التي كان فيها خط الهجوم بقيادة الثلاثي (بلحوسيني، محيوص، مزيان) خارج الإطار، بسبب سوء التركيز أمام المرمى وغياب الجماعية، وهو الأمر الذي أثر على النتيجة النهائية في لقاء سيطرت خلاله العناصر الوطنية بالطول والعرض على اللقاء.
الفعالية هي الأخرى كانت من بين النقاط التي عمل عليها الجهاز الفني للمنتخب الوطني، من خلال إعادة تحليل اللقطات التي ضيعها لاعبو المنتخب، وتمّ من خلال هذا التأكيد على أنّ الأهم هو التركيز فقط أمام المرمى، لأنّ الفرص موجودة وهو الأهم بالنسبة لأي فريق.
وسيواجه المنتخب المحلي منافسه النيجر الذي أقصي بصفة رسمية من منافسة “الشان”، وهو ما يجعله يدخل مباراة اليوم بدون ضغط من أجل إنهاء المنافسة بقوة، من خلال تكرار التعادل المفروض على منتخب جنوب إفريقيا أو الفوز على المنتخب الوطني وإنهاء المنافسة برصيد 4 نقاط، وهو ما يؤكّد أنّ المواجهة لن تكون سهلة أمام منافس يسعى للرمي بكل ثقله في آخر مواجهاته في البطولة من أجل صنع المفاجأة.
حسابات معقّدة للتأهل
عقّدت نتيجة المباراة الماضية أمام غينيا من وضعية المنتخب الوطني، رغم أنه كان محظوظا بانتهاء المباراة الأخرى بين جنوب إفريقيا والنيجر بالتعادل السلبي، وهو ما يجعله اليوم أمام حسابات معقّدة من أجل التأهّل، ويمكن القول أنّ الهدف الأساسي يبقى الفوز لأنه سيكون عنوانا مباشرا لضمان تأشيرة العبور إلى الدور ربع النهائي من “شان 2024”، إلا أنه قد لا يكون كافيا لضمان الصدارة بحكم أنّ المنتخب يتواجد الآن في المركز الثاني.رغم أنّ حظوظ المنتخب الوطني كبيرة في ضمان التأهّل، والإقصاء من دور المجموعات سيكون في حال الخسارة فقط أمام النيجر مع تعادل أو فوز جنوب إفريقيا.
أفضل سيناريو يتمناه بوقرة وأشباله هو الفوز، وانتهاء المباراة الأخرى بين أوغندا وجنوب إفريقيا بالتعادل، وهو ما يجعل المنتخب يضمن الصدارة، ويعود من جديد إلى أوغندا للعب مباراة ربع النهائي، بحكم أنه سيكون قد أنهى دور المجموعات في الصدارة، وسيواجه أحد منتخبات المجموعة الرابعة وسيكون بنسبة كبيرة السنغال أو السودان.
في حال تعادل المنتخب الوطني أمام النيجر سيصل إلى النقطة السادسة، وفي المواجهة الأخرى في حال فازت أوغندا سيكون أشبال بوقرة في المركز الثاني، وفي حال فاز المنتخب الجنوب إفريقي سيبقى الحال على ما هو عليه، بحكم أنّ تساوي النقاط بين المنتخب الوطني ونظيره الأوغندي يخدمه، بعد أن فاز عليه في المواجهة الافتتاحية بثلاثية نظيفة.
التعادل في المواجهة الأخرى سيخدم المنتخب في حال تعادل هو الآخر أمام النيجر، حيث ستضمن بذلك أوغندا الصدارة، ويتساوى المنتخب الوطني مع نظيره الجنوب إفريقي في عدد النقاط، إلا أنّ فارق الأهداف لصالح المنتخب الوطني للمحليّين، بحكم أنّ نتيجة المواجهة المباشرة بين المنتخبين إنتهت بالتعادل.
الخسارة أمام النيجر قد تبقي المنتخب في المنافسة، في حال خسارة منتخب جنوب إفريقيا أمام أوغندا، حيث سيتساوى المنتخبان في عدد النقاط والمواجهات المباشرة، ولكنّ أفضلية المنتخب ستكون في فارق الأهداف، وهو ما يجعله يواصل المنافسة ولكن في المركز الثاني خلف أوغندا.
الجهاز الفني قام بالواجب
ظهر المنتخب الوطني للاعبين المحليّين بمستوى متباين في بطولة إفريقيا للاعبين المحليّين، ورغم أنه أقنع من الناحية الفنية، ولكن هناك بعض الأمور التي وجب ضبطها، حيث عمل الجهاز الفني كثيرا مع اللاعبين عقب مواجهة غينيا، بعد أن تكرّرت نفس الأخطاء التي تمّ ارتكابها أمام جنوب إفريقيا في الجولة الثانية.
العمل الفني كان كبيرا خاصة بخصوص التغطية، بما أنّ الأخطاء واردة في كرة القدم، ولكن من الضروري التغطية العكسية التي تقلّل من الأخطاء، وهو الأمر الذي لم يحدث خلال مواجهتي جنوب إفريقيا وغينيا، وحتى أمام أوغندا بحكم أنّ هذا الأخير لم يكن لاعبوه محظوظين أمام المرمى.
خلال مواجهة جنوب إفريقيا كسر الظهير الأيمن محمد رضا حلايمية مصيدة التسلّل، ولكن التغطية العكسية كانت غائبة من طرف ثنائي محور الدفاع، وهو الأمر الذي كلّفنا هدفا كان يمكن تفاديه، ونفس الأمر انطبق على مواجهة غينيا حيث ارتكب متوسّط الميدان ميصالة مرباح هفوة في خط الوسط، وضيع الكرة التي استغلها المنافس، ولكن التغطية العكسية كانت غائبة أيضا من ثنائي محور الدفاع.
المنتخب الوطني كان ينقصه الوقت الكافي للتحضير، وهي النقطة السلبية التي أثرت على الأداء الجماعي للمنتخب، مثلما أكّد ذلك مجيد بوقرة بالمؤتمر الصحفي الذي أعقب مواجهة غينيا، وتفادي الأخطاء لأنه في حال كان هناك الإنسجام والتكامل تكون التغطية حاضرة، بحكم أنّ اللاعبين يعرفون بعضهم البعض جيّدا، وهو العامل الذي لا ينطبق على المنتخب المحلي بحكم أنه منتخب حديث النشأة.
يراهن مجيد بوقرة خلال “الشان” كثيرا على عامل الخبرة، بحكم أنّ الجودة الفنية متوفّرة لدى بعض اللاعبين الشباب، إلا أنّ خبرتهم القارية الضئيلة أو المنعدمة جعلته لا يعتمد على اللاعبين الشباب، وهو الأمر الذي رجّح كفة لاعب مثل عبد النور بلحوسيني، على حساب لاعب شبيبة القبائل لحلو أخريب، رغم بعض الاستثناءات في صورة تواجد متوسّط ميدان شباب بلوزداد بلال بوكرشاوي ضمن التشكيلة الأساسية خلال المباريات الثلاثة الأولى من المنافسة القارية رغم نقص خبرته.
لاعبو المنتخب أمام فرصة إثبات الذات، وإسكات الأبواق التي بدأت تشكّك في كفاءة اللاعب المحلي، من خلال تحقيق انتصار عريض أمام النيجر، لكبح الانتقادات التي أصبحت تطال بعض اللاعبين، وقد تؤثّر على مستواهم في صورة الهجمة الشرسة، التي تعرّض لها المهاجم الحر أيمن محيوص، رغم أنه كان جيّدا في صناعة الفرص ولكن التهديف كان غائبا عنه.
