عرفت الطبعة الرابعة للمسابقة المفتوحة للسباحة بالزعانف في البحر المفتوح، التي احتضنها شاطئ برج بليدة الغربي (أندرو)، ببلدية العوانة في ولاية جيجل، نجاحا باهرا من حيث التنظيم، المشاركة، والتأطير الأمني، وسط إشادة واسعة من المتابعين والمشاركين على حد سواء.
ويعد نجاح هذه الطبعة رسالة واضحة مفادها أنّ جيجل تملك الإمكانات البشرية والطبيعية لتكون قطبًا في الرياضات البحرية، وهو ما يدعو جميع الفاعلين، إلى مواصلة الدعم، وتوفير الآليات الضرورية لاستدامة هذا النوع من الأنشطة.
نظمت، التظاهرة، التي باتت موعدا سنويا لعشاق الرياضات البحرية، من طرف النادي الرياضي للنشاطات البحرية والغوص «باراكودا»، تحت رعاية والي جيجل، وبإشراف مديرية الشباب والرياضة، حيث جمع الحدث بين البعد التنافسي الرياضي، والبعد الرمزي الإنساني، كونه ينظم تخليدا لذكرى الراحل رضوان حربي، السباح الدولي السابق، وعضو النادي والرابطة الولائية للغوص سابقًا.
وشهدت، المنافسة مشاركة 50 سبّاحا من بين 57 مسجّلًا، يمثلون 10 أندية من ولايات جيجل، سكيكدة، ميلة، قسنطينة، الجزائر العاصمة، والبويرة، إلى جانب عدد من السبّاحين الأحرار، وانطلق السباق من شاطئ برج بليدة الغربي، في مسار دائري امتد على مسافة 3,500 متر، حول جزيرة «أندرو» الطبيعية، في أجواء طبعتها المنافسة القوية والإنضباط العالي.
وعلى صعيد النتائج، سيطر سباحو سكيكدة والعاصمة على منصة التتويج في فئة الكبار (18 سنة فأكثر)، حيث حلّ ثوري خليل أولًا، متبوعا ببوعاشير محمد أمين، ثمّ طبال عبد الله، في حين تألّق سباحو نادي باراكودا في فئة الشباب (13 – 17 سنة)، بتحقيق خالدي إبراهيم وغبغوب إياد للمركزين الأول والثاني تواليا، بينما جاء هزيلة منذر أحمد ثالثا.
أما في فئة الإناث (13 سنة فما فوق)، فسطعت فتيات مدينة جيجل، بتتويج قزولة هبة بالمركز الأول، تلتها شريتي ريم، ثمّ ناصري أنيا.
من جهة أخرى، رصدت جوائز مالية تحفيزية للمتوّجين في المراتب الثلاث الأولى من كل فئة، بفضل دعم عدد من الشركاء والرعاة، الذين ساهموا في إنجاح الحدث.
عرفت التظاهرة تنظيما محكما، ساهم فيه بشكل أساسي تشكيل ثلاث لجان رئيسية، لجنة التنظيم، لجنة التحكيم، ولجنة السلامة، إلى جانب دعم لوجستي وأمني معتبر تمثل في فرقتين من الحماية المدنية (بقارب نصف صلب وآخر مطاطي)، قارب لحراس السواحل، وتسعة قوارب خاصة رافقت السبّاحين طيلة السباق، ما سمح بضمان شروط السلامة ومنع أي حوادث داخل أو خارج البحر.
وتأتي هذه المنافسة، ضمن جهود أوسع يبذلها نادي «باراكودا» لترقية الرياضات البحرية بالولاية، عبر تنظيم الفعاليات الرياضية والتكوين الميداني، بهدف فتح المجال أمام المواهب المحلية للاحتكاك والتطور والمشاركة مستقبلًا في المحافل الوطنية والدولية.
مشقف يوسف: نواصل ترقية النشاطات البحرية
أشاد مشقف يوسف، رئيس النادي الرياضي للنشاطات البحرية والغوص «باراكودا» بجيجل، بالنجاح الكبير الذي عرفته الطبعة الرابعة للمسابقة المفتوحة للسباحة بالزعانف في البحر المفتوح، مؤكّدا أنّ التظاهرة جرت في أجواء رياضية مثالية، وعرفت مشاركة واسعة وتنظيما محكما دون تسجيل أي حادث داخل البحر أو خارجه.
وفي تصريح خصّ به وسائل الإعلام، أوضح، مشقف يوسف، أنّ هذه التظاهرة أصبحت «موعدا سنويا ثابتا»، مشيرا إلى أنّ إدارة النادي تعتبر النسخة الرابعة «ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث عدد المتنافسين أو من حيث نوعية التنظيم ومستوى الأداء».
وأكّد، المتحدث أنّ نادي «باراكودا» يعمل بشكل متواصل على ترقية النشاطات البحرية ورياضة الغوص بالولاية، من خلال التكوين المستمر وتنظيم منافسات دورية تهدف إلى اكتشاف المواهب وتوجيهها نحو الإحتراف، وأضاف: «نحن نؤمن بأنّ التكوين والتنافس هما أساس بناء جيل قوي في هذا التخصّص، ونحرص على ضمان استمرارية هذه الفعاليات سنويًا، مع تطويرها في كل مرة».
وفي سياق متصل، ثمّن رئيس النادي، دور مديرية الشباب والرياضة لولاية جيجل، التي وصف دعمها بـ»الهام والمستمر»، مشيرا إلى حضور ممثليها ومرافقتهم التنظيمية للحدث.
كما وجّه تحية تقدير لكافة الأسلاك الأمنية، على غرار فرقة الحماية المدنية، حراس السواحل، والدرك الوطني، لدورهم الحيوي في تأمين السباق وضمان سلامة المتسابقين، معتبرا حضورهم «عنصرا أساسيا في نجاح المسابقة».
ولم يغفل مشقف يوسف الإشادة بتعاون المركّب الرياضي الجواري لبلدية جيملة، الذي ساهم بدوره في توفير وسائل الدعم، إلى جانب أصحاب القوارب الخاصة الذين ساهموا في الجانب اللوجستي والتأمين البحري.
وأثنى رئيس النادي على الفرق التنظيمية العاملة داخل النادي، المتمثلة في لجان التنظيم، التحكيم، والسلامة، «هؤلاء الجنود المجهولون كانوا العمود الفقري للمنافسة، وساهموا بفعالية في إنجاحها على المستويين الميداني والإداري».
وفي ختام تصريحه، عبّر مشقف يوسف، عن شكره الخاص لوالي ولاية جيجل، تقديرا للدعم الذي يقدمه باستمرار لتظاهرات النادي، حين قال: «نتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى السيد والي الولاية، على دعمه الدائم ومجهوداته للنهوض بالرياضات البحرية وتطويرها، والمساهمة الفعّالة في تجسيد رؤية رياضية مستدامة في جيجل».
