بطولـة العالم للكرة الطائرة (رجـال أكابـر) 2025

”الخضر” أمام مهمة تشريف الكـرة الطائـرة الجزائرية فـي المونديال

نبيلة بوقرين

جاهزية معنويـة وبدنيـة للحـدث..ووعـي بحجم المسؤوليــة

يواصل المنتخب الوطني للكرة الطائرة رجال أكابر، تحضيراته الأخيرة ضمن المعسكر الذي سبق بطولة العالم، المقررة في عاصمة الفلبين مانيلا، في الفترة الممتدة من 12 إلى 28 سبتمبر 2025، حيث يرتكز العمل على الجانب البسيكولوجي من أجل إدخال اللاعبين في أجواء المنافسة قبل ساعات قليلة فقط من انطلاق الحدث.

تجري تحضيرات المنتخب الوطني للكرة الطائرة في الفلبين منذ 7 سبتمبر الماضي، بعدما برمج الطاقم الفني بقيادة المدرب كمال إيملول معسكرا مصغرا بمكان الحدث، من أجل تعود اللاعبين على الأجواء السائدة هناك، والدخول مبكرا في أجواء كأس العالم، بالإضافة إلى التعود على المناخ السائد في الفلبين وكذا الفارق الزمني للاسترجاع قبل دخول غمار المونديال، وهو الأمر الذي يعتبر جد مهم قبل بداية المباريات الرسمية، حتى تكون كل الأمور مضبوطة تكتيكيا ومعنويا من أجل الظهور بأفضل مستوى للتشكيلة الجزائرية في بطولة العالم، التي سيحقق خلالها العناصر الوطنية حلمهم بخوض غمار أكبر منافسة عالمية في الكرة الطائرة.
أجواء مرحة ولحظات رائعة يعيشها التعداد الجزائري داخل المعسكر، تساعد كثيرا اللاعبين في الخروج من ضغط المنافسة، والتركيز على العمل فوق أرضية الميدان، من أجل تقديم أفضل مستوى يعيدون به الكرة الطائرة الجزائرية إلى الواجهة، بعد غياب عن هذا المحفل العالمي دام 32 سنة كاملة، ما يؤكد أن المأمورية التي تنتظر رفقاء ياسر عمرات لا تقتصر فقط على النتائج، وإنما تفوق ذلك لأن الأداء فوق البساط له أثر كبير لكسب احترام الفرق المنافسة، لكي تتمكن الاتحادية الجزائرية من ضمان مباريات ودية تحضيرية من المستوى العالي بعد المونديال، وفي نفس الوقت من أجل المشاركة في الدورات الدولية التي تنظم من طرف الاتحاد الدولي للعبة.
بالتالي، فإن الهدف لا يكمن فقط في العودة للمشاركة ضمن فعاليات بطولة العالم بل يتعدى ذلك بكثير، لأن التواجد في مراكز متقدمة ضمن التصنيف العالمي، يعتبر جد مهم لضمان المشاركة باستمرار في المونديال والألعاب الأولمبية، مثلما هو عليه الحال مع منتخبات تونس ومصر، ولهذا فإن الجميع على وعي بالمهمة التي تنتظرهم في هذه الخرجة لأنها متعددة الأهداف.
ورغم صعوبة المأمورية لقلة الخبرة كون كل لاعبي “الخضر” يشاركون للمرة الأولى رفقة منتخب الأكابر في المحفل العالمي، إلا أن أغلبهم يعرفون جيدا أجواء المنافسات ذات المستوى العالي، بما أنهم ساهموا بقوة في ضمان التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة، بعد إنهاء كأس أمم إفريقيا المنصرمة في وصافة الترتيب، بعد الهزيمة في النهائي ضد المنتخب المصري، كما أنهم استفادوا كثيرا من المباريات الودية الكثيرة التي لعبت ببولونيا ضد فرق الدرجة الأولى البولوينة، خلال التربص الأخير الذي أجرته العناصر الوطنية.
من جهة أخرى، فإن أغلب الأسماء التي تنقلت إلى الفلبين كان لها الفضل في العودة القوية للكرة الطائرة الجزائرية إلى الواجهة، حيث شاركوا مع المنتخب ضمن الألعاب العربية التي جرت بالجزائر في جويلية 2023، واستمر العمل حيث كانت تربصات في الخارج وداخل الوطن، جاءت بثمار باهرة من خلال صنع المفاجأة والتأهل للنهائي، ضمن البطولة الأفريقية بعد غياب دام 28 سنة كاملة، والأكثر من ذلك لعب الأشواط الإضافية ضد صاحب الضيافة مصر، ورغم تحقيق المركز الثاني إلا أن الأداء كان رائعا، وبعدها بدأت مرحلة التحضير للمونديال، بعدما تم توفير كل الظروف والإمكانات أمام التعداد.

كمال إيملول: سنعمل على تشريف الكرة الطائرة الجزائرية
الخرجة الأولى ضمن الحدث العالمي ستكون ضد العملاق الإيطالي، يوم 14 سبتمبر 2025، بداية من الساعة 14:30 بتوقيت الجزائر لحساب المجموعة السادسة، التي تضم أيضا كل من منتخبات كرواتيا وبلجيكا، ورغم صعوبة المهمة لأن الفارق في المستوى وعامل الخبرة واضح بالنسبة للمنتخبات الأوروبية، إلا أن عناصر الفريق الوطني سيدخلون من دون عقدة ويقدمون ما عليهم فوق أرضية الميدان، مثلما قال المدرب كمال إيملول: “صحيح أننا سنواجه فرق كبيرة وقوية وتملك الخبرة والتجربة، إلا أننا سندخل اللقاءات لتقديم أفضل ما لدينا، حتى نشرف الكرة الطائرة الجزائرية بعد عودتها للمشاركة في بطولة العالم، من خلال تسيير المنافسة مباراة بعد الأخرى وسنلعب كل حظوظنا للنهاية”.
واصل الرجل الأول على رأس العارضة الفنية لـ “الخضر” حديثه، قائلا: “الأمور الجدية مع الفريق انطلقت منذ تعييني على رأس العارضة الفنية شهر أوت 2024، حيث اتفقنا مع الاتحادية حول البرنامج والاستراتيجية التي سنعمل بها خلال فترة التحضيرات، من أجل ضمان أفضل استعداد للبطولة العالمية التي تحتضنها الفلبين، كي نقدم مستوى مشرفا يليق بالكرة الطائرة الجزائرية”.
وتابع المسؤول الأول على رأس الجهاز الفني للمنتخب الجزائري موضحا: “بالفعل تم توفير كل الظروف والإمكانات من طرف المسيرين، وقمنا بمجموعة كبيرة من التربصات داخل وخارج الوطن، آخرها كان في بولونيا من 19 أوت إلى 5 سبتمبر، والذي تخللته مباريات ودية ضد أندية تنشط في القسم الممتاز، ساعدتنا على وضع الرتوشات الأخيرة قبل التنقل إلى الفلبين”.

هدفنا الأول التواجد المنتظم في المحافل الدولية
وأضاف المدرب كمال إيملول موضحا: “فضلنا التنقل إلى الفلبين قبل أيام عن انطلاق المنافسة العالمية، من أجل إقامة تربص قصير يرتكز على الجانب البسيكولوجي بدرجة أكبر، ووضع آخر اللمسات على التشكيلة قبل بداية المباريات الرسمية، بعد انتقاء القائمة النهائية”.
واستطرد قائلا: “في البداية كان تعدادنا مكون من 35 لاعبا، ثم تقلص إلى 15 لاعبا، وفقا لما يتماشى مع الخبرة والتجربة والجاهزية البدنية والمعنوية للاعبين”.
وعلل الناخب الوطني موضحا: “العمل خلال التحضيرات كان جماعيا من كل النواحي، وهدفنا الحالي هو تقديم دورة مشرفة ضمن بطولة العالم بعد غياب طويل عنها، وفي النفس الوقت العمل على اكتساب الخبرة للحفاظ على تواجد الجزائر في المحافل الدولية بصفة منتظمة”.
وختم المدرب إيملول كلامه مشددا: “لهذا فإننا بصدد تحضير الفريق الوطني للبطولة الإفريقية 2026، لأنها مؤهلة لبطولة العالم 2027، العمل مع المنتخب الأول انطلق منذ أشهر ونسعى دائما لتطويره أكثر عن طريق الاحتكاك دائما بالمستوى العالي”.

محند تمادرتازة: لدينا ثقة في اللاعبين والطاقم الفني

من جهته، رئيس الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة محند تمادرتازة، أكد هو الآخر أنه يملك ثقة كبيرة في اللاعبين والطاقم الفني لتشريف الراية الوطنية، حسن قال: “المنتخب الوطني للأكابر من بين أبرز الأولويات ضمن البرنامج الذي جئنا به في بداية العهدة الأولمبية، خلال شهر جانفي 2024”.
وأضاف المسؤول الأول على الكرة الطائرة الجزائرية: “قمنا بوضع كل الترتيبات اللازمة، ووفرنا الظروف الملائمة أمام المنتخب الأول، من أجل العمل على ضمان أفضل تحضير لبطولة العالم، حتى يكون الأداء مشرفا رغم صعوبة المأمورية ضد منافسين أقوياء”.
وتابع رئيس الاتحادية الجزائرية قائلا: “سنعمل على استغلال بطولة العالم لتحضير بطولة إفريقيا القادمة للتتويج بها، وهي مؤهلة لبطولة العالم 2027، هذه هي الأهداف المسطرة من قبل الاتحادية الجزائرية، ونحن لدينا ثقة كبيرة في اللاعبين والطاقم الفني ونبقى دائما خلفهم ونشجعهم”.
من جهتهم، اللاعبون المعنيون ببطولة العالم، أكدوا أنهم جاهزون من أجل الدخول بقوة في جو المنافسة، وأوضحوا بأنهم سيقدمون كل ما عليهم لكي تكون مشاركة مشرفة للجزائر في المحفل العالمي، خاصة أنها فرصة لاكتشاف أجواء المونديال والاحتكاك مع منتخبات كبيرة وقوية لها تقليد في الكرة الطائرة العالمية، لأنها محطة جد مهمة لكسب التجربة التي تجعل المستوى يتطور أكثر، وفي نفس الوقت هي محطة لتحضير بطولة إفريقيا 2026، والتي تعتبر من الأهداف الرئيسية للمكتب الفيدرالي الحالي للتتويج بها، لتعويض اللقب الذي ضاع خلال النخسة الماضية، خاصة أن التعداد تدعم بأسماء شابة سبق لها أن شاركت في مونديال أقل من 19 سنة بأوزبكستان شهر أوت الماضي، كما قد تكون فرصة مهمة للاعبين الشباب المتواجدين في المنتخب، من أجل محاولة البروز ولفت أنظار “مناجرة” الفرق الأوروبية، لمحاولة خوض تجربة احترافية لتطوير مستواهم الفني أكثر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025