صور مؤثّرة وعكس ما كنّا ننتظر مشاهدته قبل بداية تصفيات مونديال 2018، حيث كانت خيبة الأمل واضحة على وجوه لاعبي المنتخب الوطني عند صافرة الحكم نهاية مباراة الجزائر – زامبيا التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة مساء الثلاثاء بانهزام ثالث في المنافسة من 4 مقابلات أجراها «الخضر».
يتّفق الجميع أنّ المنتخب الوطني كان بعيدا كل البعد عن المستوى الذي يمكنه من تحقيق الفوز أمام منتخب خسر أمامه قبل أيام في لوزاكا، وتواصلت المعاناة بعدم إيجاد الحلول المناسبة حتى بتوفر كل الامكانيات التي تسمح للتشكيلة الوطنية تقديم وجه أفضل من خرجة لوزاكا.
فالجمهور كان في الموعد وبرقم قياسي في مدرجات الملعب، الذي شجّع زملاء براهيمي بقوة للعودة في المنافسة وحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية، إلى جانب الأرضية التي كانت مناسبة للعب الفني الذي يتقنه عدد كبير من لاعبينا.
لكن للأسف، فإن حقيقة الميدان شيء آخر تفرض على الفريق أن يكون محضرا من كل الجوانب للوصول الى نتائج ايجابية، ولاحظنا أن الفريق الزامبي كان أحسن بكثير، لا سيما من الناحية التكتيكية، الأمر الذي جعله يلعب بارتياح ويكون في وضعيات مناسبة وتفوق عددي في معظم فترات اللعب سواء في الدفاع أو الهجوم.
هذا الأمر جعل لاعبينا «يتوجّهون» للمبادرات واللعب الفردي الذي شتت كل المجهودات، وفتح أروقة عديدة للفريق المنافس الذي درس خطة لعب الفريق الوطني بشكل جيد، واستغل الهفوات في الوقت المناسب.
في حين لم يجد ألكاراز الوصفة التي تمكنه من استغلال الامكانيات الكبيرة ل «الخضر»، حيث أنه لم يلعب بقلب هجوم حقيقي بامكانه تحويل الهجومات الى أهداف حين كان كل من سوداني ومحرز بعيدين عن المرمى خلال المحاولات التي قادها براهيمي على الناحية اليسرى.
كما أن مساعدة لاعبي الدفاع لم تكن واضحة، فما عدا المجهودات الكبيرة التي بذلها «الظاهرة» عطال بسرعته وفنياته، فإن غولام كان مرة أخرى خارج الاطار ويعطي الاضافة التي كانت منتظرة منه على الناحية اليسرى.
بينما غاب الربط بين الدفاع والهجوم بوجود خلل في تموقع كل من بن طالب وتايدار، حيث لم تظهر امكانياتهما التي ألفناها في الماضي القريب.
والشيء المحيّر أكثر هو عدم قدرة «الخضر» فرض ضغط على المنافس بشكل مستمر لأسباب بدنية، كون لاعبي الفريق الزامبي كانوا الأكثر استحواذا على الكرة بفضل السرعة الكبيرة التي لعبوا بها، ولم يتأثّروا بلعب مقابلتين في 3 أيام، ممّا يطرح العديد من التساؤلات في الوقت الذي يلعب معظم لاعبينا في أندية أوروبية كبيرة، وبالتالي، فإنّهم متعوّدون على مثل هذا النسق في رزنامة المقابلات.
ولذلك، فإنّ «الأحلام تبخّرت» بالنسبة للمشاركة الثالثة على التوالي في المونديال، لتبقى المنافسة القارية هي الهدف بالنسبة للفريق الوطني، الذي عليه التركيز على كأس إفريقيا بتحقيق التأهل والتألق في النهائيات خلال عام 2019، وهو ما يعني أن الوقت كاف للتحضير بشكل جيد، وربما إعطاء الفرصة لمواهب جديدة تدعّم التشكيلة على غرار وناس، صالحي، بن غيت الذين أثبتوا امكانياتهم يوم الثلاثاء رغم الأداء المتواضع للفريق بشكل عام.