أوقعت قرعة الطّبعة 23 لبطولة أمم أفريقيا لكرة اليد رجال التي جرت وقائعها بالعاصمة الغابونية “ليبروفيل” المنتخب الوطني في المجموعة الأولى رفقة البلد المنظم إضافة كل من تونس، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية ما يعني أن حظوظ الخضر في التأهل للدور الثاني موجودة.
تعتبر مهمة الفريق الوطني في هذا الموعد القاري صعبة وفي نفس الوقت غير مستحيلة، لأنّه مطالب بتسيير المنافسة لصالحه من خلال استغلال عاملي الخبرة الموجودة لدى بعض اللاعبين، الذين سبق لهم أن لعبوا في المستوى العالي ويعرفون طريقة التعامل مع المواجهات الحاسمة من أجل التأهل للدور الثاني إضافة إلى الإرادة والعزيمة للعناصر الجدد، الذين يريدون فرض أنفسهم من أجل خلافة الجيل الذهبي لتكرار النتائج الإيجابية التي حققت في السنوات الماضية، والتي كللت بالتتويج باللقب السابع عام 2014، وكل هذه النقاط قد تؤثر إيجابا على المجموعة المعول عليها في هذه المهمة لإعادة أمجاد الكرة الصغيرة الجزائرية.
وبالتالي فإنّ أشبال المدرب أفنديتش تنتظرهم أقوى مواجهة ضد المنتخب التونسي التي تعد “داربيا” كبيرا بين الطرفين وهما أكبر متوّجين باللقب القاري بمجموع 16 لقب، ورغم أنّ اللقاءات الأخرى لا تقل أهمية خاصة أمام البلد المنظم الغابون الذي سيكون مدعم بالجمهور، إلا أن زملاء رحيم قادرين على تحقيق الفوز إذا أحسنوا التعامل مع منافسيهم وحافظوا على تركيزهم فوق البساط، وفي نفس الوقت عليهم تفادي ارتكاب الأخطاء وصنع الفارق من خلال الفنيات وسرعة قيادة الهجمات العاكسة دون تضييع الكرات عندما بحوزتهم.
نقص التّحضير مشكل كبير
يأتي ذلك بعد مرحلة الفراغ الكبيرة التي مرّ بها الفريق الوطني لكرة اليد الذي كان بعيد عن التحضيرات منذ سنتين كاملتين بعدما أخفق في كسب ورقة التأهل لمونديال فرنسا الذي جرى مطلع هذه السنة، الى جانب تجديد المكتب الفيدرالي والتركيز على بطولة العالم للأواسط التي احتضنتها الجزائر في جويلية المنصرم، إضافة إلى غياب مدرب على رأس منتخب الأكابر أجل من إنطلاق عملية التحضير إلى غاية الأسابيع القليلة الماضية، ما يعني أن الوقت غير الكافي لضمان استعداد في المستوى بالمقارنة مع باقي المنتخبات.
وللإشارة، فإن المنافسة ستجري في الفترة الممتدة من الـ 16 إلى الـ 28 جانفي القادم، ما يعني أنه لم يتبق الكثير من الوقت أمام زملاء زعموم من أجل التحضير الجيد لأكبر محفل خاص بالكرة الصغيرة في القارة السمراء، ورغم ذلك يبقى التفاؤل وارد من أجل احتلال أحد المركز الثلاثة ضمن هذه الطبعة من اجل ضمان التأهل للمونديال عام 2019، وهذه المحطة بدورها مهمة لأنها مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، وبالتالي فإن الطاقم الفني الحالي أمام مهمة إعادة بناء الفريق من جديد انطلاقا من بطولة الغابون.
لبان: المهمّة صعبة جدّا... لكن حظوظنا تبقى قائمة
بهذا الصدد، أكّد رئيس الاتحادية حبيب لبان في تصريح خص به “الشعب” أن المهمة لن تكون سهلة “المجموعة التي أوقعتنا فيها القرعة الخاصة ببطولة أمم إفريقيا التي ستكون مطلع العام القادم بالغابون ليست بالسهلة مثلما يعتقد الجميع، وذلك راجع إلى الأسباب المعروفة لأننا تأخرنا كثيرا في انطلاق التحضيرات لأن الفريق من دون مدرب لفترة طويلة، وعندما تولينا المهام على رأس الاتحادية بدأنا في حل الأمور العالقة الواحدة تلو الأخرى ولهذا فإن الفريق غير جاهز بالشكل المطلوب، إلا أن الحظوظ تبقى قائمة في تحقيق نتائج إيجابية بإذن الله من خلال تسيير المواجهات خاصة أننا سنواجه تونس المرشح بقوة لنيل اللقب، إضافة إلى تواجدنا مع البلد المنظم والكاميرون الذي يعتمد على الصراع البدني في اللعب، أما الكونغو الديمقراطية الذي سبق له أن خلق لنا صعوبة من قبل”.
أضاف الرجل الأول على رأس الاتحادية قائلا: “عملنا كل جهدنا والبداية كانت بتعيين مدرب على رأس الفريق، والآن شرع في العمل خلال الدورة الودية التي جرت تونس، حيث خاض فيها المنتخب بعض اللقاءات الودية التي تعد مهمة من أجل الوقوف على مستوى اللاعبين، كما سيكون هناك معسكرين أو ثلاثة بالجزائر وفي شهر جانفي سنشارك في الدورة الودية الدولية بقطر حتى يتمكن كل اللاعبين الجدد من اكتساب بعض الخبرة بما أن التشكيلة الحالية تتكون من عدة وجوه لم يسبق لها أن شاركت في البطولة الأفريقية، وما زاد من تعقد الأمور أنها هذه الطبعة ستجري في أدغال أفريقيا، ما يعني أن اللاعبين مطالبين بالتأقلم مع الأجواء ولكن تبقى الإرادة والعزيمة مطلوبة”.