الحدائق العمومية بالعاصمة تغرق في الانحراف

سلوكات مشينة تمنع طالبـي الهدوء والترفيه في الـتردد عليها

دليلة أوزيان

مظاهر سيئة كثيرة تثير الاستفزاز في مجتمعنا خاصة تلك المتعلقة بالمبادئ والقيم الأخلاقية و المرتبطة أيضا بعاداتنا و تقاليدنا المتجردة عند الجزائري المعروف بحفاظه على العرض و الشرف و المروءة وهي كلها بمثابة حصانة ورادع لكل السلوكات الدنيئة والمنحطة التي أصبح يتباهى بها البعض ...إنها ظاهرة مرافقة الشباب للشابات في الحدائق و أماكن التسلية بل و تعدتها الى بعض الممارسات غير الأخلاقية التي تدفع برواد الحدائق و زائريها للتسلية و الترفيه عن النفس و التسلية الى هجرانها .
إن أغلب الحالات التي صادفناها في الجولة القصيرة التي قادتنا الى حديقة «بارك دو غالون» الكائنة بأعالي ديدوش مراد وحديقة الحرية، أين أجرينا دردشة مع بعض النساء اللائي جلبن أبناءهن للترفيه واللعب و لابد أن نشير هنا لأهمية مثل هذه الأماكن بالنسبة لأبناء الأسر المحرومة الذين يقيمون في مساكن ضيقة حيث تمثل هذه المساحات الخضراء الفضاء الوحيد للتسلية والتخفيف عن النفس اقتربنا من نوال سيدة في الثلاثينات من العمر رافقت أبناءها الثلاثة الى حديقة الحرية الكائنة بشارع كريم بلقاسم، لأنهم مولعون بجمال هذا المكان بعد أن اعتادوا التردد عليه في عطلة نهاية الاسبوع، ففي هذا الصدد تقول: ساحات عمومية وحدائق عديدة في العاصمة لا تخلو من هذه الظاهرة المشينة و تواصل حديثها، قائلة أن الامر بلغ أن تمارس فيها سلوكات مخلة بالحياء بين شباب وشابات أمام مرأى و مسمع الجميع لدرجة أنني أصبحت أتفادى الدخول إليها قدر المستطاع لكن الاطفال، كما نعلم عندما يلحون على ذلك فلا حيلة لنا و لا نقاش في الأمر، لكن إذا تعلقت المسألة بي، فإنني أتفادى حتى المرور بجوار بعض الحدائق تجنبا للشبهات أو حتى مجرد إثارة الشكوك .
 تنقلنا الى حديقة الحرية وسجلنا نفس الانطباع بشأن الظاهرة حيث صرح لنا (ب -غ) أب لطفلين الأول عمره ست سنوات والثاني عشر سنوات ....يجبر أنه دائما للعب و التسلية في هذه الحديقة ذات الشهرة الكبيرة عند العاصميين، حيث قال لنا أن كثرة الأماكن الخضراء في العاصمة لا يعكس الاقبال الكبير عليها، لأن أغلبها مرادفة لأماكن شبهة، ينعدم فيها الهدوء الذي ينشده المرء، إذ أصبحت حكرا حسب قوله على فئة من الناس و كأنها فئة قدمت من كوكب آخر لا تمت للاخلاق و القيم بصلة تتردد على الحدائق العمومية للمضايقة و التحرش بالنساء اللائي يصطحبن أبناءهن الى هذه الفضاءات للترويح عن النفس، هي عينة تكشف لنا الانهيار الاخلاقي في مجتمعنا ورغم ذلك نتمنى أن يتحلى شبابنا و شاباتنا بروح المسؤولية والوعي والتمسك بالقيم والمبادئ الاخلاقية لمجتمعنا، فهي وحدها كفيلة بصد هذه السلوكات المنحرفة و غير الاخلاقية التي يصدرها لنا الغرب عبر مختلف الفضائيات على أنها قمة الحضارة والتمدن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024