يستخرج من لب النخيل

«اللاڤمي».. مشروب بامتياز في واد سوف

وادي سوف: سفيان حشيفة

 يعرف مشروب «اللاقمي» الطبيعي بوادي سوف خلال أيام شهر رمضان، إقبالا كبيرا من الصائمين، منافسا بذلك مختلف أنواع المشروبات الغازية والطبيعية والعصائر على موائد سكان هذه الولاية الصحراوية المتميزة بكثرة واحات نخيلها.
يستخرج عصير «اللاقمي» من لبّ النخلة بلون يميل إلى الاصفرار، من النخيل التي يرغب أصحابها التخلّص منها ولم يعد هناك حاجة إليها بسبب توقف إنتاجها للتمور، أو الحاجة للحيّز الأرضي المغروسة عليه، حيث يتمّ بيع النخلة لأحد باعة هذا المشروب، يتميز بطعم حلو جدا منعش لشاربيه، يلجأ الكثير من الصائمين إلى شربه خلال وجبتي الإفطار والسحور لمكوناته الغذائية العالية المقاومة للعطش خلال النهار.
يقوم باعته بتحديد النخلة وشرائها قبل أيام من دخول شهر الصيام، والعمل على نزع الجريد الأخضر المتواجد في وسطها، وتجريدها من السعف والأشواك ومخلفات العراجين والفروع الحطبية اليابسة، حتى تظهر الجمارة التي يخرج منها هذا السائل اللذيذ، حيث يسيل اللاقمي «النسغ» على شكل قطرات متقطعة مستمرة في إناء مخصّص لذلك.
يصعد المتخصّص في استخراج هذا المشروب يوميا لأعلى النخلة، ليقوم بشفط الجمارة كلما تطلّب الأمر ذلك للحفاظ على تواصل خروج السائل.

أسعار مرتفعة
يعتبر اللاقمي من المشروبات الأعلى سعرا في شهر رمضان حسبما لوحظ، نظرا للطلب الكبير عليه من طرف الصائمين، والقيمة الغذائية الطبيعية التي يحتويها، فمكوناته تعطي الجسم القوة على مجابهة الصيام والعطش، ومنع الشعور بالتعب حسب كثير من محبّي هذا المشروب.  
يتراوح سعره في شهر رمضان بين 200 و125 دج للتر الواحد، حسب مدة فترة استخراجه من لبّ النخلة وجودته، ونوع النخلة المستخرج منها، وقد يكون أقل بقليل من هذا السعر في الأيام العادية وفصل الصيف، لم يُثن هذا الارتفاع الصائمين شبابا أو شيوخا على شراءه وتناوله بعد الإفطار لمذاقه المنعش أو مكوناته المغذية.

مصدر رزق
يُباع مشروب أو عصير «اللاقمي» بوادي سوف على مدار العام، لكن بصفة أكبر في فصل الصيف وشهر رمضان الفضيل، نظرا لكثرة الإقبال عليه في هاتين الفترتين، وهو ما جعله مصدر رزق للكثير من العائلات، التي تنتهز وضعية تضاعف استهلاكه لتحسين مدخولها وتوفير مصاريف لتغطية متطلبات حياتها اليومية، حيث تتواجد تجارته أكثر في المناطق التي تنتشر فيها الواحات.
«خليفة» أحد بائعي عصير «اللاقمي» ببلدية المقرن، قال إن استخراجه من النخلة يستغرق وقتا وجهدا عضليا، بما أن المعني باستخراجه يصعد يوميا إلى أعلاها لإنزال الإناء الذي يتجمع فيه ذلك السائل من  الجمارة، وفي كثير من الأحيان تكون النخلة طويلة يصعب تسلقها.
كما أن عملية حفظ اللاقمي بعد استخراجه من لبّ النخلة تعتبر صعبة، إذ لابد من توفير برودة دائمة له حتى لا يفسد بسبب الحرارة ويتحوّل لسائل آخر مسكّر.
خلال عملية البيع، يضيف المتحدث، يكون أمام البائع من يوم إلى يومين لبيع هذا العصير بعد عملية استخراجه من لب النخلة، وفي حال عدم بيع الكمية في الوقت المتاح لها، يبدأ لونها ورائحتها في التغير، وبذلك يصعب بيعها.  
استخراج «اللاقمي» وتناوله يعتبر قديم جدا قدم شجرة النخلة، ورغم رواج العصائر والمشروبات الغازية بمختلف أنواعها وأذواقها في عصرنا، إلا أنه ظلّ محافظا على وجوده في موائد أهل هذه المنطقة وولايات الجنوب عموما.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024