أسواق قالمة بين الوفرة والغلاء

تفضيـل النّوعيـة رغم الكلفــة المرتفعة

المدية: آمال مرابطي

 تتحوّل الأسواق الشعبية والمحلات عشية الدخول المدرسي إلى قبلة للعائلات بكافة بلديات قالمة لاقتناء المستلزمات المدرسية، لكن الإقبال على محلات الألبسة هذا العام لا يعرف توافدا كبيرا للزبائن مقارنة بالسنة الماضية، حيث كانت الأسواق تعرف اكتظاظا والحركة التجارية جيدة.

للتعرف على يوميات المشهد التجاري، عاينا نقاط بيع الأدوات المدرسية على مستوى شوارع المدينة، على غرار محلات البولفار بشارع سويداني بوجمعة وشارع عنونة، حيث خصّصت  المحلات فضاءات كبيرة للمآزر والأدوات المدرسية على غرار محل بشارع سويداني بوجمعة “بولفار” الذي ركّز على ملابس الأطفال، غير أنّ المفاجأة كانت سريعة باعتماد التجار تطبيق أسعار شبه “خيالية”، فالمآزر يتراوح سعرها بين 800 دينار و1500 دينار حسب النوعية وأغلبيتها مستوردة من تركيا وفرنسا، وهو سعر مرتفع مقارنة بالسنة الماضية، حسبما ما أوضحه عدد من الأولياء، فيما الفضاء المخصص للمحافظ والكتب والكراريس المدرسية، أصيب بنفس الحمى، حيث  يصل سعر محفظة عادية وبسيطة حوالي 1000 دينار، مما يثير استياء أرباب الأسر.
يقول السيد “توفيق قاضي”: ‘’لا يفصلنا عن الدخول المدرسي سوى أيام، وجميع العائلات جنّدت نفسها للإقبال على محلات بيع الأدوات المدرسية ومحلات الألبسة بتوفير مبلغ مالي مخصص لأبنائهم المقبلين على الدراسة، لاقتناء أهم المستلزمات الخاصة بالدراسة  لكنهم اصطدموا بارتفاع الأسعار”. ويضيف: ‘’حسب ملاحظتنا للأسواق هناك مبالغة كبيرة في الأسعار وخاصة في أسعار المآزر والألبسة الأخرى، وهذا يدل على أن التجار لا يشاركون في عملية التحضير للدخول المدرسي وهم يسعون للكسب السريع، فالتاجر لا يهمه غير الكسب’’.
من جانبه، أشار “بركاني عبد الغني” إلى أن التحضير للدخول المدرسي يتم بشكل عادي مثل جميع الأسر ومع اختلافها من عائلة لأخرى،
وحسب الإمكانيات المتوفرة لديهم يتم الاستعداد للدخول المدرسي، “ومن ناحيتي قمت باقتناء السلع ذات النوعية رغم انه أسعارها خيالية  لكنها تدوم طوال السنة، كما أن طلبات الأطفال أصبحت ترهق العائلات، حيث انه يتم تخصيص لكل طفل مبلغ 10000 دج ما بين الأدوات المدرسية والكتب دون الملابس والمآزر.
أما السيدة “ع ـ  نسرين”، أمّ لـ 3 أولاد، تقول: “هذه السنة لم أقم باقتناء كل المستلزمات كونه  أشتري دوما النوعية الجيدة حتى لا تتلف بسرعة، فمن ناحية المحافظ والمآزر متوفرة لديهم من السنة الماضية ولن أعيد شرائها تبقى الأدوات المدرسية ننتظر لغاية الدخول المدرسي ليتم اقتنائها حسب طلبات المعلمين، كما أنّه لم يمضي على العيد كثيرا حيث قمت بكسوتهم من جميع النواحي وقمت بتخبئتها للدخول المدرسي، فالمنتوجات تعرف غلاء ولا تستطيع الأسر توفير جل طلبات الأطفال، وهنا لابد من التحكم في الأمور وحتى الأسر نجد الأم والأب يعملان ولا يستطيعان توفير كل المستلزمات، فالأسعار ملتهبة وخيالية بالأسواق”.
من جهتهم أكّد الباعة توفر الأدوات والمستلزمات بمختلف النوعيات والأسعار مرجعين التهاب الأسعار هذه السنة لارتفاعها بالأسواق الأوروبية وتراجع قيمة الدينار، ومعظمها قادمة من تركيا والصين، وتلقى إقبالا من العائلات ذات الدخل المتوسط والضعيف كما هو الحال بسوق عنونة والمحلات بوسط المدينة و بالرغم من أنها مرتفعة السعر، وقد بررت بعض الأمهات مشكلة ارتفاع الأسعار بالرهان على الجودة حتى تدوم  لأنه المنتجات المنخفضة الأسعار لا تدوم وتتلف بسرعة، باعتبار المصنوعة بنوعية جيدة تستعمل على مدار الموسم الدراسي دون استبدالها. صاحب المحل “بومعزة رشيد” يقول: “المآزر التركية عرفت انتباه الزبون بالرغم من ارتفاع أسعارها ومقارنة بالسلع الصينية المستوردة من فرنسا إلا أنّها جذبت قدر من الزبائن، كما أضاف قائلا: “لم نعد نبيع مثل السابق، تراجعت التجارة والبيع قليلا رغم ما يتوفر من مواد”. وأرجع أسباب نقص البيع كون تعدد المحلات  التي تبيع نفس السلع، أما عن ارتفاع الأسعار قال أنّه راجع لقيمة الدينار وتأثيرات تقلبات العملات الأجنبية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024