تدنّي القدرة الشّرائية للمواطن جعله يفكر في الطريقة الملائمة لتفادي اللجوء الى الاستدانة لإكمال نفقاته الشهرية، لذلك لابد من تحديد قائمة مضبوطة لكل المستلزمات بما يتماشى والمال المتوفر، أو ما يعرف بميزانيّة الأسرة، التي يمكن القول إنها الخطة التي يمكن من خلالها تحديد الأموال الواردة والصادرة من دخل الأسرة خلال فترة زمنيّة معيّنة، بتخصيص مبالغ معيّنة من الدخل الشهريّ لتغطية أنواع مختلفة من النفقات سواء نفقات التعليم أم نفقات الملابس أم البقالة أم سداد الديون أم الادّخار، وغيرها من النفقات الأخرى.
ويساعد وضعها على إدارة المال والتحكم في كيفيّة إنفاقه وصرفه بأفضل الطرق، وتتبع الأموال الداخلة والخارجة، حيث أنَّ صرف الأموال بدون اتباع خطة مدروسة، أو وضع ميزانيّة خاصة للأسرة، يمكن أن يضيع الفرص التي يمكن من خلالها خفض التكاليف غير الضروريّة أو حتى توفير الأموال على الأمد البعيد.
وتتعدّد الخطوات والأساسيّات التي يمكن اتباعها للتخطيط لميزانيّة الأسرة، وفي الآتي بيان لأهم هذه الخطوات:
تحديد الأهداف..
هي أولى خطوات وضع ميزانيّة الأسرة، وتتمثّل بتحديد ما إذا كان الهدف من إعداد الميزانيّة توفير النقود لنهاية الشهر، أم سداد الديون أم الادّخار لشراء أشياء كبيرة مثلًا وغيرها من الأهداف الأخرى.
وعند تحديد الهدف والتأكّد من إمكانيّة تحقيقه يجب تخطيط الميزانية بناءً على هذا الهدف لتتماشى معه، وتوجيه الأموال نحوه وبالتالي تحقيقه إذا نجحت الميزانيّة، إذ أنَّ نجاح الميزانيّة أو فشلها يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كانت تتوافق مع الأولويات الشخصيّة والعائليّة أم لا.
قائمة بجميع الإيرادات والمصاريف
تتمثّل هذه الخطوة في تحديد الدخل الذي ستحصل عليه الأسرة في هذا الشهر، وفي كتابة كل الأموال الإضافيّة التي يمكن حسابها من ضمن الدخل وفي تقدير أي دخل غير منتظم، وبعد تحديد جميع الأموال الواردة على الأسرة، يمكن التخطيط لكيفية صرف هذه الأموال، ولتحديد الحاجات والنفقات الأساسيّة من صحة، سكن وتعليم، وتحديد النفقات الثابتة كل شهر التي تبقى كما هي مثل: إيجار المنزل وفواتير الكهرباء والمياه وكشوفات الفواتير الإلكترونيّ وغيرها، بالإضافة إلى تحديد قائمة بجميع النفقات التقديريّة لهذا الشهر مثل نفقات البقالة والترفيه، وأيّ إنفاق شخصيّ وغيرها من النفقات، وتقسيمها في فئات.
حسـاب الفــرق..
بعد تحديد جميع الإيرادات والمصروفات، يتم طرح المصروفات من إيرادات الدخل، ويجب أن يكون الناتج يساوي صفرًا، وهذا لا يعني الخسارة أو أنَّ الحساب المصرفي عند الصفر، بل يعني أنَّ كل جزء من الدخل يقابله نفقات معيّنة ووظيفة معيّنة، وفي هذه الحالة تسمى الميزانيّة ميزانيّةً صفريّةً.
وإذا تبقى مبلغ بعد طرح النفقات من الإيرادات، فيجب إعادة توزيعه على بنود الميزانيّة الموجودة، كسداد الديون، أو الادّخار، حتى لا يتم صرفه بطريقة خاطئة أو مضيعة للمال، وفي حال تمّ الحصول على ناتج سالب، فيجب خفض النفقات التي يمكن الاستغناء عنها حتى يساوي الدّخل المطروح صفرًا.
مراجعـة الميزانيّـة
عند إنشاء الميزانيّة والعمل بها، يجب أن تتم مراجعتها شهريًّا وتحديث ما تتضمّنه من معلومات عن الإيرادات والمصروفات الشهريّة، ومراقبة أيّ تقدّم أو تراجع فيها للبحث عن طرق لمعالجتها أو لمواصلة الادّخار فيها، ومعرفة إذا ما حققت الميزانيّة الهدف من إعدادها أم لا، وصيانتها على أساس ما تحققه من نتائج لتتوافق مع الأهداف المرجوة منها، لتتناسب مع الإيرادات المحققة كل شهر، وتغطية النفقات بشكل كامل.
ترشيــد النّفقـات
يعد تقليل المصروفات أو النفقات من الأمور المهمّة، التي يجب التركيز عليها لتوفير أكبر قدر ممكن من المال للادّخار، الذي يمكن توفيره بإتباع أساليب وطرق مختلفة، تساعد على تجنب الإنفاق غير الضروريّ، على سبيل المثال إنَّ إعداد الطعام في المنزل بدلًا من تناوله في الخارج بسعر أعلى يعد أمرًا مناسبًا لتقليل النفقات.
كما أنَّه عند شراء لوازم المنزل يمكن استخدام القسائم الشرائيّة أو استغلال أوقات العروض والخصومات لدفع سعر أقل من المعتاد، أو الشراء بكميات كبيرة دفعة واحدة خاصة في العائلات الكبيرة لتقليل نفقات كثيرة، كما يمكن استبدال القهوة التي تشتريها من الخارج وإعدادها في المنزل لتجنب دفع تكاليف ونفقات إضافيّة.
أداة رقميـــــّة
يمكن حساب الميزانيّة باستخدام أداة رقميّة، حتى وإن لم تكن خبيرًا في التكنولوجيا، فيمكن حسابها باستخدام البرامج الخاصة بها، وتنزيلها عبر الإنترنت على جهاز الكمبيوتر، أو عن طريق التطبيق الإلكترونيّ على الأجهزة المحمولة، وهذه الأدوات سهلة الاستخدام وتساعد في تقليل الأخطاء، وغالبًا ما تكون متاحة مجانًا أو مقابل رسوم معقولة، ولا تحتاج سِوى تحميل البيانات والمعلومات عليها، ومن ثمَّ فإنَّها ستقوم بدورها في إنشاء ميزانيّة خاصة بالأسرة بناءً على هذه المعلومات.
