بومرداس

مسابقات ومواعظ للتمسك بسُنّة خير الأنام

بومرداس: ز. كمال

شهدت مناسبة المولد النبوي الشريف عدة تظاهرات فكرية ومسابقات دينية عبر مساجد بومرداس تعظيما لمولد خير الأنام «ص»، فيما حافظت العائلات على تلك التقاليد الراسخة في استقبال الموعد بتنظيم سهرات زينتها الشموع وأطباق الحلويات والمأكولات التقليدية المعروفة، وسط فرحة الأطفال الذين انقسمت مشاعرهم ما بين حميمية الجلسة العائلية المميزة وأصوات المفرقعات التي هزّت أركان الأحياء بأصواتها ووميضها رغم كل التحذيرات من مخاطرها الكبيرة.

احتضن مسجد جابر بن حيان ببومرداس الاحتفالات الرسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف بحضور والي الولاية والسلطات المحلية، حيث كان الموعد مناسبة لتكريم حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، مع تقديم عدة مداخلات من قبل الأئمة الحضور ركزت على عظمة المناسبة وجانب من الرسول «ص» التي تكرست في أخلاقه ومعاملاته الحسنة التي كانت تتسم باللطف والتسامح والعفو عند المقدرة.
كما شهدت عدد من المساجد الأخرى والمراكز الفكرية عبر بلديات بومرداس نفس الأجواء الروحانية بتنظيم مسابقات ومواعظ دينية خصصت للحديث عن خصال السيرة المحمدية، فيما أفردت خطب صلاة الجمعة حديثا مطولا عن عظمة الذكرى وأهمية الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة ومحاربة كل اشكال التفرقة والفتن وسط المجتمع، مع دعوة الشباب بالخصوص الى ضرورة التحصين بسيرة المصطفى وأخلاقه، والابتعاد عن كل الآفات الاجتماعية السلبية التي تناقض مبدأ العقيدة الصحيحة.
كما بادرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف التي قامت بتأطير برنامج الاحتفالات بذكرى المولد النبوي عبر مختلف مساجد الولاية، الى تنظيم قوافل علمية استمرارا لهذا النشاط الفكري والعلمي تحت عنوان «هدي النبي «ص» في التعليم، المرأة والطفل أنموذجا، وهذا عبر مساجد دائرة بودواو وتمتد الى يوم الاثنين من تنشيط عدد الأساتذة المختصين وأئمة المساجد.
وبين هذه الجلسات الروحانية والمسابقات الفكرية والدينية التي احتضنتها المساجد، كان للبعد الاجتماعي الراسخ بتقاليده العريقة حاضرا أيضا وسط هذه الأجواء الاحتفالية التي لم تخل من بعض المظاهر السلبية التي تكرست لدى الشباب والأطفال الذين لا يحلوا لهم الموعد دون مفرقعات وألعاب نارية، حيث عاشت أغلب الأحياء ليالي بيضاء وأصوات قوّية لكل الأنواع والأسماء الغريبة التي اتفق عليها الباعة والزبائن من أطفال وحتى آباء وقعوا تحت تأثير هذه الآفة التي صعب محاربتها سواء من قبل الأئمة والجمعيات التي باردت الى تنظيم حملات تحسيسية للتذكير بمخاطرها، أو عن طريق حملات الردع لمصالح الأمن.
مع ذلك يمكن الاشارة ان مناسبة هذه السنة ورغم استمرار نفس مظاهر الاحتفال واستعمال المفرقعات، إلا ان اللافت هو التراجع النسبي من حيث حدة استعمال هذه الألعاب الخطيرة سواء من حيث عدد الباعة الذين انتشروا في الأحياء بتنصيب طاولات وسط تخوفات المداهمة، أو من حيث درجة الاقبال على الشراء بسبب الغلاء الفاحش الذي كبح رغبة الأطفال، فيما فضل البعض الآخر اقتناء اعداد محدودة بأسعار لا تقل عن 100 دينار لبعض الأنواع المعروفة وسط الشباب و400 دينار بالنسبة لعلبة من المفرقعات الصغيرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024