توقعات بحـدوث طفرة «زكامية»

عودة قوّية للأنفلونزا الموسمية بسبب تراجع إجراءات الوقاية

خالدة بن تركي

 تحذيــر مــن مضاعفــات شديــدة علــى الفئــات الهشــة

أثارت العودة القوية للأنفلونزا الموسمية ونزلات البرد المختلفة، مخاوف الأطباء خاصة مع تزايد عدد الإصابات شهري أكتوبر ونوفمبر الجاري، وتفشي المرض في أوساط الكثير من المواطنين، مؤشرا جعل الكثير من المختصين يحذرون من مضاعفاتها، خاصة لدى كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
في هذا الصدد، قال المختص في الصحة العمومية، د أمحمد كواش في تصريح لـ»الشعب»، إن التغيرات المناخية ساهمت في انتشار الأمراض الفيروسية والالتهابات على مستوى الجهاز التنفسي «العلوي، السفلي» لدى كثير من الأشخاص، موضحا أن الأطفال يلعبون دورا مهما في نقل العدوى من المدارس إلى المنازل، كما فتح التخفيف من الإجراءات الوقائية الباب أمام انتشار الأنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي.
توقع محدّثنا انتشار الأنفلونزا بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى غياب الإجراءات الوقائية، موضحا أن ما عشناه العام الماضي، من غياب المرض خلال فصلي الخريف والشتاء، يرجع إلى التدابير الوقائية للحد من انتشار كورونا، بالإضافة إلى تراجع عمليات التلقيح خلال فترة كوفيد أضعف مناعة كثيرين أضحوا عرضة للإصابة خاصة الأشخاص المسنين، وأصحاب الأمراض المزمنة.
أضاف في ذات السياق، إن الوضع الصحي الحالي لا يختلف عن ذلك الذي نعيشه مع دخول موسم انتشار الأمراض الفيروسية والأنفلونزا الموسمية، باستثناء ما شهدته السنتان الماضيتان، مؤكدا أن الحالات التي رصدت لحد الآن، وجدت عند الأطفال في المدارس، وفئة الشباب البالغين الذين تصيبهم بحدة أكبر عندهم.
أوضح الدكتور بشأن أعراض الأنفلونزا الموسمية، أنها تغيرت وأصبحت أكثر شدة، باعتبار أنها مصحوبة إلى جانب الحمى، التعب، الصداع، وسيلان الأنف، بألم المفاصل الحاد الذي أضرّ بكثير من المرضى، بشكل جعلهم يشكُّون في عودة انتشار فيروس كورونا، غير أن أغلب التحاليل وملاحظات الأطباء، أثبتت أنها العودة القوية للأنفلونزا، ويتوقع أن تحدث الطفرة في الأشهر المقبلة.
زكامية وعدوى فيروسية أقوى
نوّه المختص في الصحة العمومية، أن الأمراض الفيروسية، سواء الأنفلونزا أو كوفيد، تتحور، والتحور، يكون بين سنتين إلى ثلاث سنوات، متوقعا حدوث طفرة زكامية وعدوى فيروسية أقوى خلال فصل الشتاء، لذا، نصح بأخذ اللقاح سنويا، لأن الفيروسات تقوم بطفرات تحور الفيروس، وتنتج فيروس جديد كل سنة، حتى تتمكن من إحداث العدوى الخطيرة خاصة لدى كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو أو الأمراض المناعية، والحوامل.
في هذا الصدد، صرح المتحدث أن انتشار الأنفلونزا يتزامن واستمرار فيروس كورونا الذي يصيب الأشخاص بنسبة أقل هذه الفترة، مشيرا إلى ضرورة التحلي بالحيطة والحذر، لأن منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن انتهاء الجائحة، ما يدل على وجود متحورات مثل أوميكرون، التي قد تأتي نتيجة الإصابة بالأنفلونزا التي تضعف المناعة فيصبح الجسم بيئة ملائمة لدخول كوفيد 19.
بخصوص انتهاء الحديث عن كورونا، نفى الطبيب ما يتداول من أخبار وشائعات عن زوال الوباء، مؤكّدا بأنّ قيام الدولة على غرار باقي دول العالم، برفع القيود الصحية على النقل السفر، وكذا التجمعات، لا يعني زوال الوباء، بل يجب التقيد ببعض التدابير لمنع انتشار مختلف أنواع الفيروسات الموسمية، داعيا المواطنين الراغبين في السفر أو المتواجدين في أماكن مجهولة، إلى ارتداء الكمامة لمنع انتشار العدوى.
وأفاد قائلا: في حال أننا نعيش الفرضية الأولى، وهي التحول إلى جائحة مستوطنة، مثله مثل الأنفلونزا، فإن الحذر مطلوب، لأن الفرضية الثانية تبقى مطروحة، وهي دخول متحور أكثر شراسة في الأشهر المقبلة، ما يُحدث تغييرا على الوضع الوبائي، داعيا إلى استعمال اللقاح للحماية من المضاعفات الشديدة ومن انهيار المناعة التي تسمح بدخول كورونا، مؤكدا أن اللقاح مهم للفئات الهشة والمهن الحساسة، كالأطباء والشبه طبيين. 
وأشار المتحدث أن المواطنين في أوروبا وبريطانيا بدأوا أخذ الجرعة الرابعة المعززة ضد كورونا، لتعزيز المناعة الجماعية، خاصة وأن المناعة المكتسبة عن طريق اللقاحات مؤقتة، تحمي لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة كاملة، داعيا إلى ضرورة العودة إلى استعمال القناع الواقي للحد من انتشار الفيروسات، سواء أنفلونزا أو كورونا.
وعليه، شدد أمحمد كواش، على ضرورة تقليص خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية للأنفلونزا، من خلال التلقيح، الحفاظ على النظافة الصحية والعودة إلى ارتداء الكمامة، باعتبارها عاملا أساسيا للحماية من مختلف الفيروسات الموسمية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024