معرض العسل ومشتقاته ببومرداس

فرصة للمنتجين للتسويق وطرح الانشغالات

تشكل تظاهرة معرض العسل الذي تحتضنه الساحة المقابلة لمحطة القطار بولاية بومرداس الى غاية 6 ديسمبر القادم، فرصة للمهنيين والمشتغلين في هذه الشعبة الحساسة لعرض منتوجهم الطبيعي من هذه المادة الغذائية والطبية بكل ما يميزها من منافع صحية للإنسان، لكن بعد كثير من التعب والمجهود المادي الذي لا يحس به ولا يعطيه حقه إلا صاحب هذه الحرفة الذي يكافح يوميا عدة ظروف متداخلة من أجل تقديم هذا المنتوج الصحي الذي لا يختلف فيه اثنان عن مدى قيمته وأهميته.
تتكرر كل سنة طبعة صالون العسل ومشتقاته الغذائية والطبية، وتتجدد الانشغالات اليومية لهذه الفئة من المهنيين والناشطين في الميدان الذين يواجهون صعوبات متعددة في الحفاظ على الحرفة خاصة وان البعض منهم أخذ مبادئ وتقنيات تربية النحل من العائلة التي ورثت النشاط وحافظت عليه أمام مختلف الهزات الطبيعية والمادية المكلفة، والبعض الاخر اقتحم النشاط من باب الاستثمار المحلي في اطار المرافقة التي تقدمها المصالح الفلاحية وأجهزة الدعم، وفئة أخرى من أصحاب المبادرات الحرة التي اقتحمت الميدان في اطار الأنشطة الريفية الحرة التي تنتشر بكثرة في المناطق الجبلية والغابية التي تعتبر معقل الشعبة الى جانب مهن تربية المواشي، الدواجن، انتاج الزيتون وغيرها.
وبهدف الحفاظ على استمرار مهنة تربية النحل بالمناطق الداخلية لولاية بومرداس، تأسست عدة تعاونيات مهنية لترقية الشعبة والحفاظ على ديمومتها من خلال مرافقة ومساعدة الناشطين الجدد من الشباب الذين اقتحموا الميدان، والقيام بأيام تكوينية بالتنسيق مع مراكز التكوين المهني المتخصصة في المهن الفلاحية من اجل اكتساب المهارات ومختلف التقنيات والطرق الحديثة في ممارسة هذا النشاط، من أهمها تعاونية تربية النحل لبلدية يسر التي تسهر سنويا على التظاهرة بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية من أجل فتح آفاق التعاون والاحتكاك ما بين المربين وايجاد فضاءات تجارية لتسويق المنتوج.
 وقد شهدت الطبعة الجديدة مشاركة أزيد من 20 عارضا يمثلون عدة ولايات داخلية وسهبية معروفة بإنتاجها للعسل ومشتقاته بعضهم لديهم تجربة في مثل هذه التظاهرات وكلهم أمل في تقديم صورة مصغرة عن واقع شعبة انتاج العسل وتحدياتها المستقبلية، وايضا هي فرصة بحسب تصريحاتهم من أجل عرض مختلف الأنواع التي يتطلع إليها المستهلك كعسل السدرة، الحمضيات، الكاليتوس، إكليل الجبل، الزعتر، الخروب وباقي المشتقات الموجهة للعلاج والتجميل وغيرها من الأصناف التي تتنوع بحسب المنطقة وتضاريسها الطبيعية، وهي المعايير التي تحدد الأسعار أيضا خاصة في ظل التراجع النسبي للكمية المنتجة بسبب التغيرات المناخية وتزايد ظاهرة الحرائق.
وكغيرها من المهن الحرة العائلية التي اقتحمتها المرأة الريفية أيضا بولاية بومرداس كنشاط اقتصادي ومورد هام للعائلات الريفية، تواجه شعبة انتاج العسل الكثير من الصعوبات المادية والطبيعية من أبرزها ارتفاع تكاليف النشاط وتغذية النحل وحماية الخلايا من مختلف الأمراض الذي تفتك به من حين الى آخر منها “الفاروا”، أزمة الحرائق التي تمس سنويا المناطق الحيوية أو معقل النشاط وهي في الغالب السفوح الجبلية والغابية في غياب التأمين عن النشاط، الى جانب آفة المبيدات والمواد الكيماوية والأدوية التي يستعملها أصحاب المزارع والأشجار المثمرة التي يتغذى منها النحل والتي تحولت الى هاجس فعلي بالنسبة للمنتجين والمختصين الذين دقوا ناقوس الخطر من التأثير السلبي على النشاط.
كل هذه الانشغالات مجتمعة كان من المفروض بحسب المنتجين أن تلقى آذانا صاغية ومزيد من الاهتمام من قبل القائمين على النشاط الفلاحي بولاية بومرداس وغيرها من الولايات المنتجة من أجل تشجيع المهنيين ودفعهم الى الحفاظ على النشاط، الى جانب أهمية المرافقة والتكوين المتواصل عن طريق تنظيم الايام التحسيسية لاكتساب التقنيات الجديدة لترقية وتحسين المردودية، وهي المحفزات التي بدأت تفقدها التظاهرات المنظمة في مرحلة ما بعد كورونا، حيث كانت تشهد الطبعات السابقة برنامجا متكاملا من العروض، مداخلات من قبل أساتذة مختصين وباقي الفاعلين كأجهزة الدعم المحلية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024