بالرّغم من جودة زيتها

المعاصر التّقليدية...تصارع البقاء

تيزي وزو: نيليا - م

«البغرير” أوّل ما يُدهن بزيت الغلّة الجديدة

 جني الزيتون وجمعه من الحقول ليست المرحلة الأخيرة في هذه العملية، وإنما تعيش العائلات فرحة عصر الزيتون وتحوله الى زيت، بعد تعب ومشاق جمعه في الحقول، أين تختار العائلات مكان عصره بين المعاصر التقليدية والحديثة، في الوقت الذي كانت سابقا المعاصر التقليدية الوجهة الوحيد للعائلات.
 لكن بوجود المعاصر الحديثة اختلفت الآراء بين السكان، إلا أنّهم اجتمعوا على جودة زيت الزيتون في المعاصر التقليدية، حيث تحتفظ بجودتها ومميزاتها لفترة طويلة، على عكس المعاصر الحديثة التي تفقد الزيت جودتها بعد فترة قصيرة فقط، وتفقد طعمها المعتاد، وهذا ما أعاد الكثير من العائلات إلى المعاصر التقليدية التي اعتاد الاجداد استعمالها سابقا، وعبروا عن وفائهم لها، وعدم قدرتهم على الاستغناء عنها.
«النّا روزة” التي فتحت لنا قلبها وهي تردّد أغاني موسم الزيتون، صرّحت أنّ أول يوم من عصر الزيتون والحصول على غلتها، تعود الى المنزل لتعد “البغرير” وتدهن بزيت الزيتون الجديد، حيث تقوم بتوزيع البغرير على جيرانها من أجل أن يتذوقوا غلتها، وهو نفس الشيء الذي تقوم به باقي العائلات التي تتسابق فيما بينها لإعداد أطباق من الطعام ودهنها بزيت الزيتون، على أن تقوم بتوزيعها على الجيران، ليتشارك الجميع في تذوق غلة الآخر، أملا في موسم جديد تسوده الوفرة والكثرة، وتعم فيه الصحة والهناء.
غادرنا حقل “النّا روزة” وكلها أمل أن يعود شباب اليوم إلى خدمة الأرض والحقل، متحسّرة في نفس الوقت عن عديد الحقول والأراضي التي تخلى عنها أهلها تاركين إياها للحشائش تكسوها من مختلف الجهات، لتضيع معها غلة الزيتون التي عانى أجدادنا في غرس أشجارها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024