تأثيرهـا خطير علـى تكويـن شخصيتهم

الألعاب الإلكترونية أسهل الطّرق لضرب هوية الأطفال الأخلاقية والاجتماعيـة

تشكّل الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الأطفال بشكل يومي، خطراً داهماً عليهم من جوانب مختلفة، ويمتد أثرها على تكوين شخصية الأطفال، من خلال فرض ثقافات تخالف معتقدات المجتمع، وفقا لدراسات عدة.

خـــداع اصطناعـــي

يرى المختصّون أنّ هناك مشكلة متفاقمة تواجه الأطفال من سن 5 سنوات وحتى 10 سنوات، بشكل كبير تصل إلى حد استهدافهم، لتشكيل وعيهم من خلال ألعاب الذكاء الاصطناعي، وتحديدا التي تتم ممارستها من خلال الاتصال التشاركي عبر الإنترنت بين مجموعة مختلفة من الأطفال وهي ما تعرف بألعاب «الأونلاين».
وتكمن المشكلة أنّ ملايين الألعاب الإلكترونية التي تبث عبر المنصّات الرّقمية، تحتوي على محتويات جنسية تخاطب الغرائز بشكل مباشر، فضلاً عن أنها تدعو صراحة إلى المثلية الجنسية، من خلال التقدم في مراحل اللعبة من مرحلة لأخرى.
وتعتمد الألعاب الحديثة في أغلبها على الذكاء الاصطناعي، وقدرته على تحديد الفئة العمرية لمستخدم اللعبة في الوقت الحالي من خلال طريقة تعامله مع محتوى اللعبة وسلوكه في التعامل مع الشاشة، وتقوم بشكل مباشر بتحديد سلوكيات الطفل وعمره من خلال عمليات خوارزمية معقدة، وبالتالي تميز اللعبة فيمن يقود اللعبة وتختار المراحل والإعلانات التي تقدمها له، فإن كان في مرحلة عمرية من خمس إلى عشر سنوات تقدم له إعلانات تشكل وعيه وتظل معه في ذاكرته البصرية إلى الأبد.
أما إذا ميّزت الألعاب من خلال الذكاء الاصطناعي في أن من يمارس اللعبة الآن في سن أكبر تبث له إعلانات أخرى ومراحل متقدمة في اللعبة بشكل مختلف، وبالتالي تخدع الآباء والأمهات بشكل كبير، ولا يستطيعون تمييز ما يحدث إلا إذا ظلوا مراقبين للعبة وطفلهم يمارسها.
إنّ عملية الاستغلال الجنسي وغرس انتماءات فكرية معينة في مثل هذه الألعاب تعتمد على سرعة التفاعل مع استخدام الأشكال والمؤثرات البصرية المعروضة داخل اللعبة، والتي تتحول إلى «فعل» وتختلف من مرحلة عمرية لأخرى.
أمّا الأمر الأكثر خطورة فهو استغلال المواقع والألعاب لرغبة الطفل في مواصلة تخطيه مراحل معينة من اللعبة، فيقومون بإظهار مجموعة إعلانات تشجيع على المثلية الجنسية، يجب عليه مشاهدتها وهي غير قابلة للتخطي.
وتعتبر أكثر المراحل العمرية استهدافًا من قبل الألعاب والمواقع، هي الأطفال من 5 سنوات حتى 10 سنوات، حيث يتم التركيز على استهدافهم بشكل كبير، خاصة وأن هذه المرحلة تشكّل مرحلة الإدراك والتأثر بالمؤثرات الصوتية والبصرية كافة التي تساعد في تكوين شخصية الطفل.

الأولياء جوهر الحلول الممكنة
 على المستوى التقني تصعب حماية الطفل من التعرض لهذه الإعلانات التي تظهر في مختلف الوسائل، وحتماً سيرى الأطفال هذه الإعلانات التي صممت للتأثير في شخصياتهم وطريقة تفكيرهم، خاصة في تلك فيما يتعلق بالهواتف الذكية «الأندرويد»، حيث تكون أكثر عرضة لتنزيل تلك الألعاب من خلال «جوجل ستور».
فهناك أزمة كبرى تشكل من تلك الألعاب التي تستهدف بشكل مباشر القضاء على براءة الأطفال وتدمير أخلاقهم وفساد عقولهم، لذلك من المهم مراقبتهم واخضاعهم للمراقبة الابوية عن طريق تطبيق على الهواتف المستعملة من هؤلاء الأطفال.
بينما يؤدي الاولياء دورا مهما في الحد من تأثير هذه الهجمات الالكترونية على عقول الأطفال وادراكهم، فمن الضرورة بما كان قضاء أوقات كبيرة مع أطفالهم وتوجيههم والاهتمام بهم وتربيتهم، واتباع الوسائل الرقابية في حالة استخدام الطفل للإنترنت عن طريق برامج معينة تمنع الطفل من الدخول على المواقع غير مرغوب فيها، وتقوم بتقديم تقارير يومية للأهالي عما قام الطفل باستخدامه على مدار اليوم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024