أبو بكر ميصراوي

طفل هزم طيف التوّحد وأبدع في الفنّ التشكيلي بالبليدة

البليدة: احمد حفاف

لا يشكّل اضطراب التوحّد عائقا للمصابين به في إبراز مواهبهم التي من خلالها يظهرون قدرتهم على الاندماج في المجتمع شريطة التكفل التام به، وهو ما ينطبق على الطفل أبو بكر ميصراوي ابن البليدة صاحب 14 ربيعا.

 يملك هذا الطفل موهبة في الرسم والإلكترونيات، فقد فاز بالمرتبة الأولى مؤخرا في مسابقة نظمتها جمعية التوحّد بولاية البليدة عن بعد في فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا بهدف اكتشاف مواهب الأطفال المتوحدين.
 وخلال منتدى نشطته جمعية الصحافيين والمراسلين بولاية البليدة، مؤخرا، أكدت السيدة رشيدة والدة الطفل أبو بكر بأن اضراب التوحد لم يمنع نجلها من اقتحام الرسم والفني التشكيلي ليبدع ويبزر مهاراته في هذا المجال.
 وبحسب الوالدة، فقد استطاع الابن أن يرسم عشرات الرسومات لأشكال مختلفة لا تختلف عن رسومات الفنانين التشكيلين التي تحمل بين طياتها معاني ودلالات مختلفة.
 وهي تعرض تجربة ابنها مع الرسم أردفت قائلة: “لما كان يبلغ ابني ثلاث سنوات اكتشفت بأنه مصاب بالتوحد، وهذا بعدما أخذته إلى الطبيب لعلاجه من التهاب اللوزتين، وفي  هذه الأثناء انتبه الطبيب لبعض الأعراض غير عادية لدى الطفل ونصحني بالتوجّه لأطباء أخصائيين لكشف حالته”.
وأضافت بالقول: “بعد عميلة التشخيص تبين أن ابني مصاب بالتوّحد، ولم يكن الأمر سهلا حسبها لتقبل ذلك، ومع مرور الوقت بدأت اكتشف بأن لديه موهبة الرسم، وأغلب وقته يقضيه في المنزل مع الورقة والأقلام الملونة ليعبْر عن طريق هذه الرسومات عما عجز عن التعبير عنه بالكلام”.
وأبرزت المتحدثة مهارات ابنها في الرسم: “أغلب رسومات ابني من خياله الشخصي واللافت بأن لديه دقة كبيرة في استعمال الألوان كونها تتناسق كثيرا مع الأشكال المرسومة”، وبالإضافة إلى الرسم فالولد أبو بكر يملك مواهب أخرى في الالكترونيات والإعلام الآلي بحسب ما أكدته والدته، بحيث يقوم في المنزل بتفكيك بعض الأغراض وتركيبها بدقة متناهية، ومنها أجهزة التحكّم عن بعد.
بدوره تحدث رئيس جمعية التوحد لولاية البليدة، رشيد رحال، عن موهبة الطفل أبو بكر بالقول: “كانت رسوماته مميزة وافتك المرتبة الأولى في مسابقة وطنية نظمناها لفائدة الأطفال المصابين بطيف التوحد بتقنية “زوم” خلال جائحة كورونا، وأضاف الناشط الجمعوي: “أطفال التوّحد يملكون مهارات ومواهب مختلفة، والدليل أننا اكتشفنا مواهب لدى الأطفال الذين تتكفّل بهم جمعية التوحد لولاية البليدة، ومنها مواهب في الكاراتي، السباحة، ركوب الخيل وغيرها”.، وختم المتحدث قوله: “هذه الفئة بحاجة إلى مرافقة اجتماعية لإدماجهم في المجتمع”.
 وكشفت الدراسات الحديثة بأن أطفال التوّحد الذين يتمّ الكشف المبكر عن إصابتهم، يمكن ادماجهم في المجتمع بعد مرافقة اجتماعية، فبعد تدرسيهم بأقسام خاصة يمكنهم اكمال دراستهم بشكل عادي، كما أنهم يملكون مهارات ومواهب يمكن إفادة المجتمع بها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024