ترسيخا لثقافة التطوّع لدى المجتمع فرحات لـ»الشعب»:

حملات النظافة.. الوجه الآخر للشباب الفاعل بباتنة

باتنة: حمزة لموشي

شهدت ولاية باتنة، منذ شهر سبتمبر من العام المنصرم، تنظيم العشرات من حملات النظافة، بمُشاركة مُواطنين وفعاليات المُجتمع المدني، وبإشراف رسمي من مصالح الولاية، التي حرصت على استغلال نهايات كل أسبوع لإطلاق حملات نظافة في بلدية باتنة وباقي المناطق الأُخرى، في محُاولة لترسيخ ثقافة النظافة وحماية المُحيط لدى كل فئات المُجتمع خاصة الشباب، كما كانت عُطلة الشتاء أيضا فرصة مُناسبة لذلك.

الشباب والاطفال والطلبة تجاوبوا كثيرا مع نداءات مصالح ولاية باتنة، في الحضور بقوة لحملات النظافة، التي أشرف عليها والي باتنة شخصيا محمد بن مالك، على مدار أكثر من 12 أسبوع متتالية، عكست حرصه الشخصي على ترسيخ هذه الثقافة لدى المجتمع، داعيا المواطنين إلى التطوّع في هذا المجال، حيث أسفرت حملة النظافة الكبرى عبر كل البلديات الـ61، على رفع أكثر من 1100 طن من النفايات المنزلية وبقايا مواد البناء، وذلك بهدف إزالة النقاط السوداء خاصة تطهير الوديان والمفارغ العشوائية للنفايات المنزلية والصلبة المتواجدة بالفضاءات العمومية والأحياء السكنية، وكذا المنتشرة على حواف الطرقات العمومية والمسالك، والأسواق الجوارية والأماكن المحاذية لها، وعلى طول محيط مداخل المدن ومخارجها.
العملية خصص لها أزيد من 200 شاحنة و60 رافعة و250 عون دُون الحديث عن المُتطوعين من مختلف الجمعيات والمواطنين إذ تمّ إحصاء أكثر من 100 نقطة سوداء ببلدية باتنة لوحدها شوّهت الوجه الحضري للمدينة، حيث لاقت الحملة استحسانا واسعا من طرف سكان الولاية، مُؤكدين أن باتنة بدأت تستعيد وجهها الحضري والجمالي، بفضل هذه الحلة التي بادرت بها مصالح الولاية التي رافق مسؤولها الأول عمال النظافة والمواطنين في هذه الحملة منذ بدايتها، مؤكدا على أهمية الحفاظ على المحيط، داعيا المواطنين والمجتمع المدني للمساهمة بقوة فيها باعتبارهم شريك فعّال في إنجاحها.
بدورهم المواطنون تجاوبوا مع انطلاق حملة للتنظيف معتبرين إياها خطوة مهمة لإعادة الاعتبار للولاية التي عانت خلال السنوات الأخيرة من غياب كبير لمثل هذه الحملات المهمة وانتشرت فيها الكثير من النقاط السوداء المشوّهة للمنظر العام والوجه الجمالي لمدن باتنة وشوارعها مُلحين على أهمية التحسيس بعدم الرمي العشوائي للنفايات في الطرقات وعلى حوافها واحترام مواقيت رمي النفايات المنزلية.
الحملة حقّقت الكثير من أهدافها خاصة رفع النفايات الصلبة ومُخلفات أشغال البناء التي يقوم بها المُواطنون دُون استكمالها برميها في الأماكن المُخصصة لها خارج المدن، ويبدو أن المسؤول الأول على الهيئة التنفيذية قد نجح في حشد همم المواطنين والجمعيات وعزّز ثقافة التطوّع للصالح العام لديهم، شاركت فيها كافة المصالح المعنية من بلديات الولاية، ومديرية البيئة والأشغال العمومية إلى جانب مقاولات خاصة ومنخرطين في جمعيات بيئية محلية ومتطوعين.
ودعا بن مالك المسؤولين المحليين إلى ضرورة إيلاء ملف النظافة الأهمية التي يستحق باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المحلية وإشراك المواطنين فيها إضافة إلى تثبيت حاويات صغيرة بمحاذاة محطات النقل وعبر الاحياء والتجمعات السكانية ومختلف الأماكن العمومية لضبط سلوكيات الرمي العشوائي لتحقيق نظافة المحيط والتخلّص من مخلّفات هذه النفايات الضارة.
كما أضاف، أن نجاح هذه الحملة الخاصة بالنظافة مرهون بمدى مساهمة المواطنين والمجتمع المدني ولجان الاحياء، في التحسيس بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط واتباع السلوكيات الحضرية التي تحافظ على الوجه الحضري للمدن وبريقها المفقود بسبب غياب ثقافة النظافة والحفاظ على البيئة وحماية المحيط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024