تتحدّى معركة العصرنة والاندثار

الحرف التّقليدية تعيد المجوهرات إلى الواجهة

 رغم التّقنيات والتّكنولوجيات الجديدة التي اقتحمت صناعة الحليّ والمجوهرات في الجزائر - كغيرها من دول العالم - إلاّ أنّ الحرفة اليدويّة لا تزال تصارع الزّمن للحفاظ على التّقاليد، من خلال اكسسوارات لا طالما تباهت بها النّسوة في الجزائر، والمتمثلة في الحلي، «كخيط الرّوح»، «الخلخال»، «السخاب»، «كرافاش بولحية»، «الشّدة التلمسانية»، «الشّماسة» و»محزمة اللويز»، وغيرها كثير التي تأبى الاندثار، والتي تتوارث من جدّة لأم إلى ابنة.

ويسعى المهتمونّ بالتراث، وبعض ورشات صناعة الذّهب والفضّة، إلى إدخال لمسات عصريّة جديدة على الحليّ الجزائريّ التّقليديّ، كقاعدة يتم الانطلاق من تصاميمها، للحصول على تصاميم أخرى أكثر عصريّة، تعرض في الخارج، وتنافس الحليّ العالميّ في الأسواق الخارجيّة، مع ضرورة المحافظة على أساس فكرة الحليّ وعدم الخروج عن سياقها.
ورغم كلّ التّطوّرات والموضة التي غزت منصات التّواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، إلاّ أنّ بعض الحليّ الذي بدأت ورشات صناعته في الجزائر منذ عصور، لم يندثر وبقي مطلوبا حتّى من طرف الأجيال الجديدة، حيث تبقى المرأة العنصر الأول المحافظ على التّقاليد من خلال هذه الصناعات.
كما أنّ الحليّ الأمازيغية، إضافة إلى الحلي التقليدية لبعض المناطق الجزائرية، كـ «تلمسان» و»قسنطينية» و»المدية»، و»أولاد نايل»، تبحث عنها النّساء دون الرّغبة في إضافات عصرية لها، مثل «المحزمة»، و»الشنتوف»، و»المسكية»، و»الشّدة التلمسانية» التي صنّفت في اليونسكو ضمن التراث الأمازيغي.
كما يبدو أنّ هناك مساع جادّة لتطوير صناعة الحليّ، فصناعة المجوهرات في الجزائر لها طابع عالميّ ومعايير عالمية، كما تسعى الجمعية الوطنية للحرفيين وتجّار الذّهب إلى توسيع مكاتبها وتمثيلها عبر القطر الوطنيّ، بعد أن فتحت 35 مكتبا وطنيا، وذلك قصد استهداف فتح الأبواب للسّوق الإفريقيّة، وبذلك تكون أوّل خطوة من إفريقيا لاقتحام الحليّ التقليديّ والعصريّ للجزائريين ضمن السّوق العالمية.ونظرا لنقص المادّة الأوليّة سواء فيما يخصّ الفضّة أو الذّهب، تحضّر الجمعيّة الوطنيّة للحرفيين لتجسيد الكثير من المشاريع، من أجل فتح سوق المعادن النّفيسة في الجزائر، من خلال وضع آليات لتوفير المادّة الأوّليّة، وتنظيم نشاط هؤلاء الحرفيين والتّجار.
مع العمل على استقطاب خرّيجي الجامعات المختّصين في الهندسية لرسم وهندسة تصاميم فنّية جميلة وعصريّة لحليّ يتماشى مع أذواق الأجيال الصّاعدة في الجزائر والعالم ككلّ.
وهو ما يساهم في التّرويج للموروث الثقافيّ العريق الذي تزخر به بلادنا، وإلى إبداع أنامل حرفييها للوقوف على إرث الأجداد وإظهاره بأحسن هيئة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024