في رسالة للشباب.. الدكتورة النفسانية كريمة جازولي:

المخدرات.. هذه هي طريق الموت..

حاورتها: أم الخير- س

تقود الأخصائية العيادية، كريمة جازولي، الحملات التحسيسية لمواجهة خطر إغراق التراب الوطني بالمخدرات والمهلوسات، ضمن نشاط متواصل لديوان مؤسسات الشباب، حول نشاطها ومجال تدخلاتها لتحسيس وتوعية الفئات المستهدفة، بالحرب الإجرامية المعلنة ضد الشعب الجزائري، تحدثت الدكتورة كريمة جازولي لـ»الشعب»، عن مخاطر المخدرات على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للمتعاطين، وحتى على المجتمع.

-  بداية، كيف يقع الشخص في فخّ تعاطي المخدرات الإدمان عليها؟
 المخدرات هي كل مادة سامة، طبيعية كالقنب الهندي، أو صناعية كالأدوية المهلوسة، تسبب فقدان الوعي والإدراك، حسب المادة المتناولة والكمية المتعاطات، في السابق كنا نتحدث عن الإدمان، أما اليوم نتحدث عن درجة أكثر خطورة من الإدمان، والتي سمتها تقارير المنظمة العالمية للصحة بـ»التعلّق».. المرحلة التي يصل إليها المتعاطي، عبر مراحل، تبدأ خطوتها الأولى من التعاطي المناسباتي، ثم التناول الاعتيادي، فالإدمان، إلى التعلّق، حيث يصبح الحصول على المادة المخدرة في مرحلة التعلّق، محور حياة الشخص المتعاطي، وهنا مكمن الخطر، حيث يتحول الشخص المتعاطي إلى مجرم، فيسرق أو يقتل من أجل الحصول على النشوة.

-  هل يمكن كسر سلسلة مراحل الإدمان قبل فوات الأوان؟
 على كل حال التخلص من الإدمان، ممكن، على الرغم من صعوبته التي تتباين من شخص إلى آخر حسب درجة وعيه بالخطر والإرادة الموجودة لديه للعلاج من الإدمان، لكن الأهم هناك دائما فرصة للحيلولة دون الوقوع في فخّ الإدمان، وذلك في مرحلة التعاطي المناسباتي، إلى مرحلة التناول الاعتيادي، أين يكمن دور الأسرة ويتجلى في الحذر واليقظة، ومراقبة أبنائهم، حيث يمكن للأسرة والأولياء التنبه إلى التغيرات التي تطرأ على سلوكات وتصرفات الأبناء، من حيث تراجع نتائجهم الدراسية، أو مستوى اتقانهم لعملهم، وكذلك التأخر في الدخول إلى البيت، والأشخاص الذين يخالطونهم.

- ما أهم الملاحظات التي تسجلينها كقائمة على النشاطات التحسيسية والتوعوية حول مخاطر المخدرات؟
 في الحقيقة، لاحظنا أن فئة كبيرة من الأطفال والمراهقين، مستهدفة من طرف شبكات الترويج للمخدرات التي يبدأ عملها باستدراج ضحاياها وتعويدهم على تناول المادة المخدرة، ثم استغلالهم في نشاطاتهم الإجرامية في اخفاء المهلوسات، نقلها وحتى توزيعها.
والملاحظ أيضا أن عمل هذه الشبكات محكم ومنظم، فهم يستهدفون الفئات الهشة اجتماعيا والتي لا تثير الشبهة وانتباه عناصر الأمن، ومن المستهدفين بخطط الشبكات الإجرامية الفتيات، الغريب أن الأولياء يعارضون فكرة أن الإناث في منآى عن هذا الخطر، مقابل ذلك هناك عدد غير معقول من الفتيات المراهقات اللواتي وقعن ضحية للأدوية المهلوسة.

-  أين تكمن مخاطر ادمان المخدرات والأدوية المهلوسة؟
 المعلوم أن الأدوية المهلوسة تستعمل لغرض طبي، وحتى من توصف لهم من المرضى يعانون من أعراضها الجانبية، فكيف بالنسبة للأصحاء الذين يتناولونها من أجل الحصول على المتعة والنشوة المؤقتة، التي لديها الكثير من الأعراض الجانبية والمخاطر الصحية، التي نذكر منها مشاكل في الاستيعاب والوعي، نرفزة، قلة النوم، نقص الرغبة الجنسية، ٱلام الرأس، رجفة، ضعف الذاكرة، مشاكل في الرؤية، مشاكل القلب والتنفس.
حتى أنها قد تؤدي إلى الوفاة في حال تناول جرعات زائدة أو حالات تداخل الصنف الطبي مع أدوية أخرى أو إصابة المتعاطي بحساسية للصنف الدوائي أو أي مرض آخر غير مكتشف.

-  بالنسبة للنساء، ماهي مخاطر تعاطي المخدرات والمهلوسات؟
 واضح أن للمخدرات تأثيرات سلبية على جسم المرأة، خاصة إذا علمنا أن التركيبة المرفولوجية للمرأة تختلف عن الرجل، حيث يتفاقم الخطر، وتصبح المرأة التي تتعاطى المهلوسات عرضة للإضطرابات الهرمونية التي تعد سببا في الإصابة بأنواع معينة من السرطانات النسائية، ولها أثر سلبي أيضا على الخصوبة والإنجاب، وحتى الرضاعة الطبيعية، حيث تفقد المرأة التي تتعاطى المهلوسات حلم الأمومة في حال فاتها الأوان على التخلص من معضلة تناول المخدرات والمهلوسات.

-  لدى تنشيطكم للحملات التحسيسية، هل هناك اهتمام واستجابة من المتلقين؟
 أكيد، وذلك يلاحظ من خلال الأسئلة التي يطرحها الجمهور المستهدف بالحملات التحسيسية من تلاميذ وطلبة جامعيين وغيرهم، ومن خلال أسئلتهم أدركنا أنهم على دراية ومعرفة كبيرة بالمخدرات وأنواعها، لكنهم يفتقدون إلى الوعي بخطورتها، الأمر الذي يستلزم التوجيه والمرافقة والتكثيف في العمل التحسيسي والتوعوي.

-  ما الفرق بين تعاطي المخدرات الطبيعية والمخدرات الصناعية على غرار الأدوية المهلوسة؟
 أولا تعاطي المخدرات الطبيعية لا يشبه تعاطي المهلوسات، فالأول يعطي نشوة ظرفية لساعات ويستطيع المتعاطي التخلص منه تدريجيا، بينما تعاطي المهلوسات وهي الأدوية الصناعية الكيميائية يصبح اعتياديا ويطلبه الجسم، لدرجة أن الشخص المتعاطي لن يتحكم في نفسه ولا يستطيع إدارة الوضع الذي يكون فيه إلا بالحصول على المخدر، أو بالتكفل به.

-   كيف يكون هذا التكفل؟
 التكفل بضحايا المهلوسات وكافة أنواع الادمان، يكون عبر مركز الوسيط للعلاج من الادمان ومكافحة، حيث يوجد أطباء نفسانيين ننسّق معهم من أجل التكفل بالحالات التي وقعت في فخّ الادمان، من خلال اتباع مسار طبي علاجي، تكون الأسرة عماده، وفي كل الحالات لابد من توفير بيئة اسرية واجتماعية مناسبة للمدمن من أجل التخلص من الإدمان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024