جامع الطبانة بمستغانم

منارة تاريخية تلقي بأنوارها

يعتبر مسجد الطبانة أو كما يحلو للبعض مناداته بالمسجد المريني من أهم المنشآت الاسلامية في ولاية مستغانم، حيث يعد واحدا من بين أقدم المساجد في الولاية، شيّد هذا الجامع في عهد السلطان أبي عبد الله بن أبي الحسن بن سعد المريني الملقب بأبي العنان في القرن الـثامن الهجري عام 742 هـ الموافق لـ 1340م.
يتربّع هذا الصرح الدينيّ على مساحة تقدر بـ 1200 متر مربع، كما يحتوي على 450 عمود وهو مغطى بسقف من الخشب الأحمر يرفعه 45 عمودا تتخلله قاعة الصلاة بها 52 سارية، وتعلو جدار الواجهة البحرية 8 نوافذ تطل على منحدر صخري ينتهي عند سريان وادي العين الصفراء، الذي يصب في البحر، كما تقسّم مقصورة الإمام بين قاعتي الوضوء والصلاة، أما المئذنة المشكلة من 8 أصلع بجوفها سلم يرتفع في شكل حلزوني متكون من 79 عتبة.
ويقال إنّ أحد الأئمة عثر على صفيحة رخامية طولها لا يتعدى 60 سم وعرضها 40 سم كانت مرمية في البلدية، كتب عليها نص بالخط العربي المغاربي، واسترجعها لتثبت على يمين المحراب بعد تنظيفها، وهذا نص ما كتب في الصحيفة الرخامية:
«أمر ببناء هذا الجامع المبارك وشيّده مولانا السلطان الأعدل عبد الله أمير المسلمين والمجاهد في سبيل ربي العالمين، ابن الحسن ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل ربي العالمين، أبي سعيد ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل ربي العالمين، أبي يوسف عبد الحق، وصلى الله على نبيه وبلغه من فعل الخير بعينه ومقصوده، وذلك في عام اثنين وأربعين وسبعمائة 742هـ».
خلال فترة احتلال القوات الفرنسية للجزائر حاول المستعمر طمس كل ما له علاقة بالدين وبالهوية الجزائرية، حيث سعى جاهدا لتغيير كل ما له علاقة بهوية وثقافة الشعب الجزائري، وبالفعل تم تحويل الجامع إلى مركز لتجميع الأسلحة والذخيرة وكان يستعمل ايضا كفضاء لاستراحة العساكر الغزاة والمستوطنين الرعاع، ويقال إنّه حوّل في فترات أخرى إلى إسطبل للحيوانات.
وبعد استرجاع البلاد لسيادتها فتح المسجد أبوابه من جديد للمصلين، وأقيمت فيه الصلوات وحلقات الدين، كما تم تصنيفه كمسجد اثري في ولاية مستغانم سنة 1979م.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024