توزيع مستلزمات رمضان والتحضير لـ «كسوة العيد»
ترسيخ صورة جديدة للتّضامن والتّكافل الاجتماعي في شهر الرّحمة
من الجمعيات الخيرية التي تنشط بقوّة في وهران، بالرغم من حداثة نشأتها، جمعية «إيثار» الخيرية التي استهلّت الشهر الفضيل بإدخال الفرحة والتخفيف من عبء العوز والحاجة على كثير من العائلات، مع الحرص الشديد على تقديم المساعدة بكل تواضع وكتمان الى مستحقيها، بعيدا عن تطفل الكاميرات وفضول مواقع التواصل الاجتماعي.
تقوم جمعية «إيثار» الخيرية التي يرأسها الفنان التشكيلي رفيق بوريش، على دعم ومساندة الفئات الهشّة والعائلات المعوزة على مستوى ولاية وهران، بتقديم ما تيسّر من مساعدات تخفّف عنهم وطأة الفقر والحاجة، في موسم الرحمة والبركة، من مواد غذائية وألبسة وأفرشة وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من لوازم المعيشة اليومية.
ومع حلول شهر رمضان الكريم، يضاعف أعضاء جمعية «إيثار» من جهودهم ومساعيهم الخيرية والتطوعية بهدف توفير أكبر قدر ممكن من المساعدات للعائلات الضعيفة أو المنعدمة الدخل.
وقال رئيس جمعية «إيثار» في تصريح لـ «الشعب»، إن عملية توزيع إعانات رمضان قد انطلقت في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، حيث استفادت أكثر من 100 عائلة من مختلف أحياء وهران من قفة رمضان، تم توزيعها في سرية تامة بعيدا عن النشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام حفاظا وصونا لكرامة إخواننا المستفيدين».
ويتكون صندوق الطعام من حقيبتين من المواد الغذائية المختلفة التي تستعمل في إعداد اطباق رمضان، إضافة إلى كيس من الدقيق الأبيض بوزن 7 كيلوغرام وقنينة زيت بسعة 5 لتر، بقيمة إجمالية تقدّر بـ 6500 دج.
وتشكّل هذه المحطة حسب رفيق بوريش «المرحلة الأولى في عملية التضامن الخاصة بشهر رمضان الفضيل، في انتظار تجميع مواد أخرى وتوزيعها، الى جانب التحضير لمحطة كسوة العيد للأطفال خاصة».
واشار رئيس الجمعية إلى أن ارتفاع الأسعار الذي عرفته الأسواق في الآونة الأخيرة جعل الحاجة في تزايد وقائمة المعوزين والعائلات الضعيفة الدخل تطول يوما بعد يوم، كما أدى إلى نقص في المؤازرة وتقديم المساعدات، لكن يبقى الخير قائما في الكثير من المحسنين من مواطنين وتجار ومسؤولي مؤسسات الذين ساهموا في العملية».
وتعتمد جمعية «إيثار» في عملياتها التضامنية على قوائم المستفيدين التي هي في تزايد مستمر، وستشكل مستقبلا حسب بوريش «السجل الذي سيعتمد عليه في تجسيد مشروع بنك الطعام الخيري».
لقد أسّست الجمعية خصيصا من أجل هذا المشروع، الذي سيساهم حسب رئيسها في تخفيف وطأة المعاناة على الكثير من العائلات المعوزة ويحفظ كرامتهم كونه «يقوم على أساس إنشاء فضاءات خاصة شبيهة بمراكز التسويق، أين يمكن للمعنيين بالأمر من ذوي الدخل الضعيف والعائلات المعوزة اقتناء أسبوعيا أو نصف شهري، وفقا لمبلغ معلوم، موادا غذائية بواسطة بطاقية رقمية مدونة في سجل تُسيّره الجمعية».
ويمكن - يضيف بوريش - «تمويل هذا المشروع بمشاركة المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة المتخصصة في الصناعات الغذائية، وغيرها من المجالات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى مصالح الشؤون الاجتماعية للبلديات، لجان الأحياء والمتطوعين والجمعيات الخيرية الأخرى».
هذا «في انتظار التفكير في آليات أخرى تقدم مناصب شغل وتكوينات لهؤلاء لإخراجهم نهائيا من دائرة الفقر والعوز».
وفي سياق آخر، يعرض رفيق بوريش حاليا 32 لوحة من أعماله للبيع، بحيث تحول 50 بالمائة من قيمة المبيعات إلى رصيد جمعية «إيثار» حتى يواصل أعضاؤها تجسيد عملياتهم التضامنية المبرمجة على طول السنة.
فقد قامت «إيثار» - يقول رئيس الجمعية - بتوزيع الافرشة والالبسة الشتوية على الاشخاص بدون مأوى خلال موجة البرد التي عرفتها وهران في فترة سابقة، إضافة الى عمليات التضامن مع المرضى المقعدين من خلال توزيع الكراسي المتحركة والافرشة الطبية والأدوية وغيرها من المعدات».
وعن مشاركة الفنانين في جمعية «إيثار»، كشف بوريش عن جاهزية الأغنية التي كتب كلماتها الفنان الموسيقار أمين دحام، وهي الأغنية الدعائية الاشهارية لهذا المشروع، وسيقوم أمين دحام باختيار مجموعة من الأصوات الجزائرية لتسجيلها وتقديمها للجمهور.
للإشارة، يعتبر الفنان التشكيلي رفيق بوريش من بين الناشطين الاجتماعيين المعروفين على مستوى الباهية وهران، فهو يسير منذ 25 سنة على خطى والدته السيدة مريم، المعروفة بنضالها المستميت من خلال الجمعية الخيرية في سبيل اليتامى والأرامل والشباب البطال والعائلات المعوزة، منذ أكثر من أربعين سنة، وما زالت اليوم تحرص على تدعيم كل المبادرات الرامية إلى التخفيف من عبء الحياة على الكثير من سكان وهران، وهي من غرست قيم التضامن والإيثار في كل أفراد عائلتها صغيرا وكبيرا.
