القطيعة مع السلوكيات السيّئة

رمضان.. فرصة للإقلاع عن العادات السلبية

أم الخير س.

التدخين.. يمكن تركه إن توفرت الإرادة

يعلن الصائمون، عادة، بحلول شهر رمضان، عن قرارات وتحديات، يرفعونها بمناسبة الشهر الفضيل، منها تحديات خاصة، بالقطيعة مع سلوكيات سلبية وعادات سيئة، يشغل تركها بال الصائمين، منها، اعتماد نظام غذائي صحي، والاقلاع عن التدخين.
يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للتغيير وتدريب النفس على الطاعات والعبادات والالتزام بها، حيث يجده كثير من الشباب فرصة سانحة للإقلاع عن التدخين والسلوكات الطائشة التي تواجه بكظم الغيض والتحكم في الغضب، في حين يجده آخرين، فرصة لاتباع حميات غذائية صحية خالية من المواد المضرة للحفاظ على سلامة الجسم ورشاقته، كما تجده النساء فرصة للعناية بجمالهن واستراحة البشرة من مواد التجميل الاصطناعية.
فرصة التغيير
في استطلاع لانطباعات عينة من الشباب والنساء، حول قراراتهم وتحدياتهم بمناسبة الشهر الكريم، عبّر العديد من الشباب عن رغبتهم في ترك بعض العادات السيئة، من بينهم مصطفى (45 سنة)، الذي أوضح لنا في كلامه متبسما، «نعم، قررت أن أقلع عن التدخين، هذا الشهر، وأتمنى أن لا تخونني الإرادة بعد أن نجحت في ذلك طيلة الأسبوع الأول من الشهر الكريم»، ويحاول مصطفى على حد قوله، التحكم في رغبته الشرهة اتجاه السجائر، من خلال الإكثار من العبادات بعد الافطار، وتجنب السهرات الرمضانية، التي لا تخلو من التدخين والسجائر، قائلا: إنه اشتاق إلى السهر مع رفاقه، غير أن اللقاء بهم لن يكون إلا بعد التعود على الإقلاع عن عادته السلبية.
وهي الحال بالنسبة، لمجموعة أصدقاء، قرروا الاقلاع جماعيا عن التدخين، ودعم بعضهم البعض في هذا التحدي، حيث قال مختار ومراد إنهما يشغلان نفسيهما بالأعمال التطوعية رفقة ثلاثة من رفاقهم، حيث يلتقي الرفقاء قبل الافطار لتوصيل وجبات طعام للمرضى ومرافقيهم في المستشفيات، ثم يعودون بعد العشاء إلى المصالح الاستشفائية، ليتفقدوا الوضع مع هذه الفئة إن كان يلزمها شيء، من أدوية أو مقتنيات مختلفة، كما يساهم الفريق ايجابيا في حملات التبرع بالدم والبحث عن متبرعين آخرين.
وفي واقع الأمر، فإن فكرة الإقلاع عن التدخين، راودت صديقا لهم، قبيل حلول الشهر الكريم، لدى محاولته التبرع بالدم لأحد أقربائه، وتفاجأ أن دماءه لن تكون صالحة للتبرع بسبب احتمالية عدم سلامتها من السموم، الناتجة عن التدخين والمواد المخدرة، حيث يقول فؤاد: «لطالما اعتبرت نفسي انسانا صالحاً، لمجرد أنني لا أؤذي غيري، لكن ما الفائدة من ذلك إن لم أستطع مساعدتهم بسبب أخطاء ارتكبتها في لحظات طيش، وعلى أساس ذلك قررت أن أتغير إلى الأفضل، حتى أكون إنسانا صالحا ومفيدا في المجتمع».
ويعتبر قرار الاقلاع عن التدخين، أهم قرار يتخذه الشباب بحلول الشهر الكريم، فمنهم من يفلح في ذلك ويواصل تجربته بنجاح أيام الفطر، ومنهم من يضعف أمام الظروف وحالات الغضب، هذه الأخيرة كانت محل استجواب لعينة من الناس، حول كيف يواجهونها خلال ساعات الصيام، لاسيما وأن المعروف، أن الغضب والملاسنات الكلامية تحتل مكانة كبيرة في شوارعنا، حيث يقول عنها جيلالي (بائع فواكه)، «حين تنشب ملاسنة بين الباعة المتجولين والزبائن، أتدخل بأعلى صوتي مازحا أو مطلقا نكتة ما لأثير انتباههم، قليلا ما أتدخل لتفرقة النزاع جسديا، يكفي أن يكون صوتي عاليا على أصواتهم ومثقلا بالمزاح حتى أراهم يسكتون ثم يتسامحون»، ويضيف: «لا شيء يستحق أن نغضب من أجله خاصة ونحن صائمون».
ومن العادات السلبية والسلوكيات السيئة، ما تمتلئ به الشوارع والأسواق من ملاسنات حادة، تسمع منها ما لا يرضي آذان الصائمين من كلام بذيء، يقول عنها «سيد أحمد» أنها من أسوء العادات وأبشعها، لدرجة أنها تجعل من الشخص الذي يتفوه بها، إنسانا منبوذا ومحتقر، قائلا بحكم تجربته، أن أيام رمضان، لا تخلو من سوء التفاهم واللاتواصل بين الأشخاص، بدل من أن تكون أيامه المباركة فرصة للتفاهم والألفة والتواصل وإشاعة الكلام الطيب والمعاملة الحسنة.
لمواجهة هذه السلوكيات السيئة، بادر فريق من الشباب والطلبة، إلى التوعية والتحسيس لتجنب الألفاظ البذيئة، من خلال ملصقات تدعو إلى الإكثار من ذكر الله وتجنب سب الذات الإلهية والكلام البذيء، في مؤشر محمود يثنى عليه، ويعكس تمسك فئة الشباب بالعادات والسلوكيات الحميدة.

تبحثن عن الجمال في رمضان

للنساء نصيبهن من التغيير خلال الشهر الفضيل، فإن كانت أغلب النسوة تمضين أوقاتهن في الطبخ والأشغال المنزلية، فذلك لا يثنيهن عن التفكير والاهتمام بجمالهن ورشاقتهن، حيث تمتنع البعض منهن عن الأكل بشراهة وإفراط، حتى لا تكتسبن وزنا زائدا.
 في حين تتخلى كثير من النساء خلال الشهر الكريم عن مساحيق التجميل، ليس لكرهه شرعا إنما لراحة بشرتهن من سموم مساحيق التجميل، حيث تقول نادية إن الشهر الكريم فرصة لراحة البشرة من المساحيق، واستعادة النظارة والحيوية، حيث تعتبر «نادية» الاستغناء عن مساحيق التجميل من العادات الحسنة التي تعتمدها خلال شهر رمضان، للعودة إلى الطبيعة واكتساب جرعات إضافية من الثقة بالنفس.
ويأتي الاهتمام بالرشاقة والجمال والصحة الجسدية، في مقدمة الأمور التي توليها النساء عناية خاصة خلال شهر رمضان، حتى يتحقق ظهورهن بعد الفطر، بملامح مضيئة ومتغيرة، تنطبق عليها المقولة الشعبية المتداولة «خرج عليك رمضان»، وعليه تحرص النساء العاملات وربات البيوت، أن يكون طعامهن صحيا على الرغم من ما تمتلئ به مائدة الافطار من أطباق شهية ومتنوعة، حيث تقول محدثتنا نادية إن من بين العادات السيئة التي يتخلى عنها الصائمون في رمضان، الأكل السريع خارج البيت سواء بحكم الظروف أو بدونها، فضلا عن التقليل من شرب القهوة واستبدالها بالشاي الأخضر أو منقوع الأعشاب الطبيعية.
كما يغتنم بعض الصائمون فرصة الشهر الفضيل، من أجل اتباع حمية غذائية خالية من السكر والملح والمواد الاصطناعية على غرار المضافات والملونات الغذائية، على أمل أن يستمروا في هذا السلوك الغذائي المحمود والمفيد للصحة، بالنسبة للمرضى والأصحاء، بعيدا عن اغراءات موائد الافطار الشهية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024