برزت ظاهرة جديدة من مظاهر التبذير في استعمال وشراء المواد الغذائية لدى الأسر الخنشلية تزامنا مع الندرة التي شهدتها الولاية خلال فترات متقطعة في مجموعة من المواد الغذائية سواء مجتمعة أو كل مادة على حدة، حيث تسبّب سلوك «اللهفة» ومضاعفة المشتريات وتخزينها في فساد قناطير وربما أطنان من المواد الغذائية.
وفقا لمصادر متطابقة، عثر عمال النظافة بمدينة خنشلة على أكياس من السميد مرمية في حاويات القمامة فسدت بسبب طول فترة تخزينها الناتج عن إقبال عديد الأسر على شراء كميات كبيرة خشية من الندرة في اعتقادها ضاربة بعرض الحائط شروط التخزين وتاريخ نهاية الصلاحية.
وتكرّرت هذه المشاهد المؤسفة في عدد من أحياء مدينة خنشلة بالقطب العمراني الجديد وبوسط المدينة وبأحياء بطريق باتنة ورافقتها في بعض الأحيان عثور هؤلاء العمال على أكياس من الخبز والخبز المحسن لم تستعمل نهائيا بداية الشهر الفضيل، وهي الظّاهرة المؤسفة التي تتكرّر كل رمضان.
وأكد أحد المختصين العاملين في مجال جمع ورسكلة النفايات «محمد-ب « لـ «الشعب»، أنّ ظاهرة التبذير مازالت مستمرة، بل أكثر من ذلك توسعت إلى مواد غذائية أخرى ومنها اللحوم، حيث تمّ العثور على كيلوغرامات من اللحم مرمية بالقمامة فسدت بسبب طول فترة تخزينها وعدم مراعاة شروط الحفظ، إذ يرجح أن تكون لعائلات أقدمت على شرائها قبل شهر رمضان تحسبا لارتفاع الأسعار.
كما تتّخذ ظاهرة التبذير وجها آخر في أوساط العائلات المعوزة ومنعدمة الدخل، فبالرغم من احتياجها إلا أنها لا تملك أي ثقافة لترشيد الاستهلاك والمحافظة على المواد الغذائية، بل ابتكرت ظواهر غريبة ودخيلة على مجتمعنا للاحتيال على مطاعم الرحمة.
وحسب شهادة أحد المتطوّعين في مطاعم الرحمة، تعمد بعض العائلات والمحتاجين الذين يقصدون مطاعم الرحمة للحصول على وجبات الفطور الرمضاني المحمول، على سكب الشوربة في البالوعات وعلى حواف الأرصفة والطرقات والاكتفاء بأخذ اللحم ثم معاودة جلب فطور آخر في نفس الإناء المحمول من مطعم أخر لأخذ اللحم وسكب الشوربة في البالوعات مرة ثانية وثالثة.
ونفس العائلات وفق لذات الشهادة، تعمد على طلب أكبر قدر ممكن من الخبز من هذه المطاعم عند اخذ الوجبات المحمولة لتخزينه ثم بيعه أكياسا بالكيلوغرام لمربي المواشي والحيوانات لاستعماله كعلف للحيوان، في ظاهرة مؤسفة وجدت ضالتها داخل هذه المطاعم التي تعج بالمحسنين والمتبرعين في هذا الشهر الفضيل.
