تلبي طلبات مرتفعة مقابل إمكانات شحيحة.. شرواطي

مطاعم الرحمة.. مقصد العائلات وعابري السبيل بمعسكر

أم الخير. س

شباب جعلوا أوقاتهم أوقافا لخدمة المحتاجين

رخصّت السلطات المحلية لمعسكر، لفتح 32 مطعما لعابري السبيل، عبر تراب الولاية، منها مطاعم استقرت مقراتها عبر شبكة الطرق الوطنية ومحاورها، وأخرى في قلب المدن والبلديات الكبرى.
أسندت تراخيص فتح مطاعم الرحمة، لجمعيات محلية ومحسنين متطوّعين، يشرف على تسييرها شباب جعلوا أوقاتهم أوقافا لخدمة المحتاجين والمرضى وعابري السبيل، دون ملل أو شكوى من التعب والارهاق الذي يصيبهم، لاسيما وأن الأمر يتعلق بإعداد المئات من الوجبات الساخنة يوميا، مصدرها الإعانات التي يقدمها فاعلو الخير أو الإمكانات الخاصة لهؤلاء الشباب، في صورة تعكس أجمل معاني التكافل والتضامن الاجتماعي.
في استطلاع للأنشطة الخيرية الجليلة التي تقوم بها هذه الفئة، عبر مدينة معسكر، اتضحت معاناتها في سبيل توفير أكبر عدد من الوجبات الساخنة، تلبية لطلبات الأسر المحتاجة وعابري السبيل، فضلا عن الأشخاص بدون مأوى الذين تنتهي بهم السبل إلى مطاعم الرحمة، طلبا للقوت.
من بين الشباب الذين سخروا جهودهم لتسيير مطاعم الرحمة بمعسكر، رئيس جمعية «البسمة» للعناية بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، سيد أحمد شرواطي، الذي عبّر عن رضاه بالخدمات التي يقدمها المطعم المتواجد بالقرب من دار القيادة للأمير عبد القادر، دون أن يخفي حزنه لقلة الإمكانات التي تدخل في إعداد الوجبات الساخنة للمحتاجين، مشيرا أن عدد الطلبات التي يوفرها المطعم تقارب السبعين، منها ما يوجه للمرضى ومرافقيهم بالمستشفيات، خاصة إن كانوا ينحدرون من بلديات بعيدة عن مقر الولاية، زيادة إلى الأسر المحتاجة، وهي الفئة الأكبر عددا، ثم عابري السبيل والأشخاص بدون مأوى.
وذكر شرواطي أنه ومع مرور أسبوع من الشهر الكريم، تراجعت كمية المؤونة الغذائية والخضر، في حين لم يعد بإمكان هذا المطعم توفير عنصر البروتين الموجود في اللحوم أو الأسماك، ضمن قائمة الطعام المعدة، المكونة من طبق الشوربة، والطبق الرئيسي والسلطة والفاكهة، وهي الحال بالنسبة لعديد من مطاعم الرحمة التي يخشى مسيروها أن يخذلوا الفئة التي يخدمونها بنشاطهم الخيري، بسبب قلة الإمكانات، خلاف مطاعم أخرى يمونها أشخاص ميسورو الحال وأرباب المال.
وعبّر رئيس جمعية «البسمة» عن حاجة مطعم الرحمة للخضر واللحوم التي لم يعد توفيرها بإمكاناته الخاصة ممكنا، بسبب غلاء أسعارها وارتفاع عدد الوافدين على المطعم من أجل الحصول على الوجبات الساخنة، مشيرا إلى أن هذه الصعوبات لا تمنع فريق العمل المتطوع من مواصلة نشاطه، لاسيما بعد تسجيل استجابة واسعة من مواطنين بسطاء لمساعدة الجمعية الخيرية، من خلال تقديم مساعدات بسيطة، متمثلة في التموين بالخضر والأسماك، بكميات محدودة، لكنها كافية من أجل تنويع أطباق مائدة الافطار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024