المتابعة الصحية الصّارمة زادت الإقبال عليها بالشلف

مطاعم عابري السّبيل..صورة سامية عن التّضامن الرّمضاني

و - ي - أعرايبي

 

 

 

يشكّل المشهد الرّمضاني في صوره التضامنية بعدة مواقع بولاية الشلف سلوكا يلقى معاني الاحترام والتقدير والارتياح بين عابري السبيل والمسافرين، بمحور الطريق السيار شرق غرب ومسلك الطريق الوطني رقم 4، فيما أخذت العائلات المحتاجة زاوية من مظاهر هذه الصور.
 صور التضامن صارت حديث المتتبعين لمشاريع التآزر وخلق أجواء أخوية هبت إليها الجمعيات والنوادي وحركة المجتمع المدني، وبعض رموز الإحسان والنماذج الخيرية التي جعلت من الشهر الكريم فرصة لإدخال الفرحة، وتقوية اللحمة الإجتماعية بين الذين افتقدوا الأجواء العائلية لأسباب متعددة، يقول «محمد» و»خالد»، وهما من نشطاء المجتمع المدني الذي ترك بصماته في الأعمال الخيرية في مواسم تدهور الظروف المناخية والحرائق التي شهدتها الولاية في الصائفة المنصرمة.
هذه الأعمال اتّخذت أشكالا متعدّدة وشهر رمضان كان مناسبة لإحياء هذه المشاهد، حيث عملت عدة جمعيات نشيطة وشخصيات معروفة بعملها الخيري على تنظيم الإفطار الجماعي لعابري السبيل والمسافرين في مسلك السيار شرق غرب والطرق الوطنية رقم 11 الرابط بين تيبازة مرورا بعين الدفلى ومناطق بني حواء وتنس وسدي عبد الرحمن، إلى غاية مستغانم ووهران على الجبهة البحرية، بالإضافة إلى الطريقين رقم 19 و4 اللذين يشهدان حركة مرورية نحو الجزائر العاصمة وتسمسيلت.
ويعمل الناشطون على توقيف حافلات المسافرين على الخطوط الطويلة، كما هي الحال بواد الفضة وواد السلي وبوقادير والشلف، وبلدية تنس والمرسى، واستقبال راكبيها واستدراجهم نحو مواد إفطار جماعية صارت مصدر فخر واعتزاز بهذه المظاهر التي لقيت إقبالا كبيرا كما عاينّاه ببلدية واد الفضة وحرشون، وانتشرت أصداؤه في منطقتي واد السلي وبوقادير والشلف، خاصة بمقر جمعية رعاية الطفل بحي السلام المعروف بـ «البقعة» على مسلك الطريق الوطني رقم 19 باتجاه تسمسيلت.
كما فتح هذا الفضاء التضامني للعائلات الميسورة أو تلك التي تقطعت بها السبل على زيارة هذه المائدة التي صارت من تقاليد عدة جمعيات نشيطة في العمل والمبادرات الخيرية التي تلقى استحسان الجميع.
وخلّفت هذه المشاهد ارتياحا لدى زائري هذه الموائد، ولقيت من جانب آخر، دعما ماديا سواء أكان نقدا أو مواد غذائية وخضر من طرف المحسنين والتجار والفلاحين، الذين لم يتأخروا عن تقديم الدعم والمساندة كما يفعل اتحاد الفلاحين والغرفة الفلاحية، كلما دعت الظروف والمناسبات، كما يقول الحاج «قويدر» و»عمر»، و»سفيان» الذي دأب مع والده تقديم هذا الدعم مع كل رمضان.
هذه المظاهر التضامنية التي عرفت مشاركة واسعة من طرف الشباب البطالين والجامعيين والمهنيين في الطبخ وتحضير الوجبات الغذائية، تلقى استحسان متتبعي هذا العمل التضامني والخيري خاصة عابري السبيل والأسر المحتاجة التي أنهكتها ظروف الأسعار ومتاعب التسوق بفعل محدودية الدخل الضعيف رغم الإجراءات العملية التي مست الأجور مؤخرا، والأنشطة الردعية لأعوان المراقبة للحركة التجارية التي عادت بقوة.
أمّا بخصوص متابعة المصالح الصحية وأعوان النظافة، فقد علمنا أن توسيع التفتيش والمعاينة الميدانية لهذه المواقع والفضاءات التضامنية طمأنت النفوس المتخوفة من التسممات الغذائية، هذه المشاهد رفعت من درجة الثقة والإقبال الكبير على موائد الإفطار بالولاية.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024