تحرص فعاليات المجتمع المدني والمحسنين والسلطات الرسمية بولاية باتنة على الإكثار من فتح مطاعم الرحمة لضمان أجواء صيام جيدة لعابري السبيل والمعوزين، خاصة في ظل ارتفاع بعض الأسعار الخاصة بالمواد الغذائية، الأمر الذي قد يحول دون تحضير العائلات المعوزة لمائدة إفطار، ما يجعل من هذه الفعاليات تبادر إلى فتح مثل هذه المطاعم.
تصدّرت ولاية باتنة الترتيب الوطني في عدد مطاعم الرحمة التي تم فتحها هذه السنة، حيث فاق عددها 80 مطعم رحمة، ولا تزال عمليات فتح المطاعم متواصلة عبر عدة بلديات ومحاور مرور مهمة من طرف المُحسنين والجمعيات وبعض الفاعلين، حسب مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محمد لمين رحايلية، استوفت ملفاتهم الشُروط المعمُول بها، حيث أنّ عملية فتح المطاعم حسب المدير تبقى مُستمرة طيلة الشهر إذا ما التزم الراغبون في فتحها بشروط النظافة والصحة العامة.
وكانت حسب رحايلية اللّجنة المُختصة بالمُوافقة على هذه الطلبات، قد أكدت على التزام اصحابها بالشروط الصحية، ما يجعل من الولاية باتنة تُوفر أكثر من نصف مليون وجبة إفطار لعابري السبيل والفئات المُعوزة، وهي وجبات ساخنة ومنوّعة بعضها تقدّم لعابري السبيل، والبعض الآخر تقدّم للعائلات مباشرة وبصفة يومية لتمكينها من إفطار صحي ومنوّع وشهي.
وتُساهم الجمعيات الخيرية والتضامنية الفاعلة بقوة في هذه العملية التضامنية، على غرار جمعية تنمية بلا حدود، والتي ستوفر حسب رئيسها بن مهدي ألف قفة رمضان و50 ألف وجبة افطار للصائمين، ونفس الشيء مع جمعية الصداقة من أجل مُكافحة المخدرات لرئيسها عمر غشام.
ونظرا لما يشهده الشهر الفضيل من عمليات تبذير واسعة لمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، بادرت مديرية النشاط الاجتماعي في إطار محاربة التبذير إلى القيام بحملات تحسيسية من طرف الخلايا الجوارية التسع، وهذا على مستوى الأسواق اليومية، حيث يقدمون نصائح للزبائن كما تم التركيز على المساحات التجارية الكبرى وكذا على المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، والتنبيه أنّ مادة السميد مثلا مدة صلاحيتها لا تتعدى 06 أشهر، وتخزينها يجب أن يكون في ظروف مُواتية، وأن السكر ضار جدا للصحة إذا استهلك بطريقة مفرطة، كما أنّ الزيوت عدوة للصحة وتسبب الكثير من الأمراض، مع العلم أن هذه الخلايا تضم أطباء وأخصائيين نفسانيين ومساعدين اجتماعيين.
