حضوره إجباري وقت الإفطار

”المطلوع”..يزيّن موائد الصّائمين بالبويرة

 تعرف تجارة المطلوع انتعاشا ملحوظا بولاية البويرة، حيث أصبحت تلقى إقبالا واسعا في أوساط الشباب الذين اقتحموا هذا القطاع، فانتزعوا الحرفة من المرأة وانتهزوا هذا الظرف لترويج مطلوع الشبان في شهر رمضان المعظم.
وانتشرت محلات إعداد المطلوع بقوة في مختلف مناطق الولاية، واقتحمت خاصة الأحياء التجارية، أين أصبح الإقبال على اقتناء المطلوع من الروتين اليومي للسكان، ويكاد ينافس المخابز، والملاحظ أن النشاط أضحى من اختصاص الشباب الذين انسحبوا من سجن البطالة.
وحسب العارفين في الميدان، فإنّ الإقبال على شراء المطلوع من المحلات مرتبط بعدة عوامل، منها عمل المرأة التي تعود متأخرة إلى بيتها، فلا يكفيها الوقت لتحضير الفطور والمطلوع في نفس الوقت، ولذلك تعد العاملات من أهم الزبائن، فهنّ يفضّلن المطلوع الجاهز خاصة إذا كانت النوعية جيدة، وهي فرصة لإرضاء أزواجهن دون تحمّل مشقة الجلوس أمام “الطاجين”، وتحمّل حرارته لمدة طويلة.
والمعلوم أنّ عديد العائلات البويرية تفضّل المطلوع على منتجات المخابز العصرية، نظرا لطعمه اللذيذ والخفيف، وارتباطه بالتراث الجزائري وخاصة في هذا الشهر الكريم، ومع تغير الظروف واقتحام المرأة لعالم الشغل بقوة، لم يعد إقبال المرأة على شراء المطلوع إنقاصا من قيمتها كرَبَّة بيت، مثلما تقول “رزيقة”، وهي عاملة تؤكّد بأن الأمر أصبح عاديا للغاية بحكم عمل المرأة أو عدم تمكنها من تحضير هذه المادة لأسباب عديدة كتراكم العمل داخل البيت، مشيرة إلى أنّ هناك ماكثات في البيت ولا يتردّدن في شراء المطلوع من المحلات توفيرا للجهد الذي يتطلبه تحضير هذه المادة خاصة في رمضان.
وفي المقابل، هناك من يعتبر الخطوة وصمة عار على جبين المرأة، وهو رأي الحاجة “حورية” التي تقول بأن إقبال المرأة على شراء المطلوع يعتبر عيبا في مفهومنا نحن كعجائز لأنّ المطلوع من الأعمال البيتية الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها، وتعد من النشاطات التي تفتخر بها المرأة قبل وبعد الزواج، وهو مثال لصمود المرأة ووقوفها إلى جانب الرجل خاصة في المحن، كما كان الشأن مع المرأة الجزائرية، التي كانت تحضّر الكسرة والمطلوع لدعم المجاهدين إبان ثورة التحرير المجيدة، ولا ينبغي للمرأة تقول الحاجة “حورية” أن تتخلى عن دورها، الذي يصب في خانة دعم الرجل والوقوف إلى جانبه.
وعن أسعار المطلوع بالبويرة في هذه الأيام المتزامنة وشهر رمضان المعظم، فإنها مرتفعة نوعا ما مقارنة بالأشهر الماضية، حيث أصبح سعرها يتراوح ما بين 50 و60 دج بعدما كان لا يتعدى سعرها 40 دج، مع ميزة الإقبال الكبير عليها من طرف النساء أكثر من الرجال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024