مسجد المبايعة بمعسكر

نقطة انطلاق مقاومة الغزو الإسباني لوهران

بنى مسجد عين البيضاء، المسمّى حالياً مسجد المبايعة الثانية والمعروف أيضاً بمسجد سيدي حسان الباي محمد الكبير بمعسكر يوم 5 ذي القعدة 1195هـ. وجلب له مشيّدوه بنائين من شرشال وتلمسان، وسمي بهذا الاسم لان فيه تمّت مبايعة الأمير عبد القادر، ومن هنا انطلق المجاهدون لتحرير وهران من الإسبان سنة 1205هـ بعد احتلال دام ثلاثة قرون.
وقد أنشئ المسجد في ظروف كانت الجزائر في حالة حرب وجهاد ضدّ الإسبان، فتغنّى به الشّعراء وقيلت فيه القصائد، وقد تمّت في هذا المسجد مبايعة الأمير عبد القادر بن محي الدِّين المبايعة الثانية. كما تعرَّض المسجد إلى عملية تخريب من طرف الاستعمار الفرنسي، وكان من أوّل أعمال الفرنسيين التّخريبية أنّهم احتجزوا هذا المسجد وحوّلوه إلى مخزن للعتاد العسكري.
وفي حفل تدشين المسجد سنة 1791م، حثّ محمّد بن عثمان الطلبة على مواصلة الجهاد وتحرير مدينة وهران من قبضة الإسبان. وحسب ‘’الثغر الجماني’’ فقد استشهد أكثر من 500 طالب من المدرسة المحمدية في معارك التحرير الّتي خاضها الجزائريون في مقاومة الغزو الاسباني لوهران.
واعتباراً أنّ المسجد كان انطلاقاً للمقاومة، فإنّ الأمير عبد القادر اختاره مكاناً لإشهار المبايعة الثانية والّتي تعرف بالعامة. وذلك في شهر رمضان سنة 1248هـ الموافق لـ 4 فبراير سنة 1833م.
وفي سنة 1848م أغلقت السلطة الاستعمارية الفرنسية المسجد وأجّرته ليهودي حوّله إلى مخزن لبيع الحبوب والعلف إلى غاية سنة 1919م، حيث تغيّرت الظروف السياسية وتراجعت فرنسا عن قرارها، وأعيد فتح المسجد وصنّف كمعلم تاريخي في نفس السنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024