عودة قويّة للأطباق الشّتوية بالأوراس

«الدوبارة» و»المحاجب» يكتسحان الموائد الرّمضانية

حمزة لموشي

تعتبر المائدة الأوراسية خلال الشهر الفضيل، من بين أكثر الموائد الجزائرية تنوّعا وثراءً من حيث عدد ونوعية الأطباق التي تُزيّنها، مُختلفة الأذواق والألوان والمُكونات، يتصدّرُها دائما طبق الشوربة بالفريك المعروف وطنيا، والذي شهد هذه السنة خاصة خلال الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل منافسة قوية من بعض الاطباق الشتوية كالدوبارة وأكلة المحاجب بسبب موجة البرد التي اجتاحت الولاية.
 يشتهي العديد من الصائمين خلال الشهر الفضيل بولاية باتنة بعض الاطباق، التي تتميز بثقلها الغذائي وملاءمتها لظروف مناخية معينة على غرار طبق الدوبارة وكذا أكلة المحاجب، وهي الاطباق المعروفة وطنيا بقيمتها الغذائية المرتفعة، والتي تستهلك في فصل الشتاء بقوة، حيث تميز رمضان هذه السنة بعودة هذه الأطباق تزامنا وانخفاض درجة الحرارة في هذه الأيام الاخيرة، ما دفع بربات البيوت إلى الاستجابة لإلحاح أزواجهن وابنائهن الصائمين على تخصيص مساحة من المائدة للأكلتين الشعبيتين.
ويُعتبر طبق الدوبارة الشتوي من بين الأطباق التي زيّنت موائد عائلات كثيرة بباتنة بعد أن أصبح لها محلات خاصة موزعة عبر كل الأحياء الشعبية وحتى الراقية بالولاية تنفد باكرا بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها، وقد بلغ الإقبال على هذه الأكلة الشعبية ذروته مؤخرا بعد تسجيل انخفاض في درجات الحرارة من جهة، ورغبة البعض في تناول اكلة اخرى خلافا للطبق الرئيس، وهو الشربة الذي لم يعد مطلوبا بقوة لدى بعض الصائمين الذين اعتادوا على تناول أكل منوع في شهر رمضان.
وتتكون الدوبارة من مجموعة توابل طازجة يتراوح عددها ما بين 18 إلى 25 نوعا من التوابل، بالإضافة إلى الحمص والفول والثوم والبصل رغم ارتفاع اسعاره هذه السنة، واستبدل ببصل الشلوط المقاوم للزكام، تسيل لعاب الصائمين من عشاقها الذين لا يستطيعون مقاومة رائحتها الزكية المنبعثة من المحلات المنتشرة في كل مكان.
وأكّد بعض أصحاب محلات بيع الدوبارة، أنّ دافع اقتنائها لدى البعض لا يكون دائما بغرض تناولها كطبق حصري بل إرضاء الشهية ورائحتها القوية من الفلفل الأحمر والأخضر والثوم والكمون، وتزيد الطبق سحرا قطع الليمون الأصفر، وحبات الفول.
نفس الشيء بالنسبة لأكلة المحاجب الشعبية التقليدية، والتي تصدرت هذا الموسم الرمضاني اولويات المائدة الاوراسية ذاع صيتها على مُستوى كل الأسر الجزائرية التي تعشق تناولها حارة وساخنة في فصل الشتاء، وتعتبر زينة المائدة المقدمة للضيف العزيز الغالي، خاصة بنهاية الأسبوع التي يكثر تناولها وطهيها، حيث تتفنن فيها أنامل النساء كونها أكلة اقتصادية ولا تحتاج إلى مُستلزمات كثيرة، وهي أفضل علاج للجوع في وقت الشتاء تمد الجسم بسعرات حرارية كبيرة.
وتصنع المحاجب حصرا من البصل والطماطم والفلفل وبعض التوابل، والعجين والمرق المخصص لحشو الحبات، سجّلت حضورا قويا في رمضان هذه السنة بسبب البرد من جهة الشهية المفتوحة للبعض الاخر من الصائمين عليها تقدّم ساخنة بعد تناول كمية قليلة من الشربة بعد الأذان مباشرة كما يهواها الجميع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024