«الرقاق»..الحاضر الأكبر بمعسكر

فخامة موائد الإفطار ليلة السابع والعشرين من رمضان

أم الخير - س

لا يزال أبناء معسكر متمسّكين بالعادات والتقاليد التي تشتهر بها المنطقة، لاسيما في المناسبات الدينية، على غرار الاحتفال بليلة القدر المباركة، حيث يتحراها سكان معسكر ليلة 27 من رمضان، بإعداد العدة لهذا اليوم المبارك.
 يتميّز الاحتفال بليلة 27 رمضان بنفحاته الدينية، حيث تصدح مآذن المساجد بالذكر الحكيم وتمتلئ بالمصلين، كما تشهد تنظيم المسابقات الدينية والإعلان عن الفائزين بها، بعد فترة من الحفظ والتلاوة والاجتهاد في الأعمال الصالحة.
ولا تختلف عادات وتقاليد سكان معسكر، في الاحتفال بليلة القدر المباركة، عن باقي ولايات الوطن، بالتحضير لأطباق تقليدية، حيث يعتبر الجانب التقليدي أهم مشهد في هذه الاحتفالات، إذ لا تفوّت العائلات المعسكرية، مناسبة دينية أو اجتماعية إلا واحتفلت بها بإعداد طبق «الرڨاڨ»، الذي تتزين به موائد افطار الصائمين ليلة 27 رمضان.
ويعتبر حضور هذا الطبق التقليدي ضروريا في مناسبات اجتماعية على غرار مأدبات العقيقة والسبوع والختان والمهيبة، واحتفالات المولد النبوي الشريف وعاشوراء، كما تحرص العائلات المعسكرية، على إعداد طبق الرقاق باعتباره سلطان موائد ولائمها، وعنوان فخامتها، مرفوقا بطبق التعمير ومرق الدجاجّ.
ومع الأيام العشر الأواخر للشهر الكريم، ينتعش مجال صناعة الرقاق وبيعه، بالنظر إلى صعوبة إعداده يدويا بالمنازل، لاسيما بالنسبة للنساء اللواتي لا تمتلكن الخبرة الكافية في إعداده، حيث يحتاج تحضيره إلى جهد بدني للعجن وخبرة يدوية كافية في التوريق، لا تتوفر عند جميع النساء! حيث يتطلب تمديد العجنة الواحدة التي تتحول إلى ورقة بسمك يقل عن 1 ملم تشبه ورقة «الديول»، إلى مهارة وتركيز على حركة أنامل اليد ودقة في التحكم في حركة أطراف الأصابع.
ولأنّ إعداد الرقاق يحتاج إلى الخبرة والجهد العضلي للدلك والعجن، تحولت صناعته بمعسكر إلى تجارة مربحة، ومصدر للدخل بالنسبة للكثير من السيدات الماكثات في البيوت، على غرار فتيحة من بلدية مطمور التي تنتج خلال المناسبات الدينية ما كميته قنطار يوميا من هذا الطبق التقليدي، بناءا على طلب زبوناتها، وتساعدها في هذه المهنة الشّاقة والمربحة جاراتها وبعض من أفراد عائلاتها.
وأوضحت فتيحة، أنّ مجال عملها في إعداد «الرقاق» يستمر طيلة أيام السنة، بحكم الطلب عليه كونه عنوان لفخامة الولائم والمأدبات الاجتماعية، في الأفراح والأقراح، غير أنّ العمل بالمجال يتضاعف قبيل حلول ليلة 27 رمضان، حيث تستلم العاملة في هذا المجال، أزيد عن 90 طلبا في اليوم الواحد، ويقاس الأمر على العديد من العاملات في مجال إعداد وصناعة الرقاق بتراب معسكر وعلى نطاق واسع.
ويزين طبق الرقاق والتعمير، موائد افطار الصائمين، ليلة 27 رمضان، التي تعتبر يوما له قدسيته ومكانته في المجتمع المحلي، باعتباره مناسبة للمّ الشمل وإصلاح ذات البين وتعزيز صلة الرحم، فتزداد خلال هذا اليوم وتيرة التحضير لعيد الفطر المبارك، وتزداد بها أيضا وتيرة الزيارات العائلية، على الرغم من التعب الذي ينال من ربات البيوت في الأيام الأخيرة من الشهر العظيم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024